طباعة

الصوفيون يؤدون مناسك الحج بوقفة «حميثرة» بمرسى علم

الأحد 11/09/2016 12:10 م

السيد البخمي

الصوفيون يؤدون مناسك الحج بوقفة «حميثرة»

في شكل زينة التكبير والتضرع لعزيز قدير بتوافد المسلمون من كل حدب وندب، طالبين من ربهم العفو عن ذنوبهم، تاركين مشاغل الدنيا الفانية، ومنتظرين العفو للأخرة واقفين على الجبل الذي ألقى عليه الرسول صلى الله عليه وسلم خطبة الوادع.
وعلى النقيض حالة من الانفلات الديني واللاوعي من بعض الجماعات التي تدعي أنها من أهل الدين، يقدم مريدو ومحبو «الشاذلي» من شتى المحافظات خصوصًا الصعيد، ومن عدة دول عربية وإسلامية، يقفون على «حميثرة» بمرسى علم تشابهًا بعرفة، حيث يتجهوا إلي مرقد «أبي الحسن الشاذلي»، لأداء فريضة الحج ويشبهون جبل حميثرة بجبل«عرفات»، كما يمثلون بئر بجوار المرقد ببئر زمزم، وتقع منطقة جبل حميثرة، جنوب مدينة مرسى علم، ويأتون بالسيارات محملة بالمئات من رؤوس الماشية لذبحها أثناء فعالياتهم، حاملين معهم راياتهم الخضراء.
ويدعون أن هذه الأيام هي أيام توافد محبي الصوفية ورواد الشيخ «الشاذلي» على زيارة مسجده، مشيرين إلى أن الآلاف يتوافدون كل عام لزيارة «الشاذلي» والاحتفال بمولده الشريف، ووصلت أعدادهم في أحد الأعوام إلى قرابة المليون.
ويعتبرون زيارة مقام «أبو الحسن الشاذلي» بمثابة حج أيضًا ويمارسون فيه نفس الطقوس التي يحرص عليها رواد بيت الله الحرام في مكة، وتحرص «الصوفية» على صعود «جبل حميثرة»، حيث يشاهدون من أعلى قمة فيه أنوار مكة تتلألأ.

عرفه أهم ركن في الحج

في الجانب الأخر يتوافد زوار بيت الله الحرام إلى جبل عرفات، لأداء أهم أركان الحج، ويقع جبل عرفة شرق مكة، حيث تعددت الروايات حول سبب تسمية عرفة بهذا الاسم، لكن الروايتين الأكثر تأكيدًا هما؛ أن أبو البشر آدم التقى مع حواء وتعارفا بعد خروجهما من الجنة في هذا المكان ولهذا سمي بعرفة، والثانية أن جبريل طاف بالنبي إبراهيم فكان يريه مشاهد ومناسك الحج فيقول له: "أعرفت أعرفت؟" فيقول إبراهيم: "عرفت عرفت" ولهذا سميت عرفة.
وقت الوقوف بعرفة هو من زوال شمس يوم عرفة إلى طلوع فجر اليوم التالي وهو أول أيام عيد الأضحى، ويصلي الحاج صلاتي الظهر والعصر جمع تقديم بأذان واحد وإقامتين، ويستحب للحاج في يوم عرفة أن يكثر من الدعاء والتلبية وذلك لقول النبي محمد: «خير الدعاء دعاء يوم عرفة وخير ما قلت أنا والنبيون من قبلي لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير».
يبقى الحجاج في عرفة حتى غروب الشمس، فإذا غربت الشمس ينفر الحجاج من عرفة إلى مزدلفة للمبيت بها، ويصلي بها الحاج صلاتي المغرب والعشاء جمع تأخير؛ بمعنى أن يؤخر صلاة المغرب حتى دخول وقت العشاء، ويستحب للحجاج الإكثار من الدعاء.