فى منزل بدون نوافذ يعيش محمد أمين أبوطالب، ابن قرية شطورة التابعة لمركز طهطا شمال سوهاج، وأسرته المكونة من 4 أفراد، وأراد الله أن يولد محمد مصابًا بشلل الأطفال فى قدميه ويصبح فى الكبر صاحب عكازين من الحديد يصارع بهم الحياة رضاءً بقضاء الله وقدره، امتهن مهنة العجل وتصليحها لكى يحيا حياة كريمة ويصبح ميسور الحال ولا ينتظر عطف من أحد.

ولكن مع ارتفاع الأسعار ودخول أبنائه مراحل التعليم، أصبح غير قادر على نفقاتهم إلى أن أصابه اليأس حتى أتى فرج الله وأصبح محمد موظف لدى وزارة الأوقاف ببرج العرب فى محافظة الإسكندرية، وكانت فرحته لاتوصف لضمانة معاش لأولاده بعد وفاته، ولكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن وكانت وظيفة في جامع وهمي والأوقاف ترفض محاسبة المقصرين، ولم يتم تغيير البطاقة لمحمد من عامل بالأوقاف إلى لا يعمل حتى يستطيع الحصول على معاش تكافل وكرامة أو الحصول على وظيفة أخرى.

التقى "المواطن" محمد أمين، المصاب بشلل الأطفال، يقول عندي 28 سنة ومتزوج ولدي 3 أطفال فى مراحل التعليم المختلفة، ومشكلتي ليست فى عجزي فأنا راضي بقضاء الله ولكن مع وزارة الأوقاف الذي تم تعييني بها فى عام 2006 حتى صدور قرار نقلي إلى مديرية أوقاف القليوبية فى عام 2015 التي رفضت تسليمي العمل بحجة الإعاقة وعدم قدرتي على العمل، وأضاف "رجعت لمديرية أوقاف الإسكندرية جهة عملي الرسمية وحدثت الفاجعة وأخبرونى بأنه تم فصلي لأني مُعين فى مسجد وهمي ليس له وجود.

يكمل "محمد" حديثه، ذهبت إلى الجهات المختصة بتعييني، لكن دون جدوى وأخبروني أن المشكلة من اختصاص وزير الأوقاف، لوجود فساد في التعيينات، وطالب محمد الدكتور مختار جمعة، وزير الأوقاف، بسرعة التدخل لحل مشكلته وهدد "محمد" بالانتحار.