المواطن

رئيس مجلسي
الإدارة والتحرير
مسعد شاهين

"نحره كالشاه".. حكاية طفل ذبح ابن عمه لسرقة أمواله وشراء المخدرات

الأحد 18/فبراير/2018 - 04:07 م
أحمد حسن
طباعة
"محمد.ح.ه " 18 عامًا، شاب في مقتبل عمره لكنه بدلا من البحث عن الطريق الصحيح لبناء مستقبل مشرق له ولأبنائه، أدمن المخدرات التي لحست عقله وجعلته عبدًا لها، تتلاعب به كما تفعل الريح بعصفور صغير لم يكتمل نموه بعد.

على الجانب الاخر ابن عمه إسلام صاحب الـ13 عامًا، رغم صغر سنه إلا أنه منذ نعومة أظافره وهو يعرف معنى تحمل المسئولية وتعود على حملها لمشاركة والده في مواجهة ظروف الحياة الصعبة، وعمل كسائق توك توك، ليوفر نهاية كل مساء بضع جنيهات تعتمد عليها أسرته كعامل أساسي في الإنفاق عليهم.

داخل قرية الشوبك الغربي بالصف، دارت أحداث واقعه كان بطلها مدمن وضحيتها طفل، كانت هناك صلة قرابة بين الأثنين فهما في حكم أبناء العم، تلك القرابة جعلت من إسلام يري في الأول إنه حصن أمان له من بلطجة السائقين بالموقف بعد علمهم بقرابتهم بالمتهم، لصداقته لهم، ومعرفتهم عنه سوء سلوكه.

اعتادا الأثنين علي استقلال التوك توك بقيادة الطفل، لقضاء بعض المشاوير الخاصة، ينهي فيها محمد أعماله ويتحصل الطفل على بضع حنيهات، نظير مشواره، ثم يعود لدوره مرة اخرى في موقف القرية في انتظار زبون آخر.

يوم الاربعاء الماضي كانت تشير عقارب الساعة إلي التاسعة مساءًا، يمسح إسلام واجهة التوك توك استعدادًا بالرحيل، بعد يوم طويل من المشقة والتعب، وضع الطفل المفتاح لتدوير التوك توك، لكنه تفاجئ بالمتهم محمد يطلب منه توصيله إلي أحد الأماكن القريبة في القرية، لم يتردد الطفل وحرك يديه علي مقبض البنزين ليتحرك التوك توك في الاتجاه المؤدي إلي المكان الذي وصفه له الأول.

في الكرسي الخلفي كان يجلس المتهم محمد تفوح منه رائحه المخدرات، بعد أن تناول منها كمية كبيرة تركت
أثرًا عليه، كلما مرا علي منطقة خالية من السكان والإضاءة خافتة كان يضطرب قلب الصبي إلا أن الأخير كان يربت علي كتفه لطمأنته.

بينما الأشجار تصدر منها اصوات الصفير بسبب شدة الرياح، تيقن الشاب المخمور أن الفرصة قد حانت لقتل الصبي والاستيلاء علي إيراد يومه والتوك توك الخاص به، " اوقف هنا يا إسلام "، وقف الصبي وهو يلتفت يمينًا ويسارًا فالمكان خالي من حوله، ترجل المتهم من التوك توك وأمسك يد الصبي وأجبره علي النزول من التوك توك، وحمله رغم اصوات البكاء والاستغاثة بتركه، حتى وصل إلي قطعة أرض ووضعه علي الأرض وشل حركته ونحر رقبته كما الشاه، ليفارق إسلام الحياة، ويبدا المتهم، في رحلة الهروب من العقاب.

لم يجد المتهم أمامه حلًا سوى دفن الجثة ورأس الصبي، وبالفعل صنع لهما مقبرة من التراب وذفنهما بجوار بعضهما.

مع انجلاء ظلمة الليل وبداية النهار في الطلوع كان الحاج" رضا.ع " يقف أمام باب منزله يستعد لصلاة الفجر، لكنه فوجئ بسائق التوك توك يتوقف أمامه بعد أن تعطلت مركبته، ليعرض عليه المساعدة، بينما هو يقف بجواره سمع صوت هاتف من داخل التوك توك يرن عدة مرات فاخبر الشاب "ابوك بيرن" لترتسم علي وجهه علامات الخوف، ومع رفضه الاستجابة للرد علي الهاتف أمسك الرجل بالمحمول واجاب على المتصل الذي كان يسجله الضحية " بابا حبيبي"، بصوت مرتجف تظهر فيه علامات الخوف وبنبرة حادة انت فين يا اسلام قلقتنا عليك، ليجيبة الرجل انا مش إسلام، ودار بينهما حديث قصير، علم المتصل فيه ان ابنه سرق منه التوك توك فطلب من الأخير أن يمسك بالمتهم حتى يحضر إليه.

بعد نصف ساعة حضر الأب ليجد المتهم أحد معارفه وتربطه به صلة قرابة "عملت ايه في إسلام وديت ابني فين" مع اول كلمة للمتهم انهار الأب في البكاء، وتماسك نفسه، وقام بإخبار رجال الشرطة الذين حضروا، وأرشد المتهم عن مكان إخفاء الجثة والراس.

في مشهد ماساوي، وبقلب ينفطر حزنًا وقف الأب متحاملًا علي عصا خشبية بعد أن قصم فقدان ابنه ظهره، لم يتوقع ان يذهب ضحية شاب مدمن، وأن تكون نهايته بنحره كالشاه، فقد قتلت البراءة، ليدخل الأب في حالة غيبوبة من هول المنظر الذي وجد عليه نجله.

ووسط حراسة أمنية مشددة تم تمثيل المتهم للجريمة، واقتياده إلي النيابة لتسجيل اعترافاته، وحبسه لحين إحالته إلي النيابة للتحقيق.

أخبار تهمك

هل تتوقع تألق إمام عاشور مع الأهلي هذا الموسم....؟

هل تتوقع تألق إمام عاشور مع الأهلي هذا الموسم....؟
ads
ads
ads
ads
ads