"لا لا لا من الصعب بل من المستحيل أن يحدث تدخل عسكري عربي داخل الأراضي القطرية" بتلك الجملة أكد الدكتور سعيد صادق، أستاذ علم الاجتماع السياسي، بالجامعة الأمريكية، في حوار خاص مع الـ "المواطن" حول إمكانية التدخل العسكري عقب رفض قطر قائمة المطالب من قبل الدول الضاغطة (مصر والسعودية والإمارات والبحرين)، مضيفاً أن قطر بكل تأكيد سترضخ للمطالب العربية فهي لا تستطيع أن تستمر في المواجهة مهما طال الزمان، مشددا علي أن الجانب الأمريكي مجرد "مستفيد" ولا يعنيه حل الأزمة لأن استمراريتها هو مصدر دخل اقتصادي لها.
وتابع أستاذ علم الاجتماع السياسي: أن هناك حلول منتظرة لتلك الأزمة وهي التفاوض على الشروط والمتطلبات الخاصة بالدول الضاغطة مثل أن تغيير قنواتها الإعلامية من رسالتها من دعم للإرهاب لمقاومته بدلاً من أن يتم غلقها، كما أن الدفء العربي العربي أرض خصبة لعودة العلاقات الثنائية بين كافة الأقطار العربية.


كيف تري قطع العلاقات العربية الدبلوماسية مع قطر؟
من الصعب بل من المستحيل أن تتخلي دوله تعتمد على العمالة الأجنبية بنسبة 86% من حجم قوتها البشرية ولديها ما يفوق ٣٠٠٠٠٠ عامل مصري أن تتحمل قطع العلاقات مع مصر والدول العربية، متسائلا: كيف لصاحب عمل أن يتخلى عن العمالة لديه وهم من يحققون وينفذون وينجزون أعماله.
وأضاف: من غير المتوقع أن تسلك قطر أي تصرفات سلبية تجاه العمالة المصرية والعربية لأن ذلك بكل تأكيد سيخلف من ورائه أضرار اقتصادية كبيرة.

هل هناك أضرار ستقع على مصر جراء المقاطعة؟
وقع علينا أكثر من خطر، فتم إيقاف ٢٦ رحله للدوحة كما كأن لدينا سابقا ١٠٠رحله شهريا، هذا بالإضافة إلى إيقاف التحويلات البنكية وهي تقريبا مليار و٣٠٠٠٠٠ دولار سنويا وكل تلك الأمور تمثل ضرر اقتصادي على دولتنا.

كيف تري حل الأزمة المصري القطرية؟
صعب حاليا، لأنه ليس قرار فردي مصري حيث أنه في بادئ الأمر هو قرار جماعي مصري سعودي إماراتي بحريني للضغط علي قطر لمنعها دعم الإرهاب.

كيف تنتهي الأزمة العربية القطرية؟
من المؤكد أن تنتهي بأن ترضخ قطر مهما طال بها الأمر، فهي في غني عن المبالغة في مواجهة الدول المقاطعة (مصر والإمارات والسعودية والبحرين) وبكل تأكيد ستستسلم لطلباتهم بأن لا تدعم المنظمات الإرهابية وأي ادعاءات ومزاعم غير ذلك ليس لها اي اساس من الصحة والمنطق لأن من الطبيعي أن تستسلم لأنها كدوله مهما طال بها التحمل لا تستطيع التصدي على المدي الطويل، وبطبيعة الحال

كيف تري الموقع الأمريكي من الأزمة؟
الولايات المتحدة الأمريكية تحاول أن تتلاعب على النزاعات العربية وتستغل الواضع الراهن لـ "حلب" الطرافين وأن تستفيد أكبر استفادة اقتصادية ممكنه وبالطبع كل الدول حلفاءها كدوله عظمه ولو أرادت امريكا تهدئة الوضع لفعلت ولكنها تؤخر الأمور وتبتعد بالحلول بهدف استفادة أكبر.

هل تري أن هناك تدخل عسكري من جانب الدول المقاطعة بالأراضي القطرية؟
لا لا لا من الصعب بل من المستحيل أن يحدث تدخل عسكري لأن التدخل العسكري يعني تدخل الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا وإيران وتركيا وتصعيد الموقف لمرحلة الغليان ولو كانت الأمور تحل في الوقت الحالي بالتدخل العسكري لحدث من بداية الأمر قبل تحالف الدول العربية بالمقاطعة لقطر، لقد انتهي عصر الحل بالحروب لأن التدخل العسكري إذا حدث يصعد الازمات على المستوي القانوني والاقتصادي وأن سياسة الضغط والتحالف أقوى من أي تدخل أو عنف بين الدول العربية.
وتابع: الاستسلام يأتي بالضغوط الاقتصادية وتحالف الدول العربية عليها على المدي الطويل.

كيف تري المخرج النهائي من تلك الأزمة؟
قطر كدوله تريد أن تخرج من تلك الأزمة وسيتم ذلك عبر وسطية الأمور والمرونة بين جميع الأطراف مهما تصاعدت الأزمة، بدأت الدول المتحالفة الضغط علي قطر بـ 13 مطلب، والمماطلة في الوصول لحل ستفرض علي قطر عقوبات تأديبية ففي بدء الأمر حاولت قطر أن تحتمي ف تركيا وإيران والتنظيمات لكن المانيا وفرنسا وأمريكا أكدوا أنه يجب تُحل تلك الأزمة وأن تتوقف قطر عن تدعيمها للتنظيمات الإرهابية وهي كدوله تريد الخروج من الأزمة بالتفاوض مع تلك الشروط والتوافق على الحد الأقصى للمطالب التي تستهدف الأمن وعدم تدعيمها للإرهاب.

كيف تري الاستعدادات الصحيحة لحل تلك الأزمة؟
تم عقد اجتماع مديرين المخابرات لتلك الدول المتحالفة وتم أخذ قرارات سريه غير معلنه لإصدار عقوبات تأديبية اقتصادية ضد قطر.

كيف تري وساطة الدول لحل الأزمة ودور قطر في الخروج بأقل الخسائر؟
كما ذكرت من قبل أن قطر لم ولن تستطيع الصمود طويلا أمام كل تلك التحديات وهي تدفع ثمن الحصار الاقتصادي عشرة أضعاف حيث يتفاوضون الآن لتنفيذ الشروط المواجهة إليهم لأن العقوبات الدبلوماسية والاقتصادية مستمرة، فالرئيس الأمريكي تحدث مع السيسي وبعدها وزير الخارجية تحدث مع أمير الكويت وهذا يعني أن هناك نوع من الوساطة لبدء حل الأزمة فمثلا إذا غيرت قناة الجزيرة سياستها سيكون أفضل من غلقها، فبعض الشروط قابله للنقاش.
وأكد: بعض الدول تدعي وتحاول أن تعظم في قوتها وهي غير قادره على المواجهة طويلا أما كل هذه التحديات والحصار الاقتصادي وأي كلام دون ذلك مجرد ادعاءات وهي غير قاده على تصعيد الموقف وتطويل العزلة.

هل بعد تسليم مصر لجزيرتين تيران وصنافير للمملكة العربية السعودية سبب نوع من الدفء بين الدولتين تزامننا مع الواضع الراهن؟
بالطبع تسليم الجزيرتين سببت نوع من الدفء والتآلف بين الدولتين وتوطيد العلاقات الثنائية بينهم، فالسعودية تدفع لمصر الكثير من الخسائر لمساندة اقتصادها، فمصر تخسر ما يعادل تقريبا 1030 رحله طيران وتعاني من العديد من الخسائر فالحكومة السعودية تقوم ببعض التمويل بهدف للدعم والمساندة لمواجهة تلك الأزمة الراهنة وتدفع التعويضات القطرية تضامننا مع مصر لعدم تأثرها بتلك الأزمة مع قطر.

هل يمكن لدولة من تلك الدول أن تتنحي من ذلك التحالف؟
لا من الصعب لأن هذا التحالف اتفاق اقليمي ومن الصعب أن تتنحي أي دولة.
فمصر من ضمن الدول التي دعت للتحالف ولن تستطيع التخلف عن باقي الدول الضاغطة ولو أرادت الخلاف معها لتم هذا الأمر منذ 4 سنوات بسبب ما قامت بها القنوات الإعلامية القطرية من تشويه الصورة المصرية أمام العالم أجمع.