تسعى جماعة الإخوان، بين الحين والآخر إلى إرهاب النظام الحالي والشعب المصري، بالتصريح باستعدادها للقيام بعملية اغتيال ضد أحد الشخصيات المعروفة، مبررين حديثهم بأن تلك الشخصيات تؤيد نظامًا غير شرعي على حد وصفهم.

وأكد متخصصون في الشأن الإسلامي، أن هناك دوافع وأسباب عديدة تدفع الجماعة إلى اللجوء، أحيانًا للتصريح بفكرة اغتيال بعض الرموز، لافتين إلى أن بعض هذه الدوافع محاولة إثبات أنهم ما زالوا متواجدون على الساحة، وأيضًا لزعزعة استقرار النظام القائم، وليس هذا فحسب بل يريدون إنهاك النظام بتلك العمليات وضرب الأمن والاقتصاد، موضحين أن هناك سبب آخر إلا وهو اعتقاد البعض منهم أن الوصول للحكم مرة أخرى يكون إلا عن طريق العنف واغتيال رموز النظام.

تهديدات بالاغتيال

وكانت الجماعة هددت أكثر من مرة أنها يتقدم بعمليات اغتيال ضد بعض الرموز، حيث وجهت جماعة الإخوان رسالة تحريضية لعناصرها لقتل الإعلامي عبد الرحيم على، عضو مجلس النواب، وآخرون معه، بعدما فضحوا مخطط الجماعة لتنفيذ عمليات إرهابية ضد الدولة المصرية.

وذكرت الإخوان، في رسالتها التحريضية المنشورة على إحدى صفحاتها بمواقع التواصل الاجتماعي، اسم عبد الرحيم على، مهددة إياه بالتصفية الجسدية ومن ينهج نهجه من الإعلاميين، حيث قالت في رسالتها الموجهة لعناصرها، "لا تخشوا هؤلاء وتخلصوا من أي ضعف أو هوان، فالحديد لا يفلّه إلا الحديد، وهؤلاء لابد من سيف ليقطع ألسنتهم قبل رقابهم".

وحاولت الجماعه مسبقاً اغتيال الدكتور على جمعه مفتي الديار السابق، وذلك أمام منزله أثناء توجه إلى المسجد لتأدية صلاة الجمعه إلا أن المحاولة باءت بالفشل.

وعقب تصفية القيادي الإخواني محمد كمال، توعد التنظيم، عبر بيان نشره أحمد عبد الرحمن رئيس مكتب الجماعة بالخارج، الأجهزة الأمنية المصرية ورموز القضاء المصري بالمزيد من العمليات الإرهابية المسلحة، ردًا على تصفية محمد كمال عضو مكتب الإرشاد.

تهديدات "فنكوش"

في البداية، أكد خالد الزعفراني، الباحث في شئون الحركات الإسلامية، أن تصريحات الإخوان حول اغتيال بعض الشخصيات ما هو إلا شو إعلامي فقط، والهدف من وراء ذلك أيضًا محاولة التأكيد على أنها ما زالت متواجدة على الساحة، كما أنها لن تستطيع القيام بما تهدد به.

وأوضح الزعفراني فى تصريحات لـ "المواطن"، أن هناك كثير من الشخصيات ليس عليها حراسة ولم تقم الجماعة باغتيالها، منوهًا إلى أن الدكتور عبد الرحيم على عضو مجلس النواب عليه حراسة مشددة، متسائلًا كيف ستقوم الجماعة باغتياله؟.

وأكد أن الجماعة ليس لديها أي إمكانيات حقيقية للقيام بعمليات الاغتيال، لافتًا إلى أن معظم تصريحاتهم عن الاغتيال يتضح بعد ذلك أنها "فنكوش جديد منهم".

وأضاف الباحث في شئون الحركات الإسلامية، أن الأجهزة الأمنية متواجدة في جميع المناطق وتستطيع بسهولة رصد أعضاء الإخوان ومن يحاول القيام بعمليات الاغتيال.

جبهة الشباب تلجأ للاغتيالات

فيما أكد قال سامح عيد المتخصص في شئون الحركات الإسلامية، إن جماعة الإخوان الإرهابية وبالأخص جبهة محمود عزت تلجأ خلال تلك المرحلة إلى التهدئة مع النظام.

وأكد "عيد" خلال تصريحه لـ"المواطن"، أن جبهة الشباب هي من تسعى للقيام بذلك، ثأرًا لما يعتقدونه بأن الجماعة ظلمت وأن النظام الحالي غير شرعي، موضحًا أن هؤلاء الشباب لا يتلقون أوامر مباشرة من القيادات العليا بل يقوموا بذلك من تلقاء أنفسهم، لاسيما بعد الشحن الذي تعرضوا له خلال الفترة السابق.

وأشار إلى أن هؤلاء هددوا أكثر من مرة باغتيال شخصيات عامة ولم يقوموا بذلك، لافتًا إلى أن الجماعة لن تستطيع القيام بأية عمليات اغتيال لأن الدولة توفر للشخصيات الحماية الكافية ؛ لذا لن تستطيع الجماعة النيل منهم.

زعزعة الاستقرار

بينما، أكد ماهر فرغلي الباحث في شئون الحركات الإسلامية، أن لجوء هذه الجماعه إلى فكرة الاغتيالات هذه الآونة يعود لعدة أسباب، منها أنهم يريدون إنهاك النظام القائم وزعزعة استقراره.

وأوضح فرغلي، خلال تصريحات خاصة لـ"المواطن"، أن أحد تلك الأسباب هو رغبتهم في إثبات أن الكيان، ما زال قائمًا، وأنهم ما زالوا متواجدون على الساحة، منوهًا إلى أن هناك هدف آخر، ألا وهو زعزعة اقتصاد البلاد وضرب الأمن وأحداث خلل بتلك المنظومات، موضحًا أن تلك الضربات تحدث ارتباكا داخل تلك الأجهزة.

وأكد أن هدف اغتيال رموز النظام أو المؤيدون له كما يقولون، اعتقادًا منهم بأن ذلك وسيلة لهدم الدولة أو بداية للوصول إلى الحكم، لأن البعض منهم يعتقد أن الاغتيال سنة، ولن يستطيعوا الوصول للحكم إلا بالعنف والاغتيال.