المواطن

رئيس مجلسي
الإدارة والتحرير
مسعد شاهين

ملامح الحرب الدائرة في أمريكا.. ترامب أحد أطرافها

الثلاثاء 07/مارس/2017 - 01:14 م
فايزة أحمد
طباعة
لم يكد يمر شهران على تولى الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، سُدة الحكم في الولايات المتحدة، حتى بدأت الأزمات والمشاكل تضرب قلب إدارته التي قام باختيار أفرادها بناء على معاييرٍ بعينها، أساسها توافقهم معه في رؤيته للعديد من القضايا الشائكة، لاسيما المتعلقة بالشرق الأوسط ، وروسيا، التي بات اسمها يتسبب في حساسية شديدة للأمريكين، لاسيما عقب كشف وكالة الاستخبارات المركزية عن أنها قامت بقرصنة الانتخابات الرئاسية لصالح ترامب.

كان لإعلان ترامب، في مرات عدة رغبته في تحسين العلاقات "الأميركية-الروسية"، أن تتسبب في التركيز مع جميع أفراد إدارته، الذين باتوا متورطين في علاقاتهم مع الروس، كان أخرهم المستشار السابق للأمن القومي، مايكل فلين، الذي أقيل منتصف فبراير الماضي، على ضوء ما قيل إنه "تضليل" للقيادة العليا في البيت الأبيض، بشأن إجرائه مباحثات مع السفير الروسي لدى واشنطن، سيرجي كليسياك، وذلك قبل توليه منصبه، وهو ما يعد مخالفة واضحة للقانون الأميركي.

لم تتوقف أزمات ترامب، على تورط أفراد إدارته في علاقات مع الجانب الروسي، بل إنه دخل في العديد من المعارك مع معظم المؤسسات الأميركية مثل "جهاز الاستخبارات، ومكتب التحقيقات الفيدرالي، والإعلام، والقضاء"، وهو ما جعل الكثيرين يطرحون تساؤل حول مدى إمكانية استمرار حكمه من عمه.

عدو ترامب اللدود

لم يتوقف ترامب، منذ اليوم الأول لإعلان ترشحه عن الهجوم على الإعلام، واصفًا إياه بـ"عدو الشعب" وليس عدوًا له بمفرده، ليتحول الأمر بين الطرفين إلى ما يشبه "الحرب"، التي بلغت ذروتها خلال حفل تنصيب ترامب كرئيس للبلاد في العشرين من شهر يناير الماضي، حيث شن هجومًا حادًا عليهم، لتسليطهم الضوء على أعداد الحشود التي تجمعت في هذا الحفل، حيث أشار إلى أنها أقل بكثير من الأعداد التي حضرت حفل تنصيب الرئيس السابق، باراك أوباما.

بدأ الإعلام يبادر في حربه على ترامب، وذلك من خلال التسريبات التي تبثها بشكل متكرر من داخل البيت الأبيض، حيث كشفت عن العديد من المواقف التي وقعت وتسببت في فوضى عارمة جراء سياسياته، وهو ما جعله يرد على ذلك أثناء زيارته الأولى لوكالة الاستخبارات المركزية عقب يوم واحد من توليه منصبه.

الحرب بين الطرفين باتت معتادة، حتى كشفت تسريبات إعلامية مستندة إلى مصادر داخل البيت الأبيض، عن إجراء مستشار الأمن القومي اتصالات مع السفير الروسي لدى واشنطن، قبيل توليه منصبه، وهو ما تسبب في إقالته، ليمتد الأمر إلى الكشف عن تورط وزير العدل الذي رشحه ترامب لمنصبه، جيف سيشنز، الأسبوع الماضي، بقيامه بالتقاء كليسياك مرتين، قبل توليه منصبه، وهو ما أنكره أثناء مثوله أمام الكونجرس قبل تعيينه كوزيرٍ للعدل.

كانت أخر رصاصة أطلقها الإعلام على ترامب، هي التسريبات التي كشفت عنها في الأسبوع ذاته، عن أن صهر الرئيس الأميركي، التقى أيضا بالسفير الروسي، الأمر الذي جعل إدارة ترامب تصاب بحالة تخبط شديدة.

الوقوف لقراراته بالمرصاد

دخل دونالد ترامب، حربا ضروس مع القضاء منذ إصداره أول قراراته مطلع شهر فبراير المنصرم، المتعلقة بمنع مواطني سبع دول عربية ذات أغلبية إسلامية من دخول أميركا، الأمر الذي جعل قاضي فيدرالي بمدينة "سياتل" بولاية "واشنطن"، أن يقوم بتعليق هذا القرار، وهو ما جعله يصف القضاء برمته بـ"المسيس"، وذلك خلال سلسلة من التغريدات عبر حسابه الرسمي بموقع التدوينات القصيرة "تويتر".

لم يتوقف ترامب، عند الهجوم الشديد الذي شنه على القضاء، بل إنه سخر من القاضي الفيدرالي، متهمًا إياه بعدم قدرته على فهم ما يحاك ضد الولايات المتحدة من مؤامرات إرهابية، ما زاد من وطأة الأمور هو تعليق محكمة الاستئناف الأمريكية هذا القرار.
في سياق متصل، حذر متابعون للشأن الأمريكي، من خطورة انتقاد ترامب، لقرارات القضاء، مشيرًا إلى أن ذلك يعد مخالفة لمبدأ الفصل بين السلطات في الولايات المتحدة، معتبرين أن سخريته من القاضي الفيدرالي بمثابة إعلان الحرب مع مؤسسة القضاء التي كانت معتادة في السابق بعدم تدخل أي من رؤساء أمريكا في عملها.
الحرب الباردة مع المخابرات

لم ينتظر دونالد ترامب، توليه منصبه حتى بدأ في حربه على وكالة الاستخبارات المركزية، لقيامها بالكشف عن أن روسيا قامت بقرصنة الانتخابات الرئاسية لصالحه، وذلك في شهر ديسمبر الماضي، حيث سخر من قياداتها الذي قال عنهم إنهم "دون جدوى".
ساق ترامب، قبل ذلك اتهامات عدة للوكالة ذاتها، متهمًا إياهم بالفشل في "حرب العراق"، فضلًا عن سخريته منهم لعدم قدرتهم على مواجهة "داعش".

بحسب صحيفة "نيويورك تايمز"، فإن التوتر المتصاعد بين الطرفين، ينذر بمواجهة بينهما لاسيما وأن المسئولين في الاستخبارات يصفون الوضع بأنه بات الأكثر تعقيدا منذ عقود، مضيفة أن رد فعل الرئيس المنتخب ربما يؤجج الخلاف القائم بينه وبين تلك الأجهزة، ويثير التساؤلات بشأن الكيفية التي سيؤدي فيها 16 جهاز مخابرات حكوميا العمل في ظل إدارته فيما يتعلق بأمور مثل مكافحة الإرهاب والحرب الإلكترونية.

شملت حرب ترامب، مكتب التحقيقات الفيدرالي، الذي شن هجومًا حادًا عليه، وذلك لما وصفه بـ"فشلهم" في منع التسريبات المتعلقة بإدارته للإعلام، وذلك بالرغم من هذا المكتب أول من قدم تقريرًا ضد مرشحة الحزب الديمقراطي الخاسرة، هيلاري كلينتون، والذي من شانه أثر على نسبة الأصوات التي حظيت بها.
العدو الأكبر سنًا
لم يسلم الحزب الديمقراطي الذي أُسس قبل الحزب الجمهوري بخمسين عام، من هجوم ترامب واتهامهم بالضلوع في جميع الأزمات التي تحدث في البلاد، لإسقاطه، تجلى ذلك فيما زعمه مؤخرًا، حول قيام الحزب بالتحريض ضده عن طريق تنظيمهم تظاهرات منددة بحكمه، وذلك خلال لقائه بقناة "فوكس نيوز".

اتهامات ترامب للحزب الديمقراطي، امتدت إلى أزمة وزيره للعدل، الذي اعتبر ما يحدث له مجرد حملة "اضطهاد" من قِبل الديمقراطيين، وذلك عقب مطالبتهم إياه بالاستقالة والتنحي عن أي قضايا يشرف عليه، لحين الانتهاء من التحقيق معه، بشأن مزاعم علاقاته بالروس.

بحسب وسائل إعلام أمريكية، فإن التخبط والفوضى بلغت حدًا كبيرًا داخل إدارة ترامب، وهو ما جعله يقدم مطلع الأسبوع الجاري، على اتهام سلفه أوباما بالتنصت علي هاتفه إبان فترة ترشحه للرئاسة، وذلك ليكون غطاءًا عما يدور داخل البيت الأبيض، والفضائح المتكررة التي يُكشف عنها النقاب يوميًا.

بحسب محللين، فإن الديمقراطيين باتوا يعيدون ترتيب أوراقهم من جديد، للاستعداد لهزيمة ترامب خلال الانتخابات المقبلة، لاسيما وأن شريحة كبيرة من الشعب الأمريكي يعارضون سياساته، مشيرين إلى أنه من الصعب سقوط ترامب قبل استكمال فترته بالرغم من المعارضة الكبيرة التي يواجهها.
هل تتوقع تألق إمام عاشور مع الأهلي هذا الموسم....؟

هل تتوقع تألق إمام عاشور مع الأهلي هذا الموسم....؟
ads
ads
ads
ads
ads