مصنع السكر والورق يتسبب في إصابة المواطنين بالفشل الكلوي بقوص

السبت 06/مايو/2017 - 12:38 م

يوسف القناوى

حالات الإصابة بالمرض فى مدينة قوص 215 حالة ومتوسط الإصابة 12 حالة شهريًا

نقدم رعاية مادية ونفسية واجتماعية للمرضى لتخفيف آلامهم النفسية من جلسات الغسيل المنهكة

حلمنا الحفاظ على المواطنين من الإصابة بالمرض ونسعى خلال الفترة القادمة لعمل تحاليل مبكرة

مصنعي السكر والورق لهما دور كبير فى ارتفاع نسبة الإصابة ونسعى لبحث أسباب ارتفاعها بالمدينة

ارتفاع أعداد المصابين بمرض الفشل الكلوي بمركز قوص، ليصل إلى 215 حالة تتزايد بشكل يومي، دفع عدد من أبناء قوص إلى تحويل نشاط جمعيتهم من الخدمات الاجتماعية إلى رعاية مرضى الفشل الكلوي، للاهتمام بهم نفسيًا واجتماعيًا، ومحاولة تخفيف آلامهم ومساعدتهم في تدبير نفقات العلاج.

بداية المبادرة الإنسانية كانت منذ عام تقريبًا وتحديدًا في 1 أبريل 2016، عندما قرر القائمين على جمعية التنمية للخدمات الاجتماعية بقوص والمشهرة برقم 642 لسنة 2002، إلى تحويلها إلى جمعية متخصصة في رعاية مرضى الفشل الكلوي وأمراض الكبد، تقدم لهم الرعاية الاجتماعية والمادية"علاج- عمليات- نظارات- كشوفات مجانية"، لأنهم وفقًا لرؤية الجمعية، فئة تعاني بشدة دون أن يشعر بهم أحد، فآلامهم تتجدد مع كل جلسة غسيل، وصحتهم تتدهور مع كل جلسة وكل جرعة علاج يتناولونها.

يرفع القائمين على الجمعية شعار" الوقاية خير من العلاج"، بعمل ندوات توعية مستمرة للأصحاء لتحذيرهم من مخاطر مرض الفشل الكلوي بضرورة إجراء تحليل" الكريتانين" كل فترة للوقاية من المرض، التحرك السريع فى حالة ارتفاع نسبته في الجسم، لأن الاكتشاف المبكر لوجود خلل فى الكلى يساهم في العلاج وتجنب الوصول إلى مرحلة متأخرة، كما يسعون خلال الفترة القادمة إلى فتح معمل مجاني متخصص في تحليل"الكريتانين" لأبناء مدينة قوص لتجنب الإصابة بالمرض.

يقول أحمد عبد الله علي، رئيس مجلس إدارة الجمعية، أكبر دافع جعلنا نتجه لرعاية مرضى الفشل الكلوي، وفاة مريضة فشل كلوي لم يتمكن نجلها من تدبير نفقات علاجها، وقبل وصولنا إليها فارقت الحياة، فكانت نقطة البداية لاتخاذ خطوات حقيقية لرعاية مرضى الفشل الكلوي الذين يعانون بشدة من النفقات الباهظة للعلاج، وقررنا أن يكون مرضى الفشل الكلوي فئة أولى بالرعاية، نرعاهم ماديًا بتوفير ما يحتاجونه من علاج لا يوفره التأمين الصحي أو العلاج على نفقة الدولة، ونرعاهم اجتماعيًا ونفسيًا، من خلال الاستعانة بعلماء الدين كل فترة لعمل ندوات تتحدث عن الابتلاء والصبر وكيفية التعامل مع المرض، كما طالبنا مستشفى قوص بتخصيص أخصائي نفسي لمتابعة المرضى أثناء عمليات الغسيل لأنهم يكون في أمس الحاجة لمن يساعدهم على مواجهة آلامهم.

استطرد على، الأمر لا يتوقف على ما سبق، لكن نقوم بعمل رحلات ترفيهية مجانية كل فترة للمرضى فى محاولة لإخراجهم من الحالة النفسية التي يعانون منها، نتيجة تدهور صحتهم من جراء عمليات الغسيل وما تسببه من إنهاك لصحتهم، وتكون رحلاتنا لمدة يوم واحد يرافقنا خلالها طاقم تمريض للتعامل مع أي طارئ يحدث مع الحالات، إضافة لاصطحاب كمية من المحاليل والأدوية اللازمة للعلاج، وكان آخرها رحلة ترفيهية لمدينة الغردقة، ونسعى لزيادة الخدمات المقدمة لهم خلال الفترة القادمة.

وأشار علي، إلى أن مدينة قوص تُعد من أكثر مدن قنا إصابة بمرض الفشل الكلوي حيث تبلغ عدد الحالات المسجلة رسميًا 215 حالة تتزايد بمتوسط 12 حالة شهريًا، ومتوسط وفاة 5 حالات، وأن من أكثر الأسباب التي أدت لانتشار المرض بين أبناء المدينة مصنعي السكر والورق، ورغم ذلك لا يقومون بدورهم تجاه المجتمع أو المرضى الذين يعانون بسبب المعالجة الخاطئة لمخرجات المصانع، وكانت مرة وحيدة هي تبرع بمبلغ 5 آلاف جنيه من مصنع الورق لصالح المرضى، لم تتكرر بعدها، كما أن التجاهل لم يقتصر على المصانع التي لم تشعر بدورها الإنساني حتى الآن، لكن هناك معاناة أخرى يعانيها المرضى مع وحدة الغسيل الكلوي بمستشفى قوص المركزي، حيث لا يوجد طبيب متخصص فى الكلى أو الأوردة حتى الآن ويتم التعامل معهم من خلال طبيب باطنة، إضافة إلى أن الوحدة التي تضم 50 جهاز غسيل كلوي لا يوجد لها مشرف صيانة.

وأشاد رئيس الجمعية، بدور الكثير من المتطوعين في دعم المبادرة والجمعية لاستكمال رسالتها في رعاية مرضى الفشل الكلوي وعلى رأسهم المهندسة سلوى القصوى، التي كانت سببًا رئيسيًا في الموضوع، وحوالي 50 شخص متعاون يساهمون من خلال الجمعية فى رعاية المرضى، إضافة لدور الدكتور أيمن خضاري، وكيل وزارة الصحة الذي يتعامل بمرونة مع مطالب الجمعية ويحاول أن يلبي لنا الكثير من الخدمات التي نطلبها للمرضى.

لكن كعادة أي مبادرة إنسانية تطوعية وخاصة التي تهتم بصحة الإنسان، لا تجد آذانًا صاغية من قبل المسئولين التنفيذيين، لأنهم لا يهتمون إلا بالضحايا، بعد أن يفترسهم المرض ويحولهم إلى أرقام في نظر المسئولين، إضافة لمشاكل التمويل التي تقف حجرًا عثرًا أمام وصول المبادرة لكافة المستهدفين.