المواطن

رئيس مجلسي
الإدارة والتحرير
مسعد شاهين

إحتفالًا بمئوية ميلاد الهرم الرابع وأبو الغلابة.. جمال عبد الناصر: صنع تاريخ مصر وراهن على حب الشعب

الأحد 14/يناير/2018 - 07:09 م
عواطف الوصيف
طباعة
منذ اندلاع ثورة الثالث والعشرون من يوليو، تحولت مصر لصورة أخرى ومختلفة، بلد لا يعرف الفروق الطبقية، غني وفقير، وإنما أصبح الجميع في مكانة واحدة، ولا مكان للأمير والبشوات أو ترسيخ فكرة الألقاب، تلك الثورة التي كان أساسها أن لكل ذي حق حقه، وترسخ مبدأ الأرض لمن يزرعها، تلك الثورة التي كان من ضمن أهدافها الرئيسية خروج المحتل من مصر، لكي تتوقف كل صور التعذيب التي واجهها المصريون بقلب السجون السياسية.

شغف شعبي:
علم الشعب جيدًا أن الجيش المصري، هو الذي أشعل هذه الثورة، وترددت الهتافات، "الجيش للشعب والشعب للجيش"، لكن حالة الشغف التي انتابت الجميع، هو الرغبة في معرفة القائد، والعقل المدبر، حتى انتشر أنه اللواء محمد نجيب، الذي أصبح بعد ذلك رئيسا للجمهورية، حتى أتضح أنه كان مجرد وجهة، لتنظيم عرف باسم، "الضباط الأحرار"، والسبب في جعل نجيب وجهة، هو أن هذا التنظيم كان كله من شباب الجيش، وإذا كان عرف أن قائدهم ومتولي الفكرة والذي قرر أن يتحدى الظروف والقصر، وينوي تغير النظام الملكي برمته، لم يتعد الـ 35 عاما، كان سيتم مواجهة ذلك بالمرصاد، وستكون المهمة صعبة جدا، وهذا القائد هو جمال عبد الناصر.

إنجازات ناصر:
لا شك أن للرئيس جمال عبد الناصر العديد من الإنجازات، التي قام بها على مدار السنوات التي تولى فيها رئاسة مصر، ولم تتوقف إنجازاته على مجرد مصر فقط وإنما أيضا على مستوى المنطقة العربية، وإلا فلما عرف بـ"زعيم الوطن العربي"، فإذا تجاوزنا ثورة يوليو، ماذا نقول عن تأميم القناة، وكيف نتحدث عن السد العالي، هذا علاوة على المشاريع الصناعية، وقانون الإصلاح الزراعي، الذي كان يصب في مصلحة الفلاح المصري في المقام الأول، وهذا كله دون التطرق لإيدولوجيته الفكرية، فهو من فكر في مبدأ الإكتفاء الذاتي، هو الذي وضع قوانين ثابتة منعت مبدأ الفروق بين الطبقات، لكن ما رأيك عزيزي القاريء، لو نتطرق بعيدا بعض الشيء، ونتناول جوانب ربما يعرفها البعض، لكن من المؤكد يجهلها الكثيرون، خاصة أبناء هذا الجيل، مواقف في حياة زعيم الأمة العربية، جمال عبد الناصر، قد تبدو طريفة بعض الشيء، وغيرها ما يثبت أنه لم يكن كيفما يذاع عنه، ديكتاتور وظالم، وإنما ديمقراطي عادل، مواقف تثبت أنه وقبل أي شيء كان إنسان.


فستان جديد:
من الطبيعي لكل إبنة أن تطلب من أبيها، ما تحب وكل ما تحتاج له، وهو ما قامت منى عبد الناصر حيث طلبت، وبعد أن انتقلوا إلى منزل أخر، كبير من الزعيم الخالد فستان جديد لكي تذهب به إلى عيد ميلاد صديقتها، وعللت لأبيها، حينما سألها عن سبب رغبتها في شراء فستان جديد: "عندي كتير، بس أنا بنت البكباشي جمال عبد الناصر"، فكان رد الأب ببساطه، أنه نادي على زوجته السيدة تحية، وطلب منها أن تستعد للعودة للمنزل القديم، وتوجه لها وقال:"لازم تعرفوا الناس عابشة إزاى".

شنطة رياضة:
روى السيد عبد الحكيم عبد الناصر، الابن الأصغر للرئيس جمال عبد الناصر، أنه قرر الذهاب إلى النادي مع مجموعة من أصدقاءه لحضور تدريب سباحة، ولاحظ عبد الناصر الشنطة الرياضية التي يحملها في يده ليضع يقلبها اشياءه، فسأله:"كل أصحابك معاهم شنطة زى دي"، فكان رد الإبن: "لا"، فنظر عبد الناصر بعيدا، وبدا عليه الغضب، فصعد عبد الحكيم لغرفته، وأخرج محتوبات حقيبته، وقرر أن يأخذها في شنطة عادية، وربما عزيزي القاريء تتعحب، ولك الحق فالجميع ينسك بيده حقيبة رياضية عند الذهاب إلى النادي، لكن تصل إنسانية رئيس، لحد أنه لا يريد أن يبدو أبناءه أفضل من الآخرين، فقط لكونهم أبناء رئيس جمهورية.

صياد سمك:
ومن المواقف التي تتعلق بالرئيس، جمال عبد الناصر، والتي تدل على أنه يتمتع بالبساطة الشديدة، والغير متوقعة، أنه وتحديدا عام 1957، كان بمنزله الذي بقطن بمنطقة القناطر، وكان هناك رجل يقف هناك، ويصطاد أمام النيل، فلاحظه، أحد الحراس، فذهب إليه، وطالبه بسرعة الرحيل، فغصب الرجل بشدة، وقال له:" أنا في ملك ربنا ومش حمشي"، أصر الحارس، على رحيله لأنه يقف أمام منزل رئيس الجمهورية، واشتد الحوار، فنادي ناصر على الحارس، وقال بقوة: "سيبوه سيبوه"، فنظر الرجل لمن ينادي من بعيد، ولم يصدق عينيه، وبات يفكر ما إذا كان يحلم، فنظر ناصر وأبتسم، وقال له:" أه أه أنا"، فخاف الرجل وذهب بعيدا، وبحسب ما روي، أستاذ الصحافة، محمد حسنين هيكل، فقد ذهب له ناصر، بعد ساعتين، وساله عن سبب خوفه، وطمأنه والأكثر من ذلك أنه طلب منه أن يعلمه الصيد، ووقف معه لدقائق وأصطاد معه.

البغل في الإبريق:
قيل عنه "ديكتاتور"، يرفض الاستناع للآخر، بل وأن من يحاول انتقاده او إنتقاد من حوله، يجد ما في الخمر، خلف قضبان السجن، وعلى الرغم من ذلك، حينما قامت الفنانة تحية كاريوكا، بعمل مسرحية، "البغل في الإبريق"، رفض العرض، وقيل أنها ذات تلميحات وإيحاءات سياسية، فكان رد فعلها، أنها ذهبت برفقة فرقتها، على "عربية كارو"، وتركت الفرقة تعزف، والأدهى أنها هي رقصت، ورد الفعل الطبيعي، من أي مسئول حتى وإن كان بسيطا، أن يزج بها في السجن هي ومن معها، ولم يجد من يلومه، سيقال راقصة وتعدت حدودها لكن الرئيس جمال عبد الناصر، طلبها بالداخل، وسألها عن مشكلتها، وحينما قالت له عن أزمة المسرحية، قرر ناصر، حضور العرض بنفسه، وأستمع للفصل الأول بالكامل، وقرر ترك المسرحية، وأن يعرب الجميع عن رأيه.

قرار ضد مسئولي السجون:
أتهم الرئيس جمال عبد الناصر، كثيرا بأنه المسئول الأول، عن ما يحدث في السجون، ولم يحاول أحد أن يفكر في أنه قد لا يعي طبيعة ما يحدث خلف كواليس القضبان، لكن ما رواه الكاتب الكبير، محمد حسنين هيكل دليل على عكس ذلك، فقد روى أنه ذهب للرئيس جمال، الذي أكد أنه وبحكم الصداقة بينهم، كان يناديه بإسمه دون ألقاب كثيرا، وأشتكى له أن أحد الصحفيين قد لقي حتفه من أثر التعذيب، وعندما علم ناصر، حقق في الموضوع بنفسه، وعمل على معاقبة المذنب، وكل المسئولين عن ما حدث.

هوامش على صفحات النكثة:
67 نكثة وكارثة فطرت قلب كل عربي، وتوجهت أصابع الإتهام للرئيس جمال عبد الناصر في المقام الأول، وهو لم ينكر ذلك، وقرر التنحي عن الحكم، على الرغم من أنه يوجد غيره من المسئولين أيضا، مثل اللواء شمس بدران، والمشير عبد الحكيم عامر، وكتب الشاعر نزار قباني، قصيدة،"هوامش على صفحات النكثة"ليعرب عن غضبه، تلك القصيدة التي جعلت المسئولين يقررون، منع دخوله لمصر، وكارن رد فعل نزار أنه أرسل برسالة للرئيس جمال، وحينما قرأها، أتخذ إجراءات حاسمة بمعاقبة من منع تداول القصيدة، ومعاقبة من منع دخول نزار، بل وأرسل له برسالة، يعتذر فيها عن ما حدث، وقال له، مصر بلدك لتأتي بها وقتما تشاء، وأرجو منك قبول إعتذاري.

الهرم الرابع:
أكد شارع الحب والسياسة، نزار قباني، أنه لم يكن يتوقع ما حدث، وأنه وإذا كان ناصر لم يهتم بقراءة رسالته ربما لضيق وقته، فلم يكن ليحزن، لكنه فوجيء بالقرارات التي أتخذها، وبالرسالة التي وجهها له، وربما ذلك سر الحزن الشديد الذي اختل قلبه بعد وفاة ناصر، وجعلته يكتب قصيديتي، "الهرم الرابع، أخر الأنبياء".

أبو الغلابة:
أجتاحت السجون والمعتقلات المئات من المعتقلين السياسين في عهد جمال عبد الناصر، ومن أشهرهم، الشاعر أحمد فؤاد نجم، لكن ومن الغريب، أنه وبعد وفاة جمال حبيب الملايين ذهبت أم أحمد إليه في زيارة، وكانت الدموع تغرق في عيناها، فتعجب عم نجم، وسألها بعصبية: "أيه ده ياامي اللى بتعيطى عليه ده، إبنك إتبهدل في عهده" وكان ردها وبطريقة تلقائية: " إخرس.. النهاردة أبو الغلابة مات وعمود البلد انكسر."

ختاما:
ربما تظن عزيزي القاريء، أن هناك إنحياز للرئيس جمال عبد الناصر، لكن وإذا تأملنا وببساطة المواقف السابق ذكرها، سنكتشف إنسان في المقام الأولتمكن من إحتلال القلوب بعدله، ورغبته في تطبيق الحق، زعيم مشى في جنازته 5 مليون مواطن، زعيم تنازع الملايين على تقبيل نعشه، زعيم هو معشوق الملايين... وختاما سلاما ياأخر قنديل أضاء لنا في ليال الشتاء، وأخر سيف من القادسية، وربما نود لو نسألك لماذا قبلت المجيء، فمثلك على البعض منا كثيرا علينا.

هل تتوقع تألق إمام عاشور مع الأهلي هذا الموسم....؟

هل تتوقع تألق إمام عاشور مع الأهلي هذا الموسم....؟
ads
ads
ads
ads
ads