اتخذ الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، خطوة رائدة تمثلت في السماح للمرأة السعودية بأن تقود السيارة، وليست القضية لعبة أو ناحية ترفيهية للمرأة بأن تقود سيارة، وتأخذ المسألة وكأنها محاولة للتظاهر، فإن هذه بداية جديدة للمملكة السعودية في طريق الانفتاح وإتباع سياسة انفتاحية جديدة.

المرأة في دول الخليج..
أعطى الله تعالى للمرأة العديد من الحقوق، فقد كرمت النساء بعد نزول الرسالة الإسلامية، لكن للأسف تسلب مثل هذه الحقوق من المرأة الخليجية، فيكفي أنها تحرم من حقها في ممارسة العمل، ولا تمارس حق التصويت في الحياة السياسية والإدلاء برأيها في الانتخابات، هذا كله بجانب المعاملة السيئة من قبل بعض الرجال تجاه زوجاتهم، مما يدل على أنهم يجهلون أبسط معاني العقيدة الإسلامية، لكن يبدو أن مثل كل هذه الأمور قد أوشكت على الانتهاء.

المرأة السعودية..
لا شك أن المرأة السعودية، قد واجهت معاناة حقيقية، على مدار سنوات طويلة، وقد حرمت من ممارسة حقوقها، علاوة على استغلال الرجل السعودي لبعض الأمور، التي جعلت الفرصة متاحة أمامه لفرض سيطرته عليها، فعلى سبيل المثال استغل الرجل السعودي كونه واليا على المرأة، بأن يمنعها من إتخاذ أي خطوة في حياتها قبل أخذ أذن مسبق منه، حتى وإن كانت أمه، علاوة على ضربها ومعاملتها بطريقة سيئة، لأنه أعتبرها قامت بفعل مشين وفقا لرؤيته الشخصية.

ضربة معلم..
يمكن أن نصف قرار الملك سلمان بن عبد العزيز، بمنح حق قيادة السيارات للمرأة في السعودية بأنه ضربة معلم، لأنه وبهذه الطريقة، ينظر لما هو أبعد وبكثير، فهو يريد أن يطلق رؤية المملكة لعام 2030 بهدف خفض اعتماد الاقتصاد السعودي على مشتقات النفط، ولا شك أن إعطاء المرأة دوراً أكبر في سوق العمل هو من الخطوات الرئيسية ضمن تلك الخطة.

الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر..
تعرف جماعة "الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر" نفسها في المملكة السعودية بأنها تمثل "الشرطة الدينية"، ويحاول ممثليها أن ينشرون مزاعم بأنهم يعملون لصالح الدين لذلك يتعمدون إلقاء القبض واعتقال كل من يعتبرونه، يقوم بأمور تتنافى وفقا لرؤيتهم هم مع أبسط مباديء الشريعة الإسلامية، وهذا نابع عن ما يتميزون له من جهل ديني كبير.

سلمان يتحدى التطرف..
عند إمعان التفكير فيما يقوم به ممثلي "الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر"، نجد أنه ليس جهل فقط وإنما دليل على تطرف شديد، لذلك تعد خطوة الملك سلمان، تحديا لهم ولفكرهم المتطرف، ومحاولة منه لبدء خطوات تساعد السعودية على أن تصبح ذات سياسة وتوجه ليبرالي جديد أكثر انفتاحا.

الخلاصة..
قرار العاهل السعودي، الملك سلمان فيما يتعلق بقيادة المرأة ليس مجرد خطوة ترفيهية أو محاولة لإرضاء غرور المرأة، فهي بداية لخطوة جديدة وسياسة جديدة، وتحول فكري ليبرالي لا شك أن دعمها في المملكة سوف يأخذ وقتا، ولكنها بداية إيجابية.