صور| ''بوابة المواطن'' تكشف أسرار صانعي السفن بدمياط ..عمال عزبة البرج: حب المهنة وراثة واسمنا علامة
الثلاثاء 03/أبريل/2018 - 02:19 م
هيثم عبد الرازق
طباعة
صناعة السفن واحدة من أهم الصناعات التى اعتمدت عليها مدينة عزبة البرج بمحافظة دمياط، هي التي جعلت من المدينة بقعة تمتلك أكثر من ثلثي أسطول العالم فى الصيد، تفاصيل عدة كشفتها رحلتنا بين ورش صناعة السفن بدمياط، وتحديدًا بمدينة عزبة البرج.
حياتهم بسيطة، حال وجودك بالمكان المخصص للعمل تشعر كونك داخل خلية نحل لم يكن هناك فرصة للحديث طويلًا، استقطعنا أحدهم ليخبرنا عن ما تحمله تلك الصناعة من أسرار، توقف عن العمل للحظات قائلًا: "المهنة دى حياتنا ورثي الحقيقى من المرحوم أبويا، كانت تلك العبارة أولى كلمات الحاج سيد أبو المعاطى أحد العاملين بصناعة بناء السفن التى بدأ بها حديثه معنا، ساردا مدى حبه لتلك المهنة، مشيرًا إلى أنه امتهنها إرثًا عن أجداده مفضلًا إياها عن المحاماة التى درسها بجامعة المنصورة.
وأضاف أبو المعاطى قائلًا: "قدرنا من خلال حبنا للصناعة دى أننا نحتل مراكز متقدمة بين الدول"، مؤكدًا بأنه رغم التحديات التى تواجه تلك الصناعة إلا انها مازالت محتفظة برونقها.
استكمل هذا الرجل الأربعيني حديثه ذاكرًا لنا مواقفه مع السفن صناعة يده قائلًا: "(نرفانا) كان أول يخت ليا، وكان تحدى كبير بس الحمد لله ربنا قدرنى وكان هو وش السعد عليا، اليخت كان لرجل اعمال اسبانى ويعد تحفة معمارية فبرغم صناعته الفرنسية إلا ان أبناء دمياط استطاعوا أن يصنعوه مرة أخرى، وبفضل الله طلع احسن وجاب لنا شغل كتير بعده".
استمرت جولتنا بين جنبات ورش صناعة السفن والتى اتخذت من البحر مكانًا لتجتمع به، استقبلنا أحد أصحاب الورش ليكمل ما بدأه زميله قائلًا: "دى صناعة نادرة وقليل اللى بيشتغل فيها، وفاتحة بيوت ناس كتير، لإنها بتضم أكثر من 20 حرفة أخرى مثل عمال الدهانات والحدادة والكهرباء، مضيفا أن العامل الدمياطى تمكن من إثبات نفسه وده اللى حلمنا بيه. واسرد قائلا: الآن بنتعامل مع قبرص واليونان وكافة الدول العربية والثقة دى جاية من جودة شغلنا.
لم يتوقف الحديث عن إنجازات صناع السفن بدمياط، التقينا بأحد الصناع وقد أوشك على وضع اللمسات الأخيرة لإحدى اليخوت "الاتربى" أكثر الكلمات التى لفتت انتباهنا أثناء قيام أحد العاملين برسمها على جنبات اليخت، ليبدأ الحديث عن تلك السفينة، أحمد الاتربى أحد الصناع والذى يفضل ان يكتب أسمه على كل مصنوعاته لتكون علامة تجارية بين دول أوروبا.
بدأ "الاتربى" حديثه قائلًا: ''نقدر نعمل تصميمات احسن من اى مهندس ونحافظ فيها على الاتزان وده مييزنا كتير عن غيرنا، واسمى ده دعاية لكل صناع السفن أنا لما يجيلى شغل وأكون مش فاضى بأطلب من زمايلى ياخدوه إحنا هنا بنشغل بعض والرزق بالله.
صناعة السفن ليست مهنة بل شاركت فى الواجب الوطنى، كانت تلك الجملة التى بدأ بها عم سيد أحد شيوخ المهنة حديثه لـ"بوابة المواطن" قائلًا: إحنا كنا شغالين أيام حرب 56، 63 وكان لينا دور فى المقاومة كنا بنطلع تبع المجهود الحربى وننقل الأخبار والمعدات، أسرد شيخ صناع السفن بدمياط، الزعيم عبد الناصر اتكلم عننا وقال إننا مانقلش أهمية عن الجندى على الجبهة، فخر لينا إننا نشارك فى حاجة زى دى وده من أهم الأسرار اللى مخلينا نرتبط بالمهنة دى.
واستكمل "عم سيد" حديثه قائلًا: رغم كل الغلاء اللى بنشوفه بس ده مش هايلهينا أبدًا عن مهنتنا إحنا مالناش غيرها وهى كمان ماتعرفش غيرنا، افتخر بأنى صياد وهفضل اشتغلها وهعلمها لولادى كمان، ولكن هذا الأمر لن يجمع عليه الكثير من العالمين بمجال الصيد، فالكل دلوقتى بيهرب من المهنة لانها بتواجه مشاكل كتير
وفى هذا الِأن قال حسن أبو على، إحنا بنصبر عشان احنا اتعودنا على كده وكمان احنا لحقنا خير البحر انما الأجيال الجديدة ماشفتش خيره عشان كده مش هايصبروا، وأسرد أنا نفسى أخرج ابنى حاجه تانية غير الصياد ولكن فعلًا المهنة وراثة وبتجرى فى الدم.
