المواطن

رئيس مجلسي
الإدارة والتحرير
مسعد شاهين

بالصور.. محررة "المواطن" داخل استقبال "مستشفى الساحل التعليمي".. المرضى بالسراويل البيضاء بدون غطاء وطبيبين فقط يباشرون العمل والآخرون نائمون

الأربعاء 02/أغسطس/2017 - 02:09 م
سارة صقر
طباعة

-        طبيب السونار يدعي أن محررة "المواطن" لديها تضخم في الكبد


إهمال المستشفيات ونقص الأدوية والأسِرّة، أمور اعتاد عليها المصريون، إلا أن الصمت على الإساءة يؤدي إلى ما هو أسوأ، فما أن يأتي ذكر المستشفيات التعليمية حتى يدور في مخيلتك كل مشاهد المعاناة التي يواجهها المواطن المصري.

"مستشفى الساحل التعليمي" بشبرا، التي ذاع صيتها كواحدة ضمن قائمة كاملة من المستشفيات المهملة، والتي تعبر عن منظومة تحتضر، واحدة من كبرى مستشفيات شبرا وروض الفرج، التي يلجأ إليها أهالي المربع المحيط بها.

ففي الصباح تفتح العيادات الخارجية أبوابها للمرضى، للكشف وتوفير العلاج، بالمجان أحيانًا واقتصادي (مدفوع الأجر) أحيان أخرى، إلا أن هذا المشهد معتاد وربما لم يظهر الصورة كاملة عن البرنامج الصحي الذي تقدمه المستشفى، فكان لابد من الذهاب في أوقات مختلفة وساعات متأخرة.

ليلة كاملة قضتها محررة "المواطن" داخل استقبال مستشفى "الساحل التعليمي" بشبرا، لترصد معاناة المرضى، ففي البداية دخلنا ثلاثتنا من الباب الحديدي الكبير، حيث أوقفنا أحد أفراد الأمن، رافضًا دخول أكثر من مرافق واحد مع الحالة ولكنه استجاب إلى رأينا في النهاية بعدما شرحنا له أن المريضة متعبة وغير قادرة على السير بمفردها، اتجهنا إلى بهو الممر الطويل، متسائلين عن عنبر الاستقبال، لنجد أن هناك عنبرين أحدهما لاستقبال النساء والآخر لاستقبال الباطنة.

واتجهنا إلى عنبر استقبال الباطنة، والذي ينقسم إلى ممر طويل خاص باستقبال الرجال، به خمسة أسِرّة ومقعد للدكاترة وفريق التمريض، ويتفرع داخل الممر أربعة غرف واحدة منهم خاصة باستقبال الحريم والأخرى بها أجهزة، وأخري بها ثلاث أسِرّة وبها اثنين من فريق التمريض ولا يوجد بها مرضى.

وبالطبع اتجهنا إلى غرفة استقبال الحريم، إلا أن الممر الخاص باستقبال الرجال استوقفنا قليلًا، لنشاهد الأسِرّة بدون غطاء، كما لم توجد ستائر لتحجب بين الرجال والنساء، ثم كانت المفاجأة عندما شاهدنا رجل مسن تجاوز الخمسين من عمره، يصرخ من الآلام ولم يكن يرتدي سوى سرواله الأبيض، دون إلقاء غطاء لستره.

لم يسعنا الوقوف سوى لحظات قليلة أثناء مرورنا إلى استقبال الحريم، والذي لم يكن أقل إهمالًا من استقبال الرجال، فما أن تدخل من باب الغرفة حتى تستنشق رائحة كريهة ولا يوجد منفذ واحد للهواء بداخلها.

ستة أسِرّة متهالكة تعلوها أغطية متسخة رائحتها كريهة، ولا يوجد ستائر لفصل المرضى عن بعض، كل سرير يحمل مريضة ملقاة تتألم وتصرخ أحيانًا في انتظار الطبيب المعالج، الذي لم يأتي إلا بعد مناداته مرارًا وتكرارًا.

"لو قعدتي كدة من غير ما تندهي الدكتور ماحدش هيسأل فيكي" كان هذا جواب واحدة من أهالي المرضى عندما جلسنا ثلاثتنا على أحد الأسِرّة منتظرين الطبيب يأتي ليشخص الحالة، فاتجهت محررة "المواطن" إلى الممر لمناداة الطبيب المعالج، الذي جاوب "أنا متخصص مسالك بولية.. شوفي د. محمد"، فبحثت عن د. محمد الذي كان هو ودكتور آخر فقط المسئولون عن استقبال الباطنة، والذي جاء بعدما معاناة، ليسأل سؤاله المعتاد: "بتشتكي من إيه؟ " وادعت محررة "المواطن" أنها تعاني من ارتفاع ضغط الدم ووجود الآلام عامة في منطقة البطن، ليذهب الطبيب دون الإجابة، فبحثت عنه ثانيًا، ليأتي حاملًا جهاز الضغط، قائلًا "ضغطك مظبوط يا ماما، اخرجي هاتي تذكرة استقبال من برة".

وبالفعل اتجهت لقطع تذكرة استقبال برقم البطاقة القومية، وذهبت بها للطبيب المعالج الذي طلب عمل إشاعة تليفزيونية (سونار)، واتجهت لغرفة السونار التي لم تكن أقل إهمالًا عن عنابر الاستقبال، لعمل إشاعة تليفزيونية على البطن والحوض، لتكون المفاجأة عندما أخبرنا الطبيب بأن هناك تضخم في الكبد دون أن يحدد حجمه، ثم دون الطبيب نتيجة السونار على التذكرة بدون طبع صور الإشاعة.

وعدنا مرة أخرى للغرفة منتظرين الطبيب الذي تأخر كعادته، إلا أننا لم نسرع بمناداته هذه المرة، وانتظرنا في غرفة الاستقبال لمراقبة حال المرضى، ففي البداية لاحظنا وجود مريضة تتجاوز السبعين عامًا أهلكها المرض لتصبح عبارة عن هيكل عظمي، غير أن بطنها منتفخة ولا تستطيع حتى الحديث لتخبر الطبيب عن علتها، فيتولى أحد أبنائها الحديث، قائلًا أنها تعاني من نقص الوزن وغثيان وانخفاض ضغط الدم مع حالة الانتفاخ التي ظهرت بشكل كبير مؤخرًا، ليطلب الطبيب المعالج عمل تحاليل طبيبة بعد قطع وصل بــ51 جنيه، وانتظار النتيجة بعد نصف ساعة، فيقول الطبيب أن أنزيمات الكبد عالية وهذا الانتفاخ طبيعي، ثم كتب لها على حقنة مسكنة مؤقتًا لحين عرضها على الطبيب في الصباح عندما تفتح العيادات الخارجية.

على سرير آخر لم يبتعد أكثر من نصف متر عن سرير السيدة صاحبة الــ71 عام، نجد حالة سيدة أخرى تعاني من انخفاض حاد في ضغط الدم صاحبه إعياء وقيئ، لتقول ابنتها أنها تنتظر الطبيب منذ ثلاث ساعات، لافتة إلى أن حالة الضغط يجب الإسراع في اللحاق بها، ليأتي الطبيب بجهاز الضغط، ثم يطلب منها تحاليل بعد قطع وصل الــ51 جنيه، وبعد مرور النصف ساعة، شخص الطبيب الحالة بأنها لديها سقوط في الرحم ولكن من الصعب حجزها لعدم وجود أسِرّة في العناية المركزة.

لم ننتظر أكثر من ذلك وبادرنا بمناداة الطبيب لإخباره بنتيجة السونار التي أخبرنا بها الطبيب بأن هناك "تضخم في الكبد"، ليقرأ الطبيب رسالة زميله المسئول عن الإشاعة التليفزيونية، ثم يطالب بعمل تحاليل الــ51 جنيه، ومرت النصف ساعة، وانتهى الأمر بحقنة مسكنة.


وعندما قمنا بترجمة رسالة طبيب السونار، وجدنا المفاجأة أن الطبيب يقول المثانة فارغة ولم يذكر شيء عن وجود تضخم في الكبد.

بعد الحصول على نتيجة التحاليل، استوقفنا صوت صراخ رجل يطالب بالطبيب، حيث أن أخته التي لم تتخطى الأربعين من عمرها، تشعر بتخدير في النصف الشمال من جسمها (اليد والقدم)، وتحركهم بصعوبة، إلا أن الطبيب كان نائمًا في السكن، لينتهي الأمر بعدم قدرتها على تحريك يدها، ليشتبه الأطباء في وجود جلطة.

هل تتوقع تألق إمام عاشور مع الأهلي هذا الموسم....؟

هل تتوقع تألق إمام عاشور مع الأهلي هذا الموسم....؟
ads
ads
ads
ads
ads