كن ظلا لإنسان الغد " أحدهم يجلس في الظل اليوم، لأن شخصاً آخر قام بزرع شجرة
في ذلك المكان منذ زمن بعيد." وارن بافيت

الإنسان كائن إجتماعي و الجميع يعرف هذا، الإنسان لا يستطيع العيش خارج
المجتمع، ليس فقط لكونه كائن إجتماعي يحتاج للآخرين و إنما لأن الإنسان يسمو بعقله
وعقل من سبقه، دعنا نتخيل كيف كان حال الإنسان الأول، لا أقصد آدم بالتأكيد، ولا
كائنا من كان بعد آدم سواء أكان الإنسان الحجري أوالإقطاعي وغيرهم في الكثير من
العصور، آدم جاء إلى الدنيا أولا وحيدا وسط كائنات نارية ونورانية غير التي لا
نعلم عنها شيء، لكن ماذا حدث بعد ذلك، أكرمه الله تعالى بحواء كي لا يجن جنونه من
التفرد والوحدة، جعلهما ونسا لبعضهما البعض،
خلق معهما الرحمة والحب لكي يزينا جنتهما، ثم أتت حادثة إبليس ونزلا إلى
الأرض وحيدان مرة الأخرى .

بالرغم من وجود فئة ليست بقليلة تتحدث عن أن آدم سبقه إلى الأرض قوم آخرين
أفسدوا في الأرض وأهلكوها إلا أننا سنعتبر أنه كان الأول هو وزوجته، آدم وجد
الشجرة التي استظل تحتها من صنع ربه وليس من صنع إنسان آخر بينما الإنسان الأول
الذي أقصده هو من اخترع النار، وهو من صنع الفخار، هو من عرف الزراعة ، هو من أسس
الحياة التي نعيشها الآن .

نحن نعيش على أفضال البشر الذين فنوا بالفعل، نظريات عدة وأفكار وصفت
بالجنون، إعدامات طالت فلاسفة و اكتشافات لعلماء دفنت بسببها أسمائهم تحت التراب
ومؤخرا فقط كشف الستار عنهم، فمثلا البنسلين الاختراع الذي أنقذ الملايين، أكتشف
العالم الكسندرفليمنج مادة البنسلين بالصدفة وهو ما أطلق بداية عصر المضادات
الحيوية التي أدت إلى طفرة في علم الأدوية، في هذه الحالة يمكننا القول أن العالم
عالج أمراض كانت تقتل الملايين لأن أحدهم اكتشف الدواء اللازم لها .


أما عن آلة كريستفور التي ساهمت في كسر شفرة الحرب العالمية الثانية التي
قتلت ملايين البشر، عن شفرة آلة انيغما الألمانية النازية أتحدث، تعتبر آلة
كريستفور هي أم الحاسوب الذي اخترعها آلان تورنج، عالم الرياضيات الذي همشته
بريطانيا بعد إنجازه الثمين، تعتمد آلة كريستفور على تحليل البيانات وترجمتها .

دائما ما يتعلق الأمر بالموت والحياة، بالحياة الأفضل والحياة الضنك،
بالسعي والكسل، بالمصادفة الإلاهية و التخطيط المستمر، أما عن "وارن
بافيت"صاحب المقولة التي نسرد على أثرها محتوى اليوم، فهو المستثمر و رجل
الأعمال الأمريكي الذي صنف كثالث أغنى رجل بالعالم حسب قائمة "فوربس"
لعام 2020 .

أما عن المستقبل الذي سوف يستظل به أبناء المستقبل فقد يكون علاجا شافيا
تام للسرطان وقد يكون آلة زمنية أو سيارة نفاثة طائرة، رحلات سياحية في الفضاء،
وربما تعمير الفضاء بذاته .

إنجازات اليوم نبنيها نحن ليستظل بها البشر في المستقبل، و إنجازات الأمس
سنستظل بها نحن فما أكثرها وما أروعها، تفيد مقولة "وارن بافيت" أن
علينا أن نسعى ونسعى لنرد فضل من سبقونا في من سيخلفوننا، فهذه هي الحياة، و هذا
هو دين الإنسان لأخيه الإنسان .