يختلف الأمر في السابق، عن اليوم كثيرًا، فكانت الجامعة حكرًا على الذكور، ولكن سهير القلماوي أول من كسرت القاعدة، وأصبحت أول فتاة مصرية تلتحق بجامعة القاهرة 1929، وكان يطلق عليها جامعة فؤاد الأول.

والتحقت وتحديدًا بكلية الآداب قسم اللغة العربية لتكون البنت الوحيدة بالقسم، بين أربعين رجل تدرس الأدب العربي، وكانت فيما بعد أول إمرأة تحصل على شهادة الماجستير 1937، ليس فقط ولكنها أصبحت أول امرأة تشغل منصب أستاذ الأدب العربي بكلية الآداب، وأول رئيسة إمرأة قسم اللغة العربية بكلية الآداب.
وأثناء وجودها في جامعة القاهرة، تلقت القلماوي الإرشاد من الدكتور طه حسين الذي كان رئيس قسم اللغة العربية ورئيس التحرير بمجلة جامعة القاهرة، وقام طه حسين بجعل القلماوي مساعدة رئيس التحرير في مجلة جامعة القاهرة عام 1932، وهكذا أصبحت القلماوي أول امرأة برخصة الصحافة في مصر، خلال فترة دراستها، أيضًا، كانت مذيعة لخدمة البث الإذاعي المصري، بعدما حصلت على الماجستير في الآداب، تلقت منحة لإجراء البحوث في باريس لشهادة الدكتوراه، وفي عام 1941 بعدما انتهت من رسالة الدكتوراه، أصبحت أول امرأة تحصل على الدكتوراه من جامعة القاهرة.

ولدت سهير القلماوي في 20 يوليو 1911 بالقاهرة، وعاشت هناك طيلة حياتها، نشأت في عائلة تفخر بتعليم إناثها، وخلال طفولتها أثناء ثورة 1919، نشأت وسط تأثير السيدات المصريات خلال الفترة التي كانت بها الناشطة النسوية العظيمة هدى الشعراوي والشخصية القومية البارزة صفية زغلول، حيث ركزت تلك النساء وناشطات نسوية أخريات على نقل المناظرة النسوية للشوارع لإنشاء حركة بعيدة المدى، مما أثر هذا المقصد على بعض مبادئها النسوية.