دراجة صغيرة وضع على حافتيها لوحة بيضاء عريضة نقش عليها بخط واضح "السيجارة سم قاتل" يرفرف بجانبها علم مصر بألوانه الجذابة، تجذب انتباه المارة الذيت يعبرون عن إعجابهم بها إما بالتقاط بعض الصور أو تشجيع راكبها بكلمات حماسية تبث في روحه سعادة وتفاؤل.

استطاع "محمود يحيى" البالغ من العمر ثلاثين عامًا، أن يلفت انتباه الناس إليه برسائله المقروءة التي يوجهها إليهم من خلال دراجته، حيث يسير بها الشاب الثلاثيني من محل إقامته بالسيدة زينب إلى مقر عمله بشارع اللاسلكي بالمعادي الجديدة، مسافة تقدر زمنيًا بنصف ساعة أو45 دقيقة تقريبًا، قائلًا: "الدراجة هوايتي المفضلة بركبها من وأنا طفل كان عندي 7 سنين"، مؤكدًا أنه بدأ استخدامها كوسيلة مواصلات معتادة بصفة شبه يومية وهو يبلغ 15 سنة، وأردف: "صاحب العجلة الشهيرة" قائلًا: العجلة قدرت أنها تقضي على عادتي السيئة وهي التدخين من 9 شهور، ومارست ألعاب رياضية كتيرة بجانب سواقة العجلة لحد ما بقيت أسلوب حياة بالنسبالي".

بدأ محمود في تعليق اللافتات واللوحات المحملة بالرسائل على دراجته منذ عام 2012، فكان يكتب عليها عبارات سياسية واجتماعية حسب الظرف الزماني الذي تمر به البلاد، مشيرًا إلى أنه كتب عليها عبارات سياسية واجتماعية وتربوية، حيث ذكر أنه دوّن عليها في أوقات سابقة كلمات وجمل تُحذر من الإخوان وأفكارهم المتطرفة قبيل ترشحهم للرئاسة.

يعد اختيار الكلمات والجمل من أصعب المواقف التي تقابل الشاب الثلاثيني نظرًا لأنه يجد ردود أفعال الناس وجهًا لوجه فيقول: "بفكر كتير قبل كتابة جمل للناس لأني دايمًا في الشارع وبشوف ردود أفعال الناس الإيجابي منها والسلبي"، حيث يجلس قُرابة الأسبوع منفردًا بذاته فقط كي يقرر كتابة جملة على دراجته التي اعتاد الناس رؤيتها والتفاعل معها، يتمنى محمود أن يشارك في برامج توعوية كي يحذر الناس من خطر التدخين وأضراره على الإنسان والمجتمع بوجه عام، ويؤكد أنه يملك من الأفكار والأساليب التي من شأنها تساعد في الأقناع بخطورة التدخين وآثاره السلبية.