كانت "ن.أ" طالبة في العقد الثاني من عمرها، تسير بصحبة شقيقها الطالب بالمرحلة الإبتدائية وفي منتصف طريقها بمنطقة مسجد الحصاوي بمدينة كفر الزيات في محافظة الغربية، حيث محل إقامتها، استوقفتها سيدة تحمل أكياسًا بلاستيكية، ادعت أنها مندوبة مبيعات لمساحيق الغسيل والعطور.
وطلبت منها أن تشم أحد العطور التي تحملها وتأخذها هدية ولا تريد ثمنها، رفضت الفتاة، إلا أن السيدة أصرت على طلبها مؤكدة أنها لن تأخذ مقابل زجاجة العطر، فارتبكت الفتاة وجددت رفضها، وارتفعت نبرة الصوت خلال الحوار تدريجيًا، تراجعت السيدة عن موقفها وسمحت لها بالانصراف.
وأكملت الطالبة رحلتها وعلى بعد خطوات لاحظت سيدتين يجلسان على الرصيف، ملامحهما أثارت الرعب في نفسها، نظرًا لأن شارع «كوافير باريس» من الشوارع الهادئة والمعروف سكانه، نظرتا إليها نظرات توحي بالتربص بها، وكان بجوارهم رجلًا تقاسيم وجهه عليها آثار الإجرام مما أدى إلى زيادة خوف فتاة.
وأخذ الرجل ينظر إليها نظرات مريبة تجاوزته، إلا أنه لاحقها فزاد ارتباكها ورعبها وقررت العودة إلى منزلها، وفي طريق الرجوع مرت بالسيدتين، وفوجئت بمشادة كلامية بين السيدة التي عرضت عليها زجاجة المعطر وبين سيدة أخرى تقف بشرفة منزلها بالطابق الأرضي، بسبب نفس الموقف، حيث أصرت البائعة الوهمية لمساحيق الغسيل والعطور على أن تفتح لها باب المنزل لتعرض عليها بضاعتها إلا أن صاحبة المنزل رفضت طلبها، وأصرت البائعة على أن يفتح لها نجلها الصغير باب المنزل ويأتي إليها لتعطيه ما معها وتختار ما تريد شرائه، وقبل أن يتطور الموقف بصراخ صاحبة المنزل والاستغاثة بالأهالي، فوجئت البائعة بالطالبة عائدة إلى منزلها فأسرعت بالانصراف ولحق بها السيدتين والرجل الذي كان يلاحقها.
وأثارت الواقعة الرعب في نفوس أهالي مدينة كفر الزيات عقب نشر تفاصيلها على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" ونشر صورة البائعة المجهولة التي تعرف عليها بعض الأشخاص وتبين أنها بائعة مناديل ورقية مقيمة بمنطقة الساحة الشعبية بكفر الزيات.
وحذر الأهالي من التعامل مع تلك السيدة، خاصة أنه من المعروف عنها أنها كانت متسولة تستقل القطارات وتمارس نشاطات مشبوهة، ولم يستبعدوا أن يكون المقصود اختطاف الطفل الذي كان بصحبة الفتاة لاستغلاله في التسول، حيث أطلقوا على البائعة الوهمية لقب «الكاتعة» التي ظهرت كشخصية سنيمائية في أحد الأفلام وهي تخطف الأطفال وتستخدمهم في التسول.
