أسرار تحكم الصراع القبلي في مستقبل اليمن.. بركان على انفجر في وجه الشعب
الأحد 24/ديسمبر/2017 - 12:11 ص
سيد مصطفى
طباعة
يتغافل الكثيرون من محللوا القضية اليمنية المكون القبلي وتأثيره في الصراع، وكيف أن المشكلة ليست فقط صراع بين السنة والشيعة، أو بين أنصار الحوثيين وأنصار الشرعية، وإنما تدخل بها التركيبة القبلية بشكل عميق، خاصة القبائل المؤثرة في شمال اليمن قبيلة حاشد، والتي منها بيت الرئيس اليمني، وبيت الأحمر زعيم إخوان اليمن، وقبائل الحوثيين في الشمال.
ويرجع الحوثيين لنسل الإمامة والأسرة المتوكلية التي حكمت اليمن، وبعد قيام الجمهورية اليمنية تم تهميش الهاشميين الذين حكموا اليمن ألف سنة، وتم إقصاء الهاشميين من كافة المراكز الحساسة بالدولة، خشي بدر الدين الحوثي من انقراض مذهب الهاشميين الزيدية نتيجة عدم وجود مدارس دينية زيدية باليمن.
وقام في التسعينات بتأسيس حزب الحق لمقاومة المذهب الحنبلي سياسيًا وحركة الشباب المؤمن بقيادة حسين بدر الدين الحوثي، التنظيم الثاني مختلف عن حزب الحق السياسي كثيرًا لأنه ركز على جلب بعض النشاط الزيدي إجتماعيا ودينيا في المنطقة، ومن هنا إنطلق الحوثيين.
بينما ينتمي علي عبد الله صالح لقبيلة حاشد، وهي قبيلة يمنية قديمة من قبائل همدان وأقدم ذكر يشير إليها يعود للقرن الرابع قبل الميلاد، هي أكثر القبائل نفوذًا سياسيا في الجمهورية اليمنية منذ سقوط الملكية عام 1962 وبعد الوحدة اليمنية، تشكل هي وقبائل بكيل قسمي قبائل همدان اليمنية من عصور قديمة.
قال خالد شيبة، مسئول الجالية اليمنية بمصر، إن التحالف بين علي عبد الله صالح والحوثيين تحالف أعداء، حيث أن صالح قتل حسين بدر الدين الحوثي شقيق عبدالملك الحوثي، والحوثيين هم عصابة عندما انقلب عليهم تحالفوا مع بعض المشايخ والقبائل وتخلصوا منه.
وقال شيبة في تصريحات خاصة لـ"المواطن"، "إنه إذا لم تتحرك دول التحالف بشكل أسرع لتحرير صنعاء واستغلال الظرف في أسرع وقت، سوف تتحالف المليشيات مع باقي القبائل وشرائها بالمال، وأخشى أن تتحول اليمن لعراق جديد تتحكم فيه إيران".
قال عبدالله العتيقي، مسئول العلاقات الخارجية للحراك الجنوبي، إن الوضع في اليمن سوف يستمر على ما هو عليه، وسيطرة الحوثيين سوف تستمر، لأن الطرف الأخر يعتمد على مجموعه من المرتزقه والإخوان المسلمين، وإذا أراد التحالف الدخول إلى صنعاء فعليه أن يسيطر على ميناء الحديدة ولا يعتمد على قبائل طوق صنعاء لأنهم جميعا مع الحوثي.
وأكد "العتيقي" في تصريحات خاصة لـ"المواطن"، أن هناك شيء مهم لا يفهمه كل من يحارب في اليمن، وهو العرق الزيدي، هذا العرق مهما فرخ مجموعات قومية أو اشتراكية أو إخوانية فهم في النهاية يعملون جميعا على سطوة الزيود على اليمن، وعلي عبدالله صالح خرج عن القاعدة لذلك قتل، ولهذا لم يقتل علي محسن الأحمر زعيم الإخوان المسلمين وهو نائب رئيس الجمهورية حكومة الشرعية، لأنه إلى الآن لم يتعاون بصدق مع التحالف.
ودلل "العتيقي" على ذلك بأن أكبر شيخ وزعيم في مجموعة قطر وتركيا أقصد الإخوان، هو الشيخ صادق الأحمر، وهو شقيق حميد الأحمر أحد زعماء الإخوان، ولكنه حاليًا في صنعاء ومتحالف مع الحوثيين، هل تعلم أن ابن شيخ ثاني أكبر قبيلة في اليمن موجود بالسعوديه مع التحالف، ولكن والده مع الحوثيين في صنعاء، ومن باع على صالح هم أقرب الناس له.
وأضاف أنه إذا رجعنا للتاريخ عندما كان الإمام يحكم اليمن، كان يسكن في تعز ولا يسكن في صنعاء، وعندما سألوه لماذا قال: مهما اختلفت مع قبائل صنعاء "الزيود" لن أتعرض لخيانة ولكن الخطر كل الخطر من الشوافع، يقصد السنة في المناطق الوسطى، هؤلاء لديهم عقيدة خاصة.
وأوضح أن علي عبدالله صالح كان يقول لشيخ حاشد أمام الجميع إنه شيخي وأنا رئيسه، ولكن عندما اغرته الأموال وتوقع أنه يستطيع أن يفجر القنبلة ويهرب إلى الخارج ويحصل على أمواله والحماية، خانه تفكيره، ولم يعرف أن من حوله هم زيود وولائهم لبقاء العرق الزيدي في السلطة.
وأردف "العتيقي" أن عبد الله صالح كان ذكيًا عندما تنازل في الحكم لعبدربه منصور وهو يعرف أنه جنوبي شافعي سني لا ولن تقبله القبائل في صنعاء ومحيطها، وكان يريد أم يستخدمه فقط لكي يعود للسلطة.
قال نضال السعيد، الباحث والسياسي اللبناني في شئون الشرق الأوسط، أن تنظيم الحوثيين يشبه كثيرًا فى تركيبته تنظيم حزب الله فى لبنان، وذلك كون الشباب مدربين بشكل جيد وهناك عقيدة يقاتلون من أجلها، ورفعوا شعارات فيها مظلومية، واستفادوا من نمو التيار الإسلامي في المنطقة، لرفع شعارات الموت لإسرائيل والموت لأمريكا.
وأكد السعيد في تصريحات خاصة لـ"المواطن"، أنه وبخلاف كل التوقعات اعتقد البعض أن الحوثيين ظاهرة صوتية ورقية، إلا أن أحداث صنعاء الأخيرة أثبتت أن عبد الملك الحوثي يمتلك مفاتيح صنعاء، وحال التنظيم اليوم مثل كل الحركات التي لم تكن مقبولة في وقت نشأتها، لكن قوة ثباتها جعلت المجتمع الدولي يتعاطى معها، خاصة مع وجود قبيلة حاشد في دعمهم.
وأضاف السعيد أن الدليل هو حديث وزير الخارجية الأمريكي تيلرسون قبل أسبوع أن الحوثي شريك فى الحل ولهم مكان على طاولة المفاوضات، فاليمن مقبلة على حوار برعاية موسكو.
