المواطن

رئيس مجلسي
الإدارة والتحرير
مسعد شاهين

شارع النبي دانيال.. بين عظمة التاريخ ولعنة خطف الفتيات

السبت 23/ديسمبر/2017 - 06:21 م
آية محمد
طباعة
زاخرة هي مصر بأسرارها وآثارها، التي لا تنضب على مر العصور والأزمنة، رغم أنها تبوح بخباياها يومًا بعد يوم، إلا أنها لا تزال حبلى بالكثير الذي تخبئه لنا، ولكن الإنسان دومًا عدو ما يجهل، ومن هنا تبدأ الأساطير حول لعنات الأثار فوق الأرض وتحتها، مثلما يحدث مع شارع النبي دانيال في الإسكندرية.

حين تتجول بين أرجاء ذلك الشارع العتيق، تجد نفسك وكأنك دخلت بوابة التاريخ، في رحلة قليلًا ما تحدث في أي مكان على وجه الأرض، حين تترجل سائرًا بين بائعي الكتب، وتقع ناظريك على صفحات المعارف المختلفة، وكأنك دخلت إلى مكتبة مفتوحة، قبل أن ينقلب ناظريك بين معمار مختلف ربما شعرت معه بالرهبة والدفء في آن واحد.

رحلة التاريخ تبدأ معك منذ "الكاردو دي كومناس" وهو اسم الشارع حين تأسس في عهد الإسكندر المقدوني، حيث لا تزال هناك بعض الإشارات التي ترجح وجود مقبرته في أحد السراديب الموجودة أسفل الشارع العتيق، ولكن هناك من يرفضون تلك النظرية أن السراديب والأنفاق صممت أساسًا في عهد الرومان، وكان الهدف منها تسهيل هروب الحاكم وحاشيته في حالة وجود حرب. 

ويعتبر شارع النبي دانيال مجمع ديانات غير رسمي صنعته يد التاريخ والظروف، فما هي إلا خطوات داخل الشارع حتى تجد واحدًا من أهم المعابد اليهودية في مصر وهو معبد (إلياهو هانبي)، ويعرف أيضًا بمعبد النبي دانيال، وهو احد أنبياء بني إسرائيل، ويقال إن عمر بن العاص حينما جاء إلى الإسكندرية بعد الفتح الإسلامي وجد ضريح في إحدى سراديب الشارع وبه تابوت من الذهب مكتوب عليه النبي دانيال، وأمر بعمل سور حول هذا المكان تكريمًا لنبي بني إسرائيل وحماية قبره من اللصوص، ولكن هناك من يرى أن المعبد حمل اسم النبي دانيال لوجوده في الشارع فقط.

وما هي إلا خطوات داخل الشارع حتى تجد نفسك أمام واحدة من أقدم الكنائس في قارة أفريقيا، وتحمل أيضًا اسم الشارع، وشاهدة على بداية دخول المسيحية إلى مصر في القرن الأول الميلادي، حيث كانت المقر الأول للكرسي البابوي.

واستكمالًا لمجمع الأديان في الشارع، فلن تكتمل الصورة إلا بمسجد النبي دانيال، والذي لا يزال الخلط في سبب تسمية المسجد بهذا الاسم، بين النبي دانيال وبين الشيخ محمد دانيال الموصلي أحد شيوخ الشافعية.

ومثله مثل باقي الآثار الغامضة في مصر، تنسج حول الشارع العديد من القصص والأساطير، ولعل أكثرها في شارع النبي دانيال هو حالات الخطف التي يرويها مرتادي الشارع، حول اختفاء الفتيات واختطافهن داخل سراديب الشارع، ثم لا يعلم عنهن احد شيئًا، حيث يؤكد الأهالي أن هناك حالات لا يمكن تفسيرها بسهولة، حيث يحدث هبوط أرضي مثلما حدث قبل 4 أعوام، وتختفي فتيات داخل السراديب ولا يعثر لهن على أثر.

أخبار تهمك

هل تتوقع تألق إمام عاشور مع الأهلي هذا الموسم....؟

هل تتوقع تألق إمام عاشور مع الأهلي هذا الموسم....؟
ads
ads
ads
ads
ads