حكاية السودان المصرية.. من محمد علي حتى الانفصال عن الوطن الأم "مصر"
الإثنين 19/مارس/2018 - 04:43 م
سارة منصور
طباعة
بعيدا عن الحدود الجغرافية القائمة وجوازات السفر الخاصة بالعبور وإلا المساءلة القانونية، كانت كل من مصر والسودان مملكة واحدة يحكمها دستور واحد، دولة أرعبت أفريقيا والعالم بمساحتها الجغرافية وتوسطها للعالم، لتأتى الرياح بما لا تشتهى السفن ويحدث الانشقاق الذي أطاح بالوحدة وأحدث الوقيعة ومن ثم التقسيم.
ولعل أحداث الوقيعة تعود إلي فترة الاستعمار عن محاولات الوقيعة بين الشعبين الشقيقيْن، التي حاولت البلبلة ولكن لم يحدث أمر يذكر حتى عهد الثورة.
محمد علي وضم السودان
وتعود أصل العلاقة بين الدولتين إلي محمد على باشا، حيث بعث حملات استكشافية وجيوش للوصول إلى منابع النيل وقام بضم السودان لمصر وبني مدينة الخرطوم لتكون عاصمة الإقليم الجنوبي ونقطة انطلاق للحملات العسكرية والاستكشافية.
بعد نظر
ويشار إلي إن محمد على باشا كان بعيد النظر حيث رأى ان النيل هو حياة مصر فأراد تأمينه حتى المنابع ولكن بعد الاحتلال الانجليزي لمصر والسودان، سعوا لفصل الأخيرة تماما عن الوطن الأم، وسعوا أيضا لفصل الشمال المسلم عن الجنوب المسيحي لكى يفرقوا وحدة الأمة ويفتتوها، ولو كانت مصر والسودان دولة واحدة إلى الآن دولة كبيرة المساحة والسكان موارد هائلة بترول ومياه وزراعة وتعدين وثروة حيوانية.
انفصال أيام الثورة
كانت ثورة يوليو هي السبب في انفصال مصر عن السودان، ويرى البعض أن مفاوضات الجلاء عن مصر كانت مهزلة بكل المقاييس، فاستطاع أنطوني إيدن، رئيس الوزراء البريطاني، أن يخدع الرئيس عبد الناصر بسهولة، فقال له: إن استقلال مصر والسودان معا أمرٌ سيطول، ولكنني أضمن لك استقلال مصر فقط في ظرف شهر واحد، ولو أن هذه الثورة لم تحدُث لبقي السودان ومصر دولة واحدة كما كانتا قبل ذلك.
حلايب وشلاتين
ومرت الأيام وكانت العلاقات الطيبة تجمع بين البلدين ولكن قضية حلايب وشلاتين تعكر صفوهما، فالجانب السوداني مصر علي أن حلايب وشلاتين سودانية، والجانب المصرى يرفض ذلك..
ومن تعاون إلي اضطرابات إلي مصالحة تتلخص الأوضاع السودانية كما تشهد الأوضاع الحالية.. والتى شهدت انقطاعا دام لأشهر مضت وجاءت زيارة الرئيس عمر البشير اليوم إلي مصر، لتحل الموقف ويبدأ عصر جديد من العلاقات.
