طباعة

في اليوم العالمي لـ «القهوة».. 6 معلومات لا تعرفها عن «المشروب البني».. اكتشفها راعي أغنام يمني بالصدفة.. استخدمها رجال الدين للبقاء مستيقظين طوال الليل.. و«الدولة العباسية» تسهم في انتشارها بأوروبا

الخميس 29/09/2016 12:55 م

سارة صقر

القهوة

إذا كنت من عشاق مذاق القهوة، فهل كنت تعلم أن اليوم الموافق 29 سبتمبر، هو اليوم العالمي للقهوة؟.. يحتفل العالم اليوم بالقهوة، ذلك المشروب الذي يعشقه أغلب سكان العالم، ويتم بيعه وشراءه بأغلي الأسعار، كما أن العاملين به سواء أكانوا تجار أو مقاهي يعتبرون من أغني أغنياء العالم.

"اكتشافها"

ويعود الفضل في اختراعه رجل أعرابي من بادية في اليمن، وكان هذا الأعرابي راعي للأغنام في أفريقيا، حيث لاحظ نشاط أغنامه الكبير وذلك بعد أن رعوا حبوب غريبة هي حبوب القهوة، وكنتيجة لذلك بقيت الأغنام مستيقظية طوال الليل وحافظواعلى نشاطهم الكامل طوال هذه الفترة، وبسبب فضوله جرب الراعي تناول بعض هذه الحبوب، وبالفعل شعر بالنشاط وتمكن من البقاء مستيقظًا فترة أطول.

وذهب هذا الراعي إلى رجل الدين في قريتهم، وأخبره عما حدث ودله على هذه الحبوب حيث جرب رجل الدين طحنها ووضعها في مياه مغلية ليعد أول كوب من القهوة في التاريخ، حيث لم يتم تحميص القهوة إلا بعد زمن من ذلك.

وقد انبهر رجل الدين بآثار الشراب حيث بقي صاحيًا ومركزًا لمدة طويلة، فأخذ هذه الحبوب إلى معبده ليستخدمها رجال الدين للبقاء صاحيين فترةً أطول وأداء صلواتهم، ومن هناك انتشرت القهوة بين الكثير من المعابد لم تنتشر القهوة خارج المعابد إلا بعد مرور مدة طويلة.

"انتشار القهوة"

وتأتي بداية انتشار القهوة إلى العالم الإسلامي وخصوصًا في ظل الدولة العباسية، حيث جلبه التجار المسلمين معهم ونشروه على عرض البلاد وأطلقوا هلى الشراب اسم القهوة (الشراب المضاد للنوم) وذلك في القرن التاسع الميلادي، وأصبحت القهوة هي الشراب الأكثر انتشارًا في البلاد العربية، وكانوا يشربوه في مجالسهم ومساجدهم وفي المسجد الحرام في مكة المكرمة.

ولم يتم تحميص القهوة حتى وقت ما بيم 1000 – 1200 ميلادي، وبالصدفة تحميص القهوة أنتجت شرابًا أكثر لذةً وتأثيرًا.

وعند وصول القرن الثالث عشر أصبحت القهوة شرابًا تقليديًا لدى العرب، أصبحت ثقافة وعادة موازية للدين الإسلامي، حيث انتشر الإسلام مع انتشار القهوة واستخدموها للبقاء مستيقظين لمدة طويلة لأداء الصلاة والعبادة، وبدايةً من العام 1250 بدأت زراعة القهوة في اليمن وانتشرت منها لتصبح زراعةً كبيرة في العالم العربي.

حافظ العرب على تجارة القهوة وعملوا بشدة على منع الغير من زراعة وتجارة القهوة، فلم يخرج من بلاد العرب أي حبوب حية للقهوة حيث كانت تباع محمصة أو مجففة، ويقال أن حبوبًا للقهوة لم تخرج من بلاد العرب حتى العام 1600 ميلادي وبقيت اليمن هي المورد الوحيد للقهوة في العالم حتى ذلك الحين.

نقل مشروب القهوة لتركيا

وانتقلت القهوة بعد ذلك إلى تركيا، حيث نقلها العثمانيون إلى هناك وافتتح أول محل للقهوة في القسطنطينية عام 1475 وتضاعفت أعداد المقاهي حتى أصبحت بالمئات وأصبحت القهوة عادة اجتماعية في القسططنطينية، أصبح زوار المقاهي بالآلاف يوميًا يزورونها لتبادل الآراء والأحاديث، اللعب، سماع قصص من رواة القصص الأسطورية.. وبالطبع لشرب القهوة ! حتى أصبحت المقاهي هناك تسمى "بيوت الحكمة" لما كان فيها من أحاديث وعلوم متبادلة.

انتشار الدولة العثمانية حول أوروبا والعالم نشر معه القهوة في تلك البلدان، فلم تبق القهوة حكرًا على البلاد العربية وتركيا حيث انتقلت إلى أوروبا الشرقية وأوروبا الغربية واسبانيا وشمال افريقيا.

في عام 1650 تم افتتاح أول مقهى في انجلترا في أوكسفورد، حيث تعرف طلاب حامعة أوكسفورد على شراب القهوة وأعجبهم تأثيره ومساعدته لدراستهم، وكانت هذه هي بوابة القهوة إلى أوروبا، وكانت القهوة هي بداية مجتمع من العلماء المميزين لجامعة أوكسفورد.