المواطن

عاجل
مستشارة التغذية بـ«معجزة الشفاء»: خبز النحل وحبوب اللقاح يكافحان هشاشة العظام رئيس جامعة الزقازيق يكرم فريق كرة القدم الخماسية الفائز بالمركز الأول بمهرجان الأنشطة الطلابية بالسويس تكريم أول مصري وعربي يحصل على الدكتوراه الفخرية من الجامعة الأوروبية بالإمارات في العمل التطوعي والخدمي عمال الجيزة تتعهد للمحافظ بمزيد من العمل و الإنتاج بمناسبة الاحتفال بعيد العمال: المهيرى : نثمن شراكة الحكومة والقطاع الخاص فى صياغة صناعة مستدامة وزير التجارة والصناعة يرافق رئيس الوزراء البيلاروسي خلال تفقد الشركة الدولية للصناعات والمشروعات وكيل العلامة التجارية البيلاروسية "ماز" في مصر الفنون التطبيقية بالجامعة المصرية الروسية تكشف أهم الأنشطة الطلابية.. صور شباب الصحفيين إلي أبواق الإخوان الإعلامية : أين حمرة الخجل يا ولاد الإرهابية رئيسا وزراء مصر وبيلاروسيا يشهدان توقيع مُذكرة تفاهم لتعزيز التعاون في مجال الاستثمار بين البلدين الرئيس السيسي يستقبل سمو الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت
رئيس مجلسي
الإدارة والتحرير
مسعد شاهين

بائعة الحب.. قصة قصيرة بقلم مينا هاني

الأحد 18/مارس/2018 - 05:00 م
لمياء يسري
طباعة
تنشر "بوابة المواطن"، قصة قصيرة بقلم الكاتب الشاب مينا هاني :

تتبدى لي رؤيتها كمن رأى نورًا باردًا و أحس ناحيته بحنين غامر.. كل صباح أراها.. واقفة هناك تروح و تجىء و هى لا تتلفت كثيرًا إلا بقدر ما يفرض عليها الشارع من بعض انتباه .

امرأة أربعينية بوجه صبوح هادئ، يخيل إليك إذا دققت النظر فيه بأنك تعرفه من مكان ما أو ربما من حياة أخرى عشتها.

تتركز عند عتبات محطة المترو.. أو أنها موجودة هناك فحسب .. تعم روحها الوادعة على كل المكان . تعبق من طيبها المداخل و المخارج باعثة البسمة من شفتيها مجانا للكل لو أراد . تميل على أحدهم أحيانا مرسلة ذراعها المخملية الرائقة محملة بورد بلدى ينشر رائحته الطيبة بنفاذ و حب .

وهى إذ تقابل من الأغلب بتجاهل فظ .. تتمنى فقط للجميع صباحًا ورديًا خفيفا يحمل عنهم عبء انتظار ما لا يأتى في سعيهم المحموم اليه .

أتذكر أنها دعت لنا مرة عندما كنا لا نزال سويا .. قالت ربى لا يحرمكما من شىء .. أدخلت يدى فى جيب قميصى و أنا عازم على انقادها مالُا بدون تفكير . أثارت دعوتها إعجابي و هذا أكثر من كفاية لاختبار مدى صلاحى الشخصى و ترفقى مع الناس . قالت لى حبيبتي وقتها : ألا تعي التعامل مع هؤلاء الناس ؟ لربما قد علت البنايات من هذه الاونطة المشرعة فى وجوهنا .. فقلت لها : والله لو كانت أغنى سيدة فى البلد لأعطيتها جزاء رقتها فى الدعاء .

اليوم أنا وحدي .. أتمشى فى الشوارع ذاتها بلا أحد .. أقلب في وجوه المارة المنهكة و أفتش بين العيون الزائغة علني ألمح طرف من أحببت .

أطوى الذكرى في المشوار بقلب ميت و نفس مكسورة . بقيت الشوارع تحمل منها بأكثر مما حملت مني . تغيرت ملامحها قليلُا أو كثيرًا و بقيت أشم أنفاسها في كل النواصي التي أعتدنا فيها الوقوف سويا . و أحسب أني لأتلمس من ريح غيابها بأكثر مما شعرت ب أى شيء في حياتي .

تبقى لي أن تبق شيء هنا .. ذكرى طيبها أحمله في يدي و أثر الحزن الغائر تحت عيناي و المرارة التي تعتمل في صدري و بائعة ورد أهدت لنا وردة و دعاء أثار لوهلة حبى للعالم .

الآن أعرف أن دعوتها تلك لم تستجاب أبدا .. عندما ذهبت عني حبيبتى بعد ذلك . فى كل مرة أمر فيها من هنا أفكر في سؤالها عما فعلته بحياتها الغامضة حتى لا يجاب دعائها بهذا الشكل .

أم أن الأمر كله لا يعدو مجموعة من الأدعية الحامضة و التى توزعها مع الابتسامات البلاستيكية و الورد المغلف بالشفقة التى قد تكون اقامت لها البنايات العالية ..
اليوم أنا أكثر سخطُا .. أمشي فى الشوارع و أنا اتسائل بغصة عن ماهية العناصر التي أقمنا عليها حساباتنا القديمة فى الوجود .
أنفض عن تفكيري هذه الفوضى و أعتقد بشكل مبسط أنه ربما علي أن اسأل نفسي عما فعلته في حياتي حتى لا يجاب دعائي أنا أيضا بهذا الشكل .
- أتشترى منى الورد يا ولدى ؟
أسمع صوتها يناديني برقة و إذ هي تكرر علي ندائها مرة آخرى بصوت أخفض ، أتوقف عندها و أقول :
- لم أعد أريد شيئا .. ألا تري !
- رأيت في عينيك أنها غابت .. فأني أرقبك من زمن .
- أعتقدت ان ذلك قد حدث بفضل دعواك
فتبتسم لى و تقول بحزن باد :
- أنا آسفة .. و أعلم أن ذلك ربما ليس مهما عندك .. خذ مني هذه الوردة الزرقاء و أزرعها مرة آخرى حتى تنمو .
فاسألها متعجبًا : أيمكن أن يحدث ذلك ..
فقالت : جرب يا ولدي .. و رحلت عني .

فأخذت منها الوردة الزرقاء و زرعتها في قلبى .. و إذ كلما تنمو ينطفيء قلبي .
حتى جئت بها إليها أقول : زرعتها بقلبي و إذ كلما تنمو ينطفيء قلبي .
فمالت علي برفق و احتضنتني داخلها و هي تحرك يدها من فوق ظهرى إلى أسفله ثم إلى قلبي ببطء ، نازعة عنه الوردة الزرقاء ، بينما تدفن رأسها إلى جانب رقبتي هامسة قرب أذني : بل آخذها و ازرعها في عنك يا حبيبى .. و اذ كلما تنمو يتورد قلبك و انطفىء أنا .


أخبار تهمك

هل تتوقع تألق إمام عاشور مع الأهلي هذا الموسم....؟

هل تتوقع تألق إمام عاشور مع الأهلي هذا الموسم....؟
ads
ads
ads
ads
ads