بالرغم من الأزمات والصعوبات التي مرت بها قطر منذ مقاطعة الـ4 دول العربية لها يونيو الماضي على المستوى الأمني والاقتصادي والدبلوماسي، وعدم اهتمامها بمهلة الـ10 أيام التي وضعتها دول المقاطعة لتنفيذ مطالبهم الـ13 التي جاء في مقدمتها إغلاق قناة الجزيزة التي تحرض على الإرهاب، والتي انتهت الاثنين الماضي، إلا أنها تحاول المماطلة واللعب مع السعودية ومصر والإمارات والبحرين.

حيث طالبت الكويت الدول الأربعة بمد المهلة الممنوحة لقطر لمدة 48 ساعة أخرى لدراسة الرد القطري، وذلك بعد أن أعلنت الدوحة مساء الأحد عن أنها ستسلم الرد على المطالب للكويت الاثنين الماضي، الأمر الذي استجابت له الدول الأربعة تكريمًا لأمير الكويت، على أن تنتهي المهلة غدًا الأربعاء.

وخلال هذه المهلة المحددة في 12 يوم، وجهت دول المقاطعة بعض الرسائل التحذيرية لقطر للرجوع عن موقفها في دعم الإرهاب وعودتها إلى البستان الخليجي، وجاءت أبرز رسائل وتصريحات الدول كالتالي:

السعودية..
بعث وزير الخارجية السعودي عادل الجبير رسالة واضحة لقطر، أكد خلالها أنه لا تفاوض مع قطر بشأن قائمة المطالب المقدمة منهم، قائلًا إن التنفيذ الجزئي للمطالب غير مقبول، خاصة أن الشروط المطروحة لا تتعلق بأمن المنطقة الخليجية والعربية فحسب، بل بالسلم والأمن العالميين في ظل تنامي ظاهرة الإرهاب التي تعد الدوحة أكبر داعميها، مضيفًا أنه ليس من الممكن أن تدعم قطر الإرهاب و تتمتع في ذات الوقت برفاهية الخيارات.

وأشار "الجبير" خلال رسالته في تهديد صريح لقطر أن ملف دعم التطرف والإرهاب هو نقطة البداية والنهاية للأزمة، وفيه تلتقي كل خيوط الحل، حيث إن طريق العودة إلى المسار الصحيح يتمثل في تعديل السلوك الداعم للجماعات الإرهابية، وما عدا ذلك سيعني مزيدًا من العزلة لقطر عن المحيط الخليجي والعربي.

وبعد مد المهلة 48 ساعة، أكد "الجبير" أمس عقب لقاء نظيره الألماني أن السعودية وشركائها لا يسعون إلى المساس بسيادة الدوحة، لكنهم يطالبونها بوقف التحريض على الإرهاب، موضحًا أن الإجراءات التي اتخذت بحق الدوحة ليست ضد الشعب القطري، متمنيًا أن يكون الرد القطري على قائمة الطلبات إيجابيًا للوصول إلى حل للأزمة.

الجدير بالذكر أن رسالة تميزت وزير الخارجية السعودي عادل الجبير بالقوة والوضوح والصرامة.

مصر..
وجه وزير الخارجية المصري سامح شكري رسالة قوية لقطر، محذرًا العالم أجمع من عدم المساس بمصر وأمنها وشعبها، قائلًا "من يريد أن يستمر في التآمر على مصر وشعبها سيكون أن من يكتوي بنار تآمره"، واضعًا قطر محل الاختيار بين حماية الأمن القومي العربي والمحافظة على استقرار ومقدرات الدول العربية الشقيقة أو الاستمرار في محاولاتها الفاضلة لزعزعة استقرار المنطقة وتقويض أمنها القومي لصالح قوى خارجية أو جماعات مارقة.

الإمارات..
ولم يقل الموقف الإماراتي قوة عن السعودية ومصر، حيث حذر السفير الإماراتي في روسيا عمر غباش الدوحة من تبعات تملصها والتفافها على المطالب، موضحًا أن الدول الرئيسية تبحث فرض شروط على الجهات التي تتعامل مع قطر تجاريًا.

كما وجه وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبدالله بن زايد رسالة ترهيب لقطر خلال لقاءه مع نظيره الألماني اليوم، قائلًا "ردنا على قطر سيكون ضمن القانون الدولي في حال عدم استجابة الدوحة، داعيًا قطر عن التوقف عن تمويل الإرهاب وإيواء المتطرفين، مؤكدًا أن هذا القرار لم يتخذ بسهولة بل لعد سنوات من محاولة إيقاف قطر عن دهم الإرهاب والتحريض على الكراهية والتطرف.

وأشار إلى أنه من السابق لأوانه الحديث عن الخطوات اللاحقة، ومن الأفضل انتظار ما سيصدر عن الكويت، موضحًا أن الخطوات التي سيتم اتخاذها بحق قطر ستكون في إطار القانون الدولي.

وفي حالة الترقب المسيطرة على العالم كله والمنطقة العربية على وجه الخصوص، نقل موقع إعلامي عن مصادر كويتية ما قيل إنها تفاصيل عن الرد القطري على مطالب الدول المقاطعة، الذي سُلم مؤخرًا لأمير الكويت.

وتداولت وسائل الإعلام "تغريدات" نشرت بهذا الشأن في موقع وكالة أنباء "انفراد" الكويتية على تويتر، أفادت بأن الدوحة أعربت في ردها عن "استعدادها لتخفيض علاقاتها الدبلوماسية والاقتصادية مع إيران إذا ما التزمت بذلك كل الدول الخليجية".

وأكدت أيضا في ردها، بحسب هذه التغريدات عدم وجود أي "عنصر من عناصر الحرس الثوري على أراضيها، مشيرة إلى أن هذا المطلب غرضه تشويه سمعة الدوحة، لافتًا إلى أن تركيا دولة مسلمة، ولا شيء في ميثاق مجلس التعاون ينص على منع إقامة قواعد عسكرية"، وفي حالة إثبات حقيقة تلك المعلومات نجد أن قطر تتلاعب بالدول المقاطعة وتتحايل على شروطهم لتحصل على ما تريد.

ولكن حتى الآن لا يوجد تصريح رسمي من دولة الكويت بالرد القطري، ويبقى الجميع على انتظار التصريح الرسمي بالرد القطري غدّا الأربعاء.