"النجاح يبدأ من الإرادة"، ربما كانت هذه الكلمات هي ما لخص حياة الدكتور الذى حاضر أمام الآلاف حول العالم عن  قوة الأمل والقدرة على تغيير الواقع البائس، محاولًا هدم جدران الطاقة السلبية التى حبست البعض ووقفت عائقًا أمام تحقيق أحلامهم.

يعتبر الدكتور ابراهيم الفقي واحدًا من أشهر خبراء التنمية البشرية على مستوى الوطن العربي، بل وترجمت كتبه للعديد من لغات العالم، واستطاع بكتاباته وأفكاره أن يغير مجرى حياة الكثيرين.

حلم الطفولة وصعوبة الظروف 

كان "الفقي"، طفلًا حالمًا ليس لديه من الإمكانيات ما يوازي طموحاته، فرغم نشأته في بيئة فقيرة نوعًا ما، رأى منذ سنواته الأولى أنه سيصبح شخصًا غنيًا مشهورًا، ومديرًا لأحد الفنادق الكبيرة، ورغم بساطة حياته، التي لم تكن توحي بأن شيئًا من ذلك ممكنًا، إلا أنه بإصرار الطفل ثابر على حلمه الذي جعله موضع السخرية بين أقرانه، حتى كبر حلمه وأتم دراسته وتزوج، وانتقل للعيش في كندا، برفقة زوجته.

التحدي يقتل الإحباط

بطبيعة الحال ولكل من يقرأ الموقف فإن فرص نجاح "الفقي" كانت تقريبًا معدومة، فهو لا يتقن لغة البلد التي استقر به، ولا يحمل شهادة معترف بها هناك، وقبل أن يقع ضحية احباطه، خرج صوت ذلك الطفل الصغير المصر على حلمه ليساعده في التغلب على الإحباط، وتلقى خلال 48 ساعة عرضي عمل كان أفضلهما في غسيل الأطباق فوافق دون تردد.

وعندما درس الراحل الموقف أدرك  أنه يجب أن يتعلم ليحصل على شهادة معترف بها في كندا، فحصل على شهادة الدبلوم في إدارة الفنادق خلال عمله في غسيل الأطباق، ولكنه فقد عمله عام 1980، وفي تلك الفترة رزقه الله بتوأم، ما أرهقه ماديًا حتى ضاق به الحال، وحصل على مساعدة من الحكومة هناك من أجل إعالة عائلته، ثم حصل على عمل بسيط في أحد المطاعم، إلا أن طموحه لم يتوقف عند هذه المهنة البسيطة، فكان يعمل من التاسعة صباحًا وحتى الثالثة عصرًا، ثم ذهب للدراسة في جامعة كونكورديا، ليعود بعدها مديرًا ليلًا لأحد المطاعم، واستمر على ذلك لمدة عام.

النجاح يبدأ من الإرادة

وظل الدكتور الفقي على مثابرته وسعيه نحو التقدم، ما جعله يتقدم شيئًا فشيئًا حتى وصل إلى إدارة أحد الفنادق في عام 1986، حيث شكل فريق عمل قام بتدريبه ليرتقي بالفندق عدة درجات، وخلال هذه الفترة كان ينتسب إلى الكثير من الدورات الدراسية، لدرجة أنه حصل على جائزة دولية من أمريكا كأفضل طالب منتسب.