بركات حمزة في حواره لـ "بوابة المواطن": ورثت نحت التماثيل الفرعونية عن والدي
الجمعة 12/أكتوبر/2018 - 08:09 م
شيماء اليوسف
طباعة
إن أجدادنا الفراعنة تركوا لنا تاريخا حافلا بالحضارة والكنوز، وتعد التماثيل الفرعونية واحدة من المعالم الأثرية الهامة والعتيقة التي احتفت بها الحضارة المصرية القديمة، وكان من بين أجدادنا نحاتين مبدعين أورثوا مهنة النحت لأحفادهم أبناء الأجيال المعاصرة واللاحقة، وحول مسار ومستقبل النحت في مصر، تلتقي "بوابة المواطن" في حوار مع النحات بركات حمزة.
- لماذا اخترت مجال نحت التماثيل الفرعونية بالتحديد؟
نحت التماثيل الفرعونية
- لقد ورثت حب نحت التماثيل الفرعونية عن والدي وأخي اللذان كان يعملا في هذا المجال طيلة حياتهما، لكني تمكنت من تطوير ذاتي مقارنة بقدرات والدي، فالدراسة الأكاديمية تقوم بتغذية الحرفة وتبنيها على أسس علمية صحيحة وليس مجرد قدرة على الإبداع بدون دراسة.
- كيف قمت بتطوير قدراتك في مجال النحت بوجه عام؟
أعمال بركات حمزة
- لقد درست في مدرسة النحت الفرنسية لتعليم نحت المعابد بالأقصر بجانب وادي الملوك، وتمكنت من خلال دراستي أن وتدريبي وتأهيلي إضافة إلى الجهود الذاتية والاهتمام الشخصي بمجال النحت بوجه عام والتماثيل الفرعونية بشكل خاص، في الوصول إلى القدرة على نحت جميع التماثيل الفرعونية وتصميم كافة اللوحات الخاصة بكل العصور، مما ساعدني في المشاركة في الكثير من المعارض التشكيلية.
- ما الفرق بين نحت التماثيل الفرعونية والأنواع الأخرى من النحت؟
أعمال بركات حمزة
- إن نحت التماثيل الفرعونية بوجه عام الذي أورثه لنا أجدادنا الفراعنة، هدفه أن تخلد صورة الإنسان في الحياة، وبحسب معتقدات الفراعنة أن تعود الروح للأشخاص بعد أن يموتوا فلما يعودوا للحياة بعد الموت وتفنى أجسادهم يجدوا صورة تتشابه معهم تماما، أما من ناحية الاختلافات بين الأنواع فإن النحت التجريدي والسريالي والروماني يختلفوا عن النحت الفرعوني.
النحت باستخدام حجر الجرانيت
- وعلى سبيل المثال فإن النحت الفرعوني نحت واقعي، يسجد صورة شبيهة بصاحبها الحقيقي، فالتماثيل التي تصنع للرجال يظهر فيها النشاط والقوة، بينما تماثيل النساء فإن صفة الجمال والرشاقة تصبغها، لكن النحت السريالي يعتمد على الغير واقعية أي بمقدور النحات في هذا النوع أن يخرج عن المألوف ويبتكر في تمثاله.
أعمال بركات حمزة
- بينما الفن التجريدي يعتمد بشكل أساسي على خيال الفنان، والصورة التي يتمكن من تجسديها في تمثاله، وهي تبتعد تماما عن المشخصات أو الأشياء المرئية في صورتها الواقعية، إلى جانب أنه لا يلتزم بشكل هندسي معين، وهو يختلف تماما مع مدرسة نحت التماثيل الفرعونية ومجالها.
- كيف تطور من ذاتك في مجال النحت؟
أعمال بركات حمزة
- على الرغم من صعوبة نحت التماثيل الفرعونية التي تعتمد على صخور الجرانيت التي تمثل أقدم أنواع الأحجار وأصعبها، لكني أفضل العمل في هذا المجال مقارنة بغيره، إلى جانب أني أقوم بدراسة الرسم الهندي ونحت المعابد، مع القدرة على النحت الذاتي بعيدا عن استخدام الآلات الكهربائية، بل استخدم الأدوات النحتية العادية.
- ماذا أضافته لك المدرسة الفرنسية في مجال نحت التماثيل الفرعونية؟
أعمال بركات حمزة
- إن الآثار الفرعونية التي تركها لنا أجدادنا المصريين القدماء في مقابرهم وعلى جدران معابدهم، وظلت شامخة لا تتغير بفعل عوامل المناخ، جعلت العالم ينبهر من هذا الإتقان الذي لا يقارن بغيره من الحضارات، وكان من ذلك الاهتمام العالمي بمجال النحت من سعوا لإنشاء مدرسة النحت الفرنسية بالأقصر، فالتعامل معهم ممتع، ومنظم وقد كنت واحدا من الأوائل الذين درسوا بهذه المدرسة.
- أين وصلت في مجال النحت الآن؟
النحات بركات حمزة
- أنا الآن أعمل مدرسا للنحت بمدرسة النحت الفرنسية بالأقصر، وتم اختياري من قبل إدارة المدرسة نظرا لتفوقي خلال سنوات الدراسة، لكني أعتبر نفسي لم أصل إلى 10% من مجال النحت من الذي أخطط لكي أصل له، وإيماني الشديد بموهبتي يجعلني أرى أن القادم سيكون أفضل ولكن أصعب.
