تجاعيد نُقشت على وجوههم جعلت من يراهم لأول وهلة، يظنهم أشقاء، "تحت سقف واحد" تعيش "أم جلال" 89 عامًا برفقة ابنتها "بدرية" 65 عامًا بمنطقة النهضة في غرفة تعمها الفوضى، تحتوي سرير صغير أسفله صندوق أُحكم غلقه بعدما سُرق منه "شقى العمر" الذي أدخرته "أم جلال" لرحلة عمرة تلهفت لها سنوات طوال.

تؤكد "بدرية" أنها تقطن برفقة والدتها منذ 8 سنوات، بعد أن توفي زوجها وتركها وأبنائه بمفردها، يعتمد رزق "بدرية" ووالدتها على "الكانز" الذي تقوم بتجميعه أثناء جولتها اليومية في كافة شوارع المنطقة، وأيضًا المناطقة القريبة من سكنها: "بحوشه وابيعه الكيلو بـ3 جنيه واللي بكسبه باكل بيه أنا وأمي"، تقول "بدرية" أن المعاش الذي تأخذه يسد فواتير الكهرباء والماء، ولا يكفى لشراء قوت يومهم، تعاني والدتها من أمراض كثيرة ودخلهم لا يكفي علاجها، فضلًا عن احتياجها عملية استئصال للرحم لكونه خارج جسمها: "مليش غير فضل ربنا وأمي، ونفسى أطلعها عمرة لأنها على طول تعيط على الفلوس اللى اتسرقت ومش بتنسى".