طباعة

في ذكرى الهجرة المحمدية.. تعرف على بداية العمل بالتقويم الهجري.. اختاره علي بن أبي طالب.. وعمل به في خلافة عمر بن الخطاب.. والشهورالعربية معمول بها قبل دخول الإسلام

السبت 01/10/2016 01:09 م

سارة صقر

يحتفل المسلمون بالعام الهجري الجديد، ولكن الكثير منا لا يعرف متى بدأ العمل بالتقويم الهجري، كما لايعلم معظم الناس أسباب تسمية الشهور العربية بأسمائها الحالية.

بداية العمل بالتقويم الهجري

في بداية الإسلام لم يكن التاريخ السنوي معمولًا به، حتى جاءت خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه في السنة الثالثة أو الرابعة من خلافته، أي سنة 16 أو 17 من الهجرة، وجاء سبب التأريخ الهجري عندما بعث أبا موسى رضي الله عنه خطاب إلى عمر رضي الله عنه، قائلًا فيه: «أنه يأتينا منك كتب ليس لها تاريخ»، كمارفع لعمر رضي الله عنه صك «وثيقة» في شهر شعبان، فقال: أي شعبان، الماضي أو الذي نحن فيه أو الآتي، وأمر أن يضعوا للناس شيئًا يعرفون فيه حلول ديونهم، فجمع عمر رضي الله عنه الناس، وشاورهم في اختيار عام محدد يبدأ منه التأريخ الهجري.

فقال بعضهم: العام الذي بعث فيه النبي، وبعضهم قال عام مولود النبي، وأشار علي بن أبي طالب رضي الله عنه إلي عام الهجرة، فقال عمر: الهجرة فرقت بين الحق والباطل، فأرخوا بها، وذلك سنة سبع عشرة.

بداية العام الهجري بالمحرم

بعد أن استقر رأي عمر رضي الله عنه على التأريخ بالهجرة، تشاور مع الصحابة رضي الله عنهم من أي شهر يكون ابتداء السنة، فقال بعضهم: من شهر رمضان، لأنه الشهر الذي أنزل فيه القرآن، وقال بعضهم من ربيع الأول، لأنه الشهر الذي قدم فيه النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة مهاجرًا.

واختار عمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم أن يكون من المحرم؛ لأنه شهر حرام يلي شهر ذي الحجة الذي يؤدي المسلمون فيه حجهم الذي به تمام دينهم والذي كانت فيه بيعة الأنصار للنبي صل الله عليه وسلم والعزيمة على الهجرة، فبدأ بالسنة الإسلامية الهجرية من الشهر المحرم.

تسمية الشهور العربية

وإن كان التأريخ السنوي الهجري بدأ في عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فإن أسماء الأشهر والتقويم القمري كان تستخدم منذ أيام الجاهلية، فالمحرم سمي بذلك لأن العرب كان يحرمون القتال فيه، وصفر سمي بهذا الإسم لأن العرب كان يغزون فيه القبائل فيتركون من لقوا صفر المتاع.

أما شهر ربيع الأول، أطلق عليه هذا الإسم لأن العرب كانوا يرتبعون فيه أي لرعيهم فيه العشب فسمي ربيعًا، وجمادى لجمود الماء فيه.

ورجب سمي رجبًا لترجيبهم الرماح من الأسنة، لأنها تنزع منها فلا يقاتلوا، وشعبان لأنه شعب بين رمضان ورجب، ورمضان لرموض الحر وشدة وقع الشمس فيه، وشوال لشولان النوق فيه بأذنابها إذا حملت، وذو القعدة سمي ذا القعدة لقعودهم في رحالهم عن الغزو لا يطلبون كلأ ولا ميرة، وذو الحجة سمي ذا الحجة لأنهم يحجون فيه.