أثارت تصريحات وزير التربية والتعليم والتعليم المهني طارق شوقي الذي أعلن عنها صباح اليوم خلال كلمته بالجمعية العمومية غير العادية لنقابة المعلمين لإنهاء الحراسة القضائية، الكثير من الجدل والتساؤلات حول نظام التعليم الجديد الذي أعلن عنه، حيث تطلع البعض لرؤية جديدة طموحة نحو مستقبل التعليم خلال الفترة القادمة، بينما رأى البعض الآخر أن هذه ما هي إلا تصريحات صحفية غير مبنية على خطط مدروسة.

حيث أعلن وزير التعليم طارق شوقي أنه سيتم استحداث نظام جديد للتعليم يبدأ من عام 2018 حتى 2030، موضحًا أن نظام الثانوية العامة الجديد سينهي كابوس الثانوية العامة الذي يطارد الطلاب والأهالي طوال السنوات الماضية، حيث سيختفي الحديث عن التنسيق موضحًا أن أول دفعة ستتخرج بالنظام الجديد عام 2020، مع تغيير اسمها.

وأضاف أن النظام الجديد سيتم تطبيقه بدءً من العام المقبل على الصف الأول الابتدائي، ومن هذا العام سيطبق على تلاميذ "الحضانة" ليكونوا مؤهلين له العام المقبل، مع مراعاة استمرار طلاب النظام الحالي على نظامهم مع إدخال بعض التعديلات والتطويرات عليه.

وأوضح الوزير أنه خلال عامين فقط ستختفي الكتب الورقية وتتحول إلى كتب رقمية، مشيرًا إلى أنه في خلال 10 شهور سيتحول التعليم من خلال المناهج الجديدة وطرق تبني شخصية الطلاب.

وأكد الخبير التربوي كمال غيث، أن وزير التربية والتعليم طارق شوقي لم يُعلن عن نظام جديد لمنظومة التعليم، موضحًا أن ما أعلن عنه ما هو إلا تصريحات غير مبنية على خطط واضحة وممنهجة للسير عليها.

وأَضاف "غيث" في تصريح خاص لـ"المواطن" أن الوزير أعلن عن زيادة مرتبات المدرسين بدون الإعلان عن كيفية زيادتها في ظل الميزانية المحدودة للوزارة والإصلاحات الكثيرة التي يسعى لحلها، كما أنه أعلن عن استبدال الكتاب الورقي بكتب رقمية خلال عامين فقط دون توضيح الخطة التي يسير عليها وكيفية تطبيقها، متسائلًا "كيف سيصل الكتاب الرقمي إلى آلاف القرى والنجوع في الصعيد التي لا يوجد لديهم كهرباء".

كما أشار إلى أنه حتى نستطيع النهوض بالتعليم نحتاج إلى إدارة سياسية تُعطي للتعليم حقه من الاهتمام خاصة المادي، قائلًا "بعد توافر الإدارة السياسية نستطيع في خلال عام واحد فقط القول أنه مصر لديها منظومة تعليمية متكاملة".

ومن جانبها قالت عضو لجنة التعليم والبحث العلمي بمجلس النواب الدكتورة ماجدة نصر، اليوم السبت، إنه حتى الآن لم يحدد وزير التربية والتعليم طارق شوقي الملامح الكاملة لنظام التعليم الجديد الذي أعلن عنه، موضحة أن القرارات المعلنة حتى الآن يُتفق على بعض منها فقط، ويوجد بعض الخلافات حول باقي القرارات.

وأضافت "نصر" في تصريح خاص لـ"المواطن"، أنه لديها بعض النقاط المختلفة فيها مع قرارات وزير التعليم وفقًا لوجهة نظرها، لافتة إلى أنه من أبرز هذه النقاط استمرار مادة الحاسب الآلي كمادة ليست أساسية لا تضاف للمجموع، مؤكدة أننا نمر بمرحلة تطور تكنولوجي سريع وهائل فلا يمكن تجاهل مثل هذه المادة، خاصة مع اعتقاد الطلاب أن المادة التي لا تضاف للمجموع هي مادة ليست ضرورية.

كما أنها راجعت معامل الحاسب الآلي في بعض المدارس ووجدت أنها مؤهلة إلى حد ما لاستقبال الطلاب خاصة في المرحلة الإعدادية.

وأَضافت أن تطبيق نظام الثانوية العامة على 3 سنوات الذي سيتم تطبيقه من العام بعد القادم، ما هو إلا عبء على أولياء الأمور وقرار غير موفق في الفترة الحالية، حيث إنه ما زلنا نسير بالدروس الخصوصية وعدم شرح المدرسين بالمدارس وانصراف الطلاب عن المدارس مما يزيد من أعباء الدروس الخصوصية لـ3 سنوات بدلًا من سنة واحدة.

كما أكدت "نصر" أن إلغاء الشهادة الابتدائية وتدريس 4 لغات مختلفة في المدارس "إنجليزي- أسباني- فرنساوي- إيطالي"، قراران غير موفقان في الوقت الحالي، حيث إن اللغات تزيد من عبء ميزانية مدرسين لهم على الوزارة وأيضًا الطلاب لا يفقهون شيئًَا في اللغة العربية من الأساس، مشيرة إلى أن هذه اللغات تُدرس في تخصصات محددة في الجامعات ولا حاجة لها في المدارس في هذا الوقت.

واستكملت "نصر" تصريحها أنه ما زال حتى الآن يوجد العديد من الثغرات في النظام الجديد الذي سيتم تطبيقه بما يؤثر على جودة سير العملية التعليمية وتطويرها، موضحة أن الطلاب الحاليين سيستمروا بنظام تطويري حتى التخرج، وفي المقابل سيتم تطبيق نظام جديد كليًا من العام القادم 2018 على رياض الأطفال حتى يستمر العمل به.