كوارث يسببها نقص الملح اليودي في هذه الدول

الإثنين 25/فبراير/2019 - 02:10 م

وصفي أبو العزم

يُعدُّ اليود من المعادن التي يحتاجها الجسم بكميات معتدلة؛ حيث يستهلك جسم الإنسان 150 ميكروجرام يوميًّا من اليود، ولا يستطيع الاستغناء عنها؛ كونه ضرورى للنمو الجسدي والعقلي وللتحكم العصبي.

واليود، هو أكثر ما تحتاجه الغدة الدرقية؛ حيث إن 91 بالمائة من حالات تضخم الغدة الدرقية ناجمة عن نقص اليود، وبالتالي؛ فإن نقص نسبة معدن اليود في الجسم يؤدي إلى تضخم الغدة الدرقية، ويتسبب في حدوث خلل عقلي لدى الأولاد.

كما يرتبط نقص اليوم، بسرطان الثدي والتأخر العقلي، كما أنه عندما يفتقر الجسم إلى اليود، يشعر الإنسان بالتعب والخمول، بالإضافة إلى زيادة في الوزن، والإحباط وفقدان الذاكرة والإمساك والعصبية أو الميل للغضب السريع، وتساقط الشعر وجفاف الجلد.

مشكلة اليود في الدول الحبيسة

الملح اليودي

من المعروف على مستوى العالم، أن الدول الحبيسة التي لا تطل على بحار ومياه بحيراتها عذبة مثل بحيرة تنجانيقا، يكون عندما نقص في اليود، في البيئة المحيطة سواء الهواء أو منتجاتها من الأسماك.

وتتحمل البلدان التي ينقص فيها اليود أكثر من غيرها العبئ الناجم عن الاضطرابات النفسية والعصبية ما لم تقُم بإجراءات الوقاية والعلاج فيما يتعلق بالحد من الحالات المرضية الوبائية بشكل خاص، ولاسيما وأن هذه الاضطرابات تدفع المصابين بها لمعاقرة مواد الإدمان والكحوليات مما يؤدى لعبئ اقتصادي مرتفع، ومضاعفات جديدة في معدلات الوفيات والمرض والعجز.

العنف المَرَضي

ويرجِع الباحثون العنف المنتشر بدول إقليم وسط افريقيا لسبب طبيٍّ واضح، وهو العنف المَرَضي الناجم فى هذه الدول الحبيسة بالمنطقة التي تعانى من أمراض نقص اليود بنسب تزيد عن 80 بالمائة للسكان.

فنسب أعداد المَرَضي بهذا الداء فى بوروندى من واقع الكشوفات تصل إلى أكثر من 85 بالمائة وهي نسبة كبيرة لمرض يمكن الوقاية منه بمجرد توفير شحنات الملح المدعم باليود.

وهذا المرض منتشر جدًّا فى دول وسط افريقيا خاصة بوروندي والكونجو الديمقراطية وعلاجه غير متوفر، وعملياته تتكلف الكثير ومضاعفات العملية ليست قليلة لدرجة أن علاجه في المستشفيات العامة، يتكلف أكثر من 500 دولار وهو مبلغ كبير خاصة بالنظر إلى ان متوسط الدخل السنوي للفرد في معظم دول القارة اقل من 100 دولار في العام.

وبشكل عام، فقد اتضح أن انتشار الأمراض النفسية الناجمة عن سوء التغذية مثل نقص اليود، تؤثر على التنمية البشرية والاستقرار، وبالتالي؛ فإن القضاء على مسببات التوتر النفسي والاجتماعي، ومن ثَمَّ السياسي، مثل العنف والبطالة، وعدم التمكين الاجتماعي، وانعدام الأمن؛ فإنه من أهم الأمور التي ينصح بها الباحثون للقضاء عليها، هو القضاء على انتشار مرض تضخم الغدة الدرقية.

معايير حاسمة

ويطالب الباحثون بتوفير الملح الوطنى المؤيدن كمساعدات عاجلة للدول الأفريقية ذات النقص الشديد في هذه المادة، مثل بوروندي والكونجو الديمقراطية، ووضع معايير حاسمة لطرد المغشوش منه، مع إعفاء الملح المؤيدَن المستورد، من الجمارك، سواء أكان في صورة منح أو تجارة، لاستخدامه كعلاج، أو بلغة أدق، وقايةٍ من المرض، من جانب المؤسسات العلاجية والأفراد.

اقرأ المزيد: اليود سلاح أطفالنا للحفاظ على الغدة الدرقية.. إعرفي طريقة الحصول عليه