"فتش عن المرأة".. هو لغز كل عملية إجرامية بالعالم، قاعدة يتبناها المحققون للوصول إلى النهاية التي كانت في الأصل بداية أيضًا.

والجرم الذي نتحدث عنه هنا هو جرم إمرأة في حق فلذات أكبادها، فبعدما كرمها الخالق بنعمة من أعظم النعم وهي الإنجاب، قررت أن تقدم بجهل قربان، وكأنه تمن بالنعمة على من خلقها دون وعى أو بإرادة مغيبة عن إدراك مدى الذنب الذي تقترفه في حق نفسها.

ويحلل خبراء علم النفس ضمن دراسات بحثية، أن أمهات الجهاديين يملكا من الطمع مخزون يفوق بكثير مخزون الأمومة، فالأم تودع أبنها قبل الجهاد وتكى ثيابه وتنظف سلاحه دون أن تتحرك عاطفتها كما في لقب "أم الشهيد" تناله في الدنيا ومنزلة تطمح لها بالآخرة.

عدد النساء فاق الرجال..

ولعل وجود النساء في التنظيمات الجهادية ليس بجديد.. بل فاق عددها في بعض التنظيمات عن عدد الرجال فيها، كما حدث مع حركة تحرير "نمور التأميل" في سريلانكا، فاق عدد النساء فيها عن 60% من صفوفها، نساء يقمن بالعمليات الجهادية ويضعن الأحزمة الناسفة أسوة بالرجال، تلك القاعدة التي تنتهجها تنظيمات إسلامية كبرى مثل  "القاعدة" وما يسمى بتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش".

ريما الجريش..

تعد ريما الجريش من أشهر أمهات أطفال داعش، بعدما أرسلت ابنها "معاذ الهاملي" (16 عاما)، إلى سوريا لمشاركة تنظيم "داعش" في القتال، وسرعان ما التحقت به في نوفمبر 2014 بعد مبايعتها "البغدادي" مصطحبة بقية أبنائها الأربعة مارية 14 عاما، وعبد العزيز 13 عاما، وسارة 8 أعوام، وعمار 6 أعوام.

فكان لريما دور في ظهور أطفال الدواعش في الأعمال الميدانية العامة، وهي استطاعت أن تجمع حولها 8 من النسوة وتتحرك في مواقع عامة في بريدة، شمال وسط السعودية، وهي تحمل أطفالها الصغار بارتدائهم الزي الأفغاني في ذلك الوقت، وظهرت معها آمنة الراشد ومي الطلق، إضافة لمجموعة من الصغار الذين تقل أعمارهم عن 18 سنة.

بعدها استطاعت ريما ان تهرب الي اليمن ثم إلى الشام، لتنضم لابنها معاذ في الشام مع طفلين، أحدهما لم يبلغ الثالثة من العمر، لتصورهما وهما يحملان السكين رافعين شعار "داعش".

وودعت ريما الجريش السعودية بتغريدة قالت فيها، "زوجي العزيز دفنت شوقي إليك وأبيت أن أعيش حياة الذل، ورحلت حيث العزة والكرامة، ويقينا بالله أننا سوف نلتقي قريبا في ربوع الدولة الإسلامية".

مي الطلق..

عرفت بأخت الشهداء وهى أشهر السعوديات التي انضمت إلى صفوف داعش، فعقب إدراج اسم شقيقها "عبد الله عبد الرحمن سليمان الطلق" (15 عاما)، ضمن قائمة المتورطين بأحداث تفجير مسجد "القديح" في "القطيف" شرق السعودية وعددهم 21 موقوفا، ومن جملة التهم التي وجهت إلى المجموعة التي انضم لها كانت تبني فكر تنظيم "داعش" والدعاية له وجمع الأموال ورصد تحركات رجال الأمن وعدد من المواقع الحيوية والتستر على المطلوبين أمنيا.

وفي أبريل 2013،  تمكنت أجهزة الأمن السعودية في منطقة جازان من القبض على امرأتين وبصحبتهما 6 أطفال أثناء محاولتهم عبور الحدود الجنوبية إلى اليمن للانضمام للتنظيمات الإرهابية، كما تم القبض على 3 مهربين من الجنسية اليمنية تولوا مهمة تهريبهم عبر الحدود السعودية.

سيدة القاعدة ودعم امهات الانتحاريين..

كانت هيلة القصير من أشهر السيدات التى دعمت تنظيم القاعدة، وتمثلت معظم جهودها في دعم أمهات المتطرفين على الصبر عقب انتحار أولادهم، وساهمت في تمويلهم، فكان لها نشاط في عملية جمع الأموال من خلال الادعاء بالقيام بمشاريع خيرية كبناء مساجد وتقديم صدقات وزكاة المال، وامتد إلى مدينة الرياض التي كانت الأبرز في عملية الجمع المالي، بحسب أحد المصادر الأمنية، حيث كانت تتقصد الأسر ميسورة الحال ومن خلال الاتصالات الهاتفية بالحث على تقديم الصدقات والزكاة وتبرعها هي شخصيا بإيصالها لمستحقيها.

توطدت علاقة القصير بتنظيم القاعدة أكثر بزواجها من محمد الوكيل، الجهادى الذى  في  الرياض في مواجهات بحي التعاون بعد مشاركته في تفجير قرب مقر وزارة الداخلية، فتوسعت أنشطتها أكثر لم تكن لتغب عن منزل فقد أحد أبنائه، سواء أكان بالقتل أم بالأسر في أحد مواقع الاضطراب للدول المجاورة كالعراق واليمن أو خلال المواجهات الأمنية السعودية، لتتوانى عن دخول منازل من قتل أحد أبنائها بالزغاريد والتهاني محملة بالورود حينا وبالحلوى حينا آخر، مع إلقائها الأناشيد في تعبير عن درجة الشهادة التي فاز بها وبلوغه جنة الفردوس.

وخلال وجود القصير بالقاعدة قامت بالعديد من الأعمال المتطرفة والتي تمثلت في تجنيد شباب للتنظيم، إلا أن أكثرها تطرفا هو مشروع تزويج فتيات بمعتقلين من أفراد التنظيم في السجن، وإن كان زواجا مؤقتا، حتى تم القبض عليها ووضعها في سجن الحائر  بعد الحكم عليها بالسجن لمدة 15 عاما.