المواطن

رئيس مجلسي
الإدارة والتحرير
مسعد شاهين

"دع الخلق للخالق".. حجاب حلا شيحا بين فسطاطي الإيمان والتحرر

الخميس 09/أغسطس/2018 - 06:24 م
إسلام مصطفى
طباعة
"دوام الحال من المحال" يمكننا أن نطبق تلك المقولة على الممثلة المعتزلة حلا شيحة، فبعد أكثر من 12 عام، غابت فيها عن الأضواء متخفية وراء قطعة من القماش السوداء، وعلى قناعة تامة أن ذلك ما يقربها من الله، ولكن في منتصف يوليو الماضي فاجأت شيحة جمهورها بتخليها عن النقاب، وحينها ثارت ثائرة القوم بين مؤيد رأى في تخليها عن النقاب خطوة في مسيرة التحرر العظيمة، بل وأنها خطوة لا بأس بها في نفض غبار الغلو والتطرف عن كاهلها، ومعارض يتهمها بزعزعة ثوابت الدين.

ثورة عارمة أخرى أحدثتها حلا في أقل من شهر، لاسيما عقب إعلانها بالأمس التخلي عن الحجاب والعودة إلى أحضان الفن مرة أخرى، وفي أثناء تلك الثورة المندلعة من قبل جبهتين أولها العلمانيين المؤيدين لما فعلته حلا مرحبين بها في عالم التحرر والتخلي عن الرجعية، والثانية التي اتخذت دور الجلاد الذي ينتظر أن يعاقب تلك المرتدة -حسب اعتقادهم-، هناك جبهة ثالثة قليلة العدد سارت على نهج "دع الخلق للخالق".

حلا شيحة
حلا شيحة
الموقف الأشهر عند جبهة مهاجمي خلع حلا شيحة الحجاب، وهو موقف رجل الدين السلفي محمد الصاوي، والذي ظهر خلال الفيديو الذي نشره على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، والذي أبدى فيه انزعاجه مما وصفه بانتكاسة حلا شيحة، وادعى أنه هاتف زوجها ليعلم تفاصيل تلك الانتكاسة، والذي بكى بكاءً لم يعهده الصاوي على رجل من قبل، وأجابه: عرضي ظل مستورًا لمدة 13 عام وأن شرطي الوحيد للزواج الابتعاد عن كل ما يغضب الله.

والغريب في الأمر أن الصاوي ادعى أن شيحة هاتفته في رمضان الماضي، لتبشره أنا مازالت ثابتة على النقاب، بل ودعته إلى القدوم إلى كندا لإعطاء دروسًا دينية.
الغريب في الأمر أن شيحا خرجت منذ شهور تهاجم كل من يشير صورًا من أعمالها الفنية القديمة، على اعتبار أنها بعدت عن هذا الوسط الموبوء من وجهة نظرها آنذاك، فتُرى ماذا حدث؟

وبالطبع سنت جبهة العلمانيين أسلحتها تجاه المعارضين لما قامت به حلا، حيث أن أكثرهم هاجموا الصاوي واستنكروا بكاؤه بسبب هذا الأمر، وتساءلوا كيف يبكي الصاوي على خلع حلا شيحة للحجاب، وهو الشخص نفسه الذي لم يرف له جفن لنقل السفارة الأمريكية إلى القدس، أو حتى عند رؤية الأطفال يأكلون من القمامة؟ 
حلا شيحة
حلا شيحة
وعلى رأس جبهة العلمانيين جاء الدكتور خالد منتصر المعروف بموقفه من الفكر السلفي والإسلامي المتطرفين وقناعته في مسألة الحجاب، حيث استنكر منتصر من خلال صفحته على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، موقف السلفيين من مسألة خلع حلا شيحة للحجاب والعودة للتمثيل، واصفًا موقفهم بالمناحة واللطميات والمندبة، مُضيفًا أنهم حولوا نقاب وحجاب حلا شيحا لمعركة بين فسطاطي الإيمان والكفر.

وعلى غرار منتصر سار العلمانيين الذين رأوا أن الأمر كله يتبلور في أن المصريات فقن من غفلتهن، ووعين إلى فكرة عدم اختزال الدين في قطعة من القماش، بل وأن الملابس والأزياء ما هي إلا سلوك وثقافة متغيرتان طبقًا للزمان والمكان، بل وأن الحجاب المذكور في القرآن الكريم لا علاقة له بغطاء الرأس المزعوم الذي انتشر في مصر بفضل الجماعات الإسلامية بخطة ممنهجة من الإخوان المسلمين بغرض قمع المرأة.

جبهة العلمانيين ورافضي فكرة فرضية الحجاب، ذهبت إلى ما هو أبعد من ذلك وهو أن المصريات بدأن في الوعي بأن الحجاب الغرض الأول منه هو التمييز الطبقي بدليل أن الإماء والسبايا بحسب ما ورد في التراث لم يفرض عليهن الحجاب، واتفقوا جميعهم على أن التيار الإسلامي وعلى رأسهم السلفيين ستنهار مملكة أفكارهم المتطرفة التي لطالما جاهدوا في سبيل أن تبقى، وذلك أما إعصار المعرفة وكشف المستور من فكرهم المتطرف. 

وبالنظر إلى موقف كلا الجبهتين نستطيع أن نعرف أن كل جبهة منهم اتبعت فكرة الوصاية على البشر، واعتقادهم أنهم وكلاء الله في الأرض، ونسوا أن الله سبحانه وتعالى هو الوحيد الوصي على عباده، وأن الرحمة بيده هو، والأهم من ذلك كله أنهم نسوا أن الأساس في الحياة الطبيعية لأي بشري هي الحرية، وأنهم من المفترض أن "يدعوا الخلق للخالق"، وألا يزعجوا الناس سواء بـ"الزياطة" معهم أم ضدهم.

وفي هذا السياق يرى أستاذ الفقة المقارن بجامعة الأزهر الشريف، سعد الدين الهلالي، أن ما يرضي الله يكون نابع من داخل الإنسان نفسه؛ بمعنى أن كل شخص يستشعر ما الذي يقربه من الله سبحانه وتعالى.
وأضاف الهلالي في تصريح خاص لـ "بوابة المواطن الإخبارية" أنه لا يحق لأي شخص كائنًا من كان أن يفرض وصايته على شخص آخر، وذلك لأن الوصاية الحقيقية على البشر هي وصاية الله على عباده، مُستنكرًا فكرة التعقيب من قِبل الآخرين على تصرفات البعض.
هل تتوقع تألق إمام عاشور مع الأهلي هذا الموسم....؟

هل تتوقع تألق إمام عاشور مع الأهلي هذا الموسم....؟
ads
ads
ads
ads
ads