جدنا العظيم الملك الظاهر ركن الدين بيبرس البندقدري الصالحي، الذي أصبح فخرًا ليس فقط للكازاخ، ولكن أيضًا للشعوب التركية بأكملها، برز بين المماليك بشجاعة، الذكاء والموهبة والارتقاء من العبودية إلى العرش. شخصية واسم السلطان بيبرس، الذي أسس سلالة المماليك الحاكمة، التي حكمت مصر وبلاد الشام قرابة ثلاثة قرون، وأقام علاقات سياسية مع ألتين أوردا، وصد الحملات الصليبية واكتسب شهرة عالمية، واحتل مكانة لا تمحى في التاريخ المصري، و التاريخ العالمي. إن الحقيقة المثبتة علميًا المتمثلة في ولادة حاكم لامع وقائد شجاع في السهوب هي دليل دامغ على مساهمة الشعب الكازاخستاني في تطوير الحضارة العالمية. وفقًا للإصدارات الموثقة ، ولد بيبرس عام 1223 في أرض ديشت كيبتشاك بين نهري الفولغا والأورال. السلطان بيبرس هو رابع سلاطين دولة المماليك، ويعرف بكيبجاك بلقبه. فهو الحاكم الذي جعل مصر ازدهارا غير مسبوق. ورغم أنه كان هناك حكام آخرين في الدولة المصرية قبله، إلا أن أهل البلاد يعرفون السلطان بيبرس كمؤسس الدولة المصرية. وذلك لأنه في ذلك العصر تطورت الصناعات المختلفة، وخاصة المساجد وأحواض بناء السفن والحرف والزراعة والعلوم والتجارة والفنون، وتم إنشاء جيش قوي منضبط . رجل استطاع صد الهجمات الضخمة للمغول والصليبيين . بالإضافة إلى كونه قائدًا شجاعًا، فهو معروف أيضًا بسياساته الماكرة. والروح التي أصبحت مفخرة ليس للمصريين فقط بل لكل الشعوب الإسلامية. على سبيل المثال، منذ ظهور الإسلام في القرن السابع وحتى تدخل المماليك في السلطة، تم بناء عشرات المساجد فقط في حوالي القرن السادس، وفي قرنين ونصف تحت حكم سلالة المماليك 136 مسجدًا ومسجدًا. تم بناء المدارس. لقد اهتم بالتعليم والعلوم واعتبر أن دعمهما المستمر واجب أبدي. وفي النصف الثاني من القرن الثاني عشر، بدأت لغة الكيبتشاك المكتوبة بالتشكل في مصر، والتي أصبحت لغة القصر. كما ظهر قاموس "تارزيمان" عام 1343. ومن المعروف أن أحد مؤلفات ذلك الوقت وهو "كلستان" بالإضافة إلى المؤلفات الدينية والطبية والعسكرية والقانونية قد ترجم إلى اللغة المملوكية الكيبتشاكية في الوقت المناسب. . استمر هذا الاتجاه في القرنين الرابع عشر والخامس عشر، عندما تُرجمت إلى اللغة التركية رسائل "الدرة المودية في اللويات التركية" و"المنهل الصافي" و"مناجات الجوزات". وإلى جانب هذه البيانات الواردة في كتاب "اللغات التركية" الصادر عن الأكاديمية الروسية للعلوم تحت عنوان "لغات العالم"، يُذكر أن القرآن الكريم قد ترجم مراراً وتكراراً إلى اللغة التركية. وكان المؤرخ قربانجالي أول من ذكرها في كازاخستان في كتابه "طورية همسة" الذي نشر في قازان عام 1910. خلال هذه الفترات انتشر نشر القواميس العربية-الكيبتشاكية والعربية-التركية بسرعة كبيرة في العالم العربي. أولى العديد من سكان سهوب كيبتشاك-كازاخستان اهتمامًا خاصًا بالحفاظ على تقاليدهم وخصائصهم وثقافاتهم في البيئة العربية. وبفضل هذه القواميس يمكننا الحكم على كيفية نطق كلمة كيبتشاك في تلك الفترة. كم احتفظت باستمراريتها في اللغة الكازاخستانية. وأيضا كيف قاد نضال العالم الإسلامي ضد الغزاة الخارجيين. ولأنه منظم عظيم، بدأت مصر في عهده تزدهر إلى حد لم يكن موجودًا من قبل، وتم إصلاح وترميم أنظمة الري، وتطورت الزراعة بشكل راسخ. خلقت أكبر المراكز في مصر، مثل الإسكندرية (الإسكندرية)، ودمياط، والقاهرة (القاهرة)، الظروف الأكثر ملاءمة لتوسيع التجارة. نعم عظمته تكمن في أنه استطاع الاستماع إلى عامة الناس وتولي القضاء، وعين 4 قضاة مستقلين في القاهرة عام 1265، وفي العام المقبل سيفتتحه في دمشق، وفي المستوطنات. وهذه الأنظمة الأربعة كانت تسمى الشافعية والحنبلية والمليكات والحنفية. ويأخذ في الاعتبار بدقة خصوصيات الحياة والعادات واللغة والدين لممثلي الجنسيات المختلفة في البلاد. والسبب هو أنه حتى بعد مرور ما يقرب من 9-10 قرون، ظل هذا الميثاق في النظام القضائي في دولة مصر محفوظًا حتى يومنا هذا. عيون الناس يقظة دائما. في عصره كان هناك حاكم يسافر ليلا ونهارا في جميع أنحاء البلاد في شكل فلاح، واستكشف حالة الناس وعاقب بقسوة أصحاب المال الذين أساءوا إلى الضعفاء بيديه وفعل كل ما في وسعهم من أجل العدالة. . . لمثل هذه الصفات يعتبر قديسًا، بما في ذلك ألقاب مثل "المنتصر في الحرب" و"جمال الدين" بل وتفوق على الأبطال المفضلين لدى الناس في قصة "ألف ليلة وليلة". شخص أقر مبدأ "ثروة الأمير مال نفسه، مال الوطن هو الشعب" تميمة مقدسة لحياته. وكانت أجزاء من سوريا وفلسطين والأردن ولبنان وكذلك تركيا من دولة المماليك المصرية، حيث حكم الابن الأكبر للشعب الكازاخستاني. لقد جعل القاهرة المدينة الكبرى ومركز العالم الإسلامي. ولا يزال مسجد "المسجد الظاهر بيبرس" ملفتا في عمارته. وقد تم تسجيل الوقت بالتفصيل من قبل المؤرخين المقريزي وابن خلدون. وأنتجت أعمالاً موسوعية، جمع فيها أحداثاً مثيرة للاهتمام ولقاءات تاريخية تتعلق بحياته، وحملات عسكرية ولقاءات السلطان، وأعماله لتعزيز وحدة الدولة وتقوية وحدة شعبه، فضلاً عن المعلومات المتعلقة بعلاقاته الدبلوماسية، بالإضافة إلى معلومات غنية تعتمد على الصورة الجغرافية للبلاد وقد قام السلطان بنفسه بتحليل كل هذه الأعمال وتتبع مسار جميع السجلات. وبفضل التركيز الخاص على العلوم، ولد علماء مشهورون مثل ابن طنجيربردي، وابن إياس، وابن أيبك، وبيبرس الدوادار. كما أدى تطور المعماريين المماليك إلى تسمية المؤرخين للعصر المملوكي بالعصر الذهبي للعمارة الإسلامية. كما تم تطوير مدارس الرسم التقليدية. قام بجمع التقنيات الفنية العربية والفارسية. ويمكننا رؤيته بوضوح في الصور التي كانت تزين صفحات الكتب الصادرة في ذلك الوقت. ويتجلى ذلك في اللوحات التي تزين صفحات الكتاب المخصص لمقامات الحرير، الصادر في مصر عام 1234، والمحفوظ الآن في مكتبة فيينا. وتظهر هذه الصور المظهر والعادات والملابس والترفيه عند مماليك القبشاق. وقال المؤرخ العيني: “الملك المنتصر لونه رمادي غامق، أزرق العينين. كان الصوت ترابي. كان فيه عظمة أثارت إحساسًا بالعظمة والاحترام الحتمي. كان طويل القامة. لقد كان بطلاً شجاعاً، شجاعاً، نشيطاً، عميقاً، حازماً، أعمى، أولى قضية السلطنة اهتماماً كبيراً، ساعياً إلى انتصار الإسلام والمسلمين وتحقيق الغايات الملكية».