المواطن

رئيس مجلسي
الإدارة والتحرير
مسعد شاهين

والد المولودية وصاحب الأفكار المتخالطة.. جلال الدين الرومي في عقل المتصوفين

الجمعة 20/يناير/2023 - 12:28 ص
جلال الدين الرومي
جلال الدين الرومي
أمل سعداوي
طباعة
"كانت حياتي عبارة عن ثلاثة أقوال، كنت فجًا فنضجت فأحترقت"، "نحن ارتحلنا فسلام على الباقين فلا بد للمولود أن يموت"، قالها وعرف بها وبغيرها، حظى على اهتمام بالغ شرقًا وغربًا، هو أحد أهم المتصوفين العظام في العالم، اتبعه أجيال وأجيال ولا يزال حتى الآن يسير على نهجه الكثيرون، جمع بين الدين والشعر والفلسفة، اشتهر بأقاويله الغريبة التي جعلت الشكوك تحول من حوله حول ديناته، وهنا قال "ما التدبير وأنا نفسي لا أعرف نفسي فلا أنا مسحي ولا أنا يهودي ولا أنا مجوسي، ولا أنا مسلم، ولا أنا شرقي، ولا غربي"، إنه جلال الدين الرومي.

جلال الدين الرومي 

 في مدينة بلغ الواقعة حاليًا في أفغانستان، حيث تعالت الزغاريط لتعلن ميلاد أحد المتصوفين العظام في العالم الإسلامي جلال الدين الرومي، وصادف ولادته في  عهد كانت الحضارة الإسلامية تواجه الموت، أثناء الغزو المغولي لمصر، في القرن الثالث عشر تحديدًا في العام 1207.

استقر جلال الدين الرومي في مدينة بلغ حتى سن الخامسة، وبعد ذلك توجه مع أسرته إلى ديار الروم –تركيا حاليًا- ليبدأ في ظهور الملامح الأول لشخصية جلال الدين الرومي، حتى تعلم أمور العلم والدين على يد والده وبعض مشايخ العلم والدين، ثم انتقلوا إلى قونية.

حزن بلا سابق إنذار

توفى والد جلال الدين الرومي، ليقتحم الحزن قلبه، قائلًا في تلك المناسبة "نحن ارتحلنا فسلام على الباقين فلا بد للمولود أن يموت، وإن كنت فريد عصرك والمشار إليك في البنان ففي يومًا ما ستغادر هذه الدنيا ترحل كما غادر من قلبك ورحلوا فردًا فردًا"

سافر جلال الدين الرومي إلى الشام ليزيد من علوم اللغة والدين، ليعود إلى قوموا ويتولى زمام الأمور بعد رحيل والده.

ميلاد من جديد

اختلف الكثيريون عنه ما بين مؤيد معارض محب وكاره، خاصة وأن لا أحد تمكن من فهم أفكاره واتجاهاته وطريقة تفكيره، ففي ذات مرة قابل شمس الدين البتريزي، واعتكف معه لشهور والبعض يقول لسنوات ليخرج شخصًا جديدًا ليتحول من عالم دين إلى شاعر متصوف وفيلسوف، ليصف نفسه قائلًا "عندما اشتعلت نيران الحب في صدري أحرق لهيبها كل من كان في قلبي، فازدريت العقل الدقيق المدرسة والكُتاب وعملت على اكتساب صناعة الشعر وتعلم النظم"

والد المولودية

عرف جلال الدين الرومي بأنه والد المولودية، فقد قالت النصارى نحن فهمنا عيسى أكثر بمولانا جلال الدين الرومي، وقال اليهود نحن فهمنا موسى أكبر بمولانا جلال الدين الرومي، وقال المسلمون ربط الرومي بصرنا بأوراحنا ووصلها بالله.

اشتعال نيران الغضب

خلافات كثيرة دارت حول جلال الدين الرومي، بدأت بديانته التي لا يعلمها أحد لا سيما بعد قوله "ما التدبير وأنا نفسي لا أعرف نفسي فلا أنا مسحي ولا أنا يهوودي ولا أنا مجوسي، ولا أنا مسلم ولا أنا شرقي ولا غربي"، والثاني والتي اشتعلت نيران الغضب، وهو مساندته للمغول الذين أذاقوا المسلمين والعرب العذاب، بقوله "تقبل الله تضرعهم لم ينصرهم الله ويعلي أمرهم لقوتهم في أنفسهم بل بعون منه جعلهم الأعلين"


وليس ذلك فقط، بل هو صاحب رقصة المولوية، والتي ترجع قصتها إلى يوم كان يسير فيه جلال الدين الرومي في إحدى الشوارع في قوليا  ليسمع طرقات الصائغين، لتناغم في أذنه، ليجد نفسه يميل براسه لكتفه الأيمن، ويرفع يديه محازًا لراسه ويدور حول نفسه ليطلق عليها رقصة المولوية، والتي يرونها أنها تقربهم نحو الكمال المنشود.

ويقول البعض أنه اقتبص رقصة المولوية من دوران الكواكب حول الشمس، وقال في هذا "كل المجرات تدور ونعيش في عالم يدور دائمًا فلماذا أنا لا أدور؟"


رحيل يهز الجبال

وفي العام 1273 ضرب زلازال كبير قونية، تضرر منه جلال الدين الرومي بعد أيام فقط، لترحل روحه إلى السماء تاركًا خلفه جيلًا يتوارث مذاهبه، يورثها لأجيال وأجيال وأقوالها يسير عليها ويتبعها الكثيرون.

أشهر أقواله

ومن أشهر أقواله التي لا تزال تتردد على المسامع حتى وقتنا هذا :"كن كالشجرة دع الأوراق الميتة تتساقط فالحياة موازنة بين التشبث والاستغناء"، "الحب لن يجدك إذا كنت حذرا للغاية، وما استطعت لا تسع في الفراق، يا أخي أنت مجرد فكر وما بقي منك عظام وجلد أظهر كما أنت وكن كما تظهر"

وأيضًا "ا رتقي بمستوى حديثك لا بمستوى صوتك.. إنه المطر الذي ينمي الأزهار وليس الرعد إذا كنت مثل القشة لا مبدأ لك تميل مع كلّ نسمة فإنّك لن تعدّل قشّةً حتى ولو صرت جبلًا، فالمرحلة المأزومة تدلّ على فرسانها من المدّعين المنافقين والمهترّين مع كلّ ريح"
هل تتوقع تألق إمام عاشور مع الأهلي هذا الموسم....؟

هل تتوقع تألق إمام عاشور مع الأهلي هذا الموسم....؟
ads
ads
ads
ads
ads