حدائق القناطر الخيرية:
شهدت توافد كبير أيضًا من قبل الأهالي بأطفالهم ومعهم كل ما يلزمهم من ألوان مختلفة من البيض الملون والأسماك المملحة مثل "الفسيخ والرنجة" ومعهم البصل الأخضر والثوم والخس والجرجير، حيث حرص النساء على الذهاب إلى أسواق الخضار باكرًا لشراء هذه الأنواع من الخضروات لتكون متواجدة على مائدتهم مع الفسيخ والرنجة.

وشهد اليوم فرحة كبيرة عاشها المواطنون وأطفالهم الذين لعبوا مختلف الألعاب مثل كرة القدم والجري في المساحات الخضراء، واللعب في إحدى "مدن الملاهي" الصغيرة الموجودة في إحدى الحدائق، حيث قصدها كل من الصغار والكبار وعاشوا فرحة كبيرة، والجميل أيضًا وجود بعض الرسامين الذين قاموا بالرسم على وشوش الأطفال لإدخال الفرحة والسرور في قلوبهم وعربات "الآيس كريم" المتنقلة.

حديقة الأزهر:
بالرغم من حالة الغضب التي عاشها المواطنين صباح اليوم لغلاء أسعار تذاكر الدخول لحديقة الأزهر، كانت تذكرة الكبار 25 جنيهًا وتذكرة الأطفال 15 جنيهًا، إلا أنه صمم المواطنون دخول الحديقة، حيث وجود المساحات الخضراء وأجهزة "الدي جي" التي قامت بتشغيل الأغاني للرقص والمرح.

وقصد الأطفال النافورات في حديقة الأزهر هربًا من الحر وأشعة الشمس الضارة حيث شجعتهم أمهاتهم على ذلك، وبعد الاستحمام أسفل النافورة قاموا بخلع ملابسهم ونشرها على المقاعد التي تحولت لـ "مناشر غسيل".

محافظات مصر كلها:
لم يكن أهالي القاهرة فقط هم من خرجوا للاحتفال بعيد شم النسيم بل خرج كل المواطنين من محافظات مصر المختلفة مثل الشرقية والغربية والمنوفية وكفر الشيخ والمنصورة وغيرها من المحافظات قاصدين الخضرة والهواء العليل.

واصطحبوا العديد من المرافق التي لزمتهم لقضاء عيد شم النسيم مثل المفروشات والباجور والشيشة والعاب التسلية مثل "الطاولة والدمينو" وذلك لتسلية الوقت.

يذكر أن الأعياد ترتبط دائما بموروث ديني أو اجتماعي أو ثقافي أو زراعي، وهو الأمر الذي صارت مصر على نهجه مثلها مثل باقي دول العالم، بالإضافة إلى أن عيد شم النسيم من الأعياد التي تنفرد بها مصر عن كافة دول العالم وذلك لارتباط عيد شم النسيم بموروثات ثقافية توارثها المصريين من أجدادهم الفراعنة منذ أكثر من 4700 عام.

وهناك ما يدل على ذلك وهو اسمه "شم النسيم" حيث كانت قديما اسمها "شمو" في اللغة المصرية الهيروغليفية القديمة وهي الكلمة التي أطلقها المصريون القدماء على فصل الصيف، حاملة معها معنى "الحصاد" ثم في العصر القبطي تحولت الى "شم".

لم يتم التعرف على موعد بداية ونهاية عيد "شم النسيم" بشكل دقيق حيث أختلف العلماء على تحديده، حيث رأى بعض العلماء أن الاحتفال بعيد شم النسيم بدأ في عصر ما قبل الأسرات بحسب تقسيم تاريخ مصر القديم، ورأى الأخرون أنه يرجع إلى عام أربعة آلاف قبل الميلاد، إلى أن استقر الأمر على أن الأحتفال الرسمي به بدأ في عام 2700 قبل الميلاد.