طابقان متلاصقان، تربطهما لافتة صغيرة نقش عليها "ورشة السعد والهنا"، الأول تغمره شتى أنواع الموبيليا، بألوان متابينة لحذب المارة، أما التالي فهو مخصص لوضع الآلات والمعدات الخاصة بالعمل، والتي تمر فيها الموبيليا بجميع مراحلها لتخرج في شكلها النهائي ويتم عرضها للبيع.

لم ينل سكان مدينة "فرشوط" التابعة لمحافظة قنا من ورشة "السعد والهنا" سوى ضوضاء تلازمهم طوال الوقت وأزمات سئموا من البحث عن حلها، تبدأ المأساة مع "الانتريهات" التي يتم عرضها في امتداد شارع متولي، وهو أحد الشوارع الرئيسية بالمدينة مما يتسبب في عرقلة سير المارة ويمنع مرور السيارات بالشارع، أحمد هارون، أحد السكان الملاصقين للورشة، تقدم بشكاوي عديدة للمحافظ والنائب العام ومجلس المدينة ورئاسة الجمهورية ووزير التنمية المحلية لإغلاق تلك الورشة لكن لم يتلق رد.

24 ساعة متواصلة تعمل خلالها الورشة مما تسبب في العديد من الأضرار المادية والنفسية للسكان، يضيف:" الورشة بقالها سنة ومش مترخصة، أنا ساكن في الدور التاني في البيت اللي لازق فيها، خبط ورزع وصوت مكن طول الليل مبنعرفش ننام، ده غير أن حيطة الشقة اتشرخت بسببهم وكلفتنى فلوس كتير عشان اصلحها، روحت عملت محضر في القسم وقالوا المشكلة هتتحل ومفيش حاجة اتغيرت، شغال فيها أكتر من 10 عمال، بالمنشار والدبابيس والمسدسات بتاعة الشغل ودوشة طول الوقت".

أنور سليمان، رئيس مجلس مدينة فرشوط، قال إنه تم تشكيل لجنة من البيئة لمتابعة الورشة، وحل مشاكل السكان المحيطة بها: "اصحابها مضوا على قرار أن شغل الورشة يخلص الساعة 5 ولو اشتغلوا بعدها الورشة هتتقفل، لأنها المواطنين من حقهم يعيشوا في مكان هادي، في 3 شغالين بليل بيتابعوا الورشة عشان لو حصل أي مشكلة أو لو اشتغلت في مواعيد غير مواعيدها تتقفل فورا".