المواطن

رئيس مجلسي
الإدارة والتحرير
مسعد شاهين

أثر الفراشة لا يزول .. وأثر العراب "خالد"

الثلاثاء 03/أبريل/2018 - 03:31 م
لمياء يسري
طباعة
كتب الشاعر الفلسطيني محمود درويش، عن أثر الأحداث التي ربما نظن أنها لن تغير الواقع كثيرًا، قصيدة بعنوان "أثر الفراشة" يقول فيها :

أَثر الفراشة لا يُرَى
أَثر الفراشة لا يزولُ
هو جاذبيّةُ غامضٍ
يستدرج المعنى، ويرحلُ
حين يتَّضحُ السبيلُ
هو خفَّةُ الأبديِّ في اليوميّ
أشواقٌ إلى أَعلى
وإشراقٌ جميلُ
هو شامَةٌ في الضوء تومئ
حين يرشدنا الى الكلماتِ
باطننا الدليلُ
هو مثل أُغنية تحاولُ
أن تقول، وتكتفي
بالاقتباس من الظلالِ
ولا تقولُ...
أَثرُ الفراشة لا يُرَى
أُثرُ الفراشة لا يزولُ!

هذه القصيدة هى أفضل ما يمثل حال تأثير الدكتور أحمد خالد توفيق، فبالرغم من أنه كان لا يرى نفسه بالشخص العبقري، أو المميز، لكن في الحقيقة لا يمكن أن ننكر الأُثر الذي أحدثه العراب، في الشباب من جيلي الثمانينات والتسعينات، لقد شكل أحمد خالد توفيق، طفولتهم ووعيهم الثقافي الأول، وتعلقوا بكتاباته أكثر ما تعلقوا بسلسلة ما وراء الطبيعة، وبطلها العجوز المريض رفعت إسماعيل.

_ دار النشر ترفض كتاباته :

يحكي الدكتور أحمد خالد توفيق عن بدايته في النشر، عندما ذهب إلى المؤسسة العربية للنشر، وهى المؤسسة التي تبنت أعامله، ويقول عنها الدكتور أنها بيته الثاني، قال الدكتور أن اللجنة الأولى التي قرأت عمله الأول من سلسلة ما وراء الطبيعة، أصدرت حكما أن العمل مفكك وضعيف ولا يحتوي على حبكة أدبية، ورفضت اللجنة العمل، لكن صاحب الدار "حمدي مصطفى"، قرر أن يتم تشكيل لجنة ثانية للحكم على العمل المقدم من الكاتب الشاب الجديد، والمفاجأة أن الرأي الآخر جاء على نقيض الرأي الأول، بأن العمل ممتاز والحبكة سليمة، والكاتب يملك موهبة جيدة، وكان صاحب هذا الرأي هو الكاتب الأستاذ نبيل فاروق، ومنذ هذا الحين، أنطلق أحمد خالد توفيق، وفرضت أعماله نفسها على الشباب.

_ ليست قصص رعب وفقط :

قال الدكتور أحمد خالد توفيق، إنه يكتب لفئة الشباب المصريين، وفخور أنه يكتب لهم، ولم تكن كتابته لهذا الجيل، تعد مرحلة انتقالية في حياته، بل هي المرحلة الأساسية والتي لا يريد التخلي عنها، هو يكتب لهم لأنهم هم الذين يستطيعون إحداث التأثير في المجتمع، وليس الشيوخ العواجز، بل الأكثر من ذلك كان دكتور أحمد، يرى أن جيله والجيل الأكبر، كانوا سببًا كبيرًا في ظلم الشباب الحالي كثيرًا، ولو أعطيت لهذا الشباب الفرصة الكافية للنهوض بالوطن، استطاعوا ذلك، فهو يراهن دائما على رغبة التجديد والتغيير الكامنة بداخلهم.

_ البطل العادي غير الوسيم:

عندما كتب الدكتور أحمد خالد توفيق، سلسلة ما وراء الطبيعة، لم يضع لها بطل "بطل"، بل وضع لها شخصية "أنتي هيرو"، أي ضد البطل، فرفعت إسماعيل، قصير غير فارع الطول، نحيل حد الهزلان، كهل في السبعين من عمره، مريض بالعديد من الأمراض كالربو والقلب والبروستات، قوته في عقله ، ويتذكر في السلسلة ما فعله في أيام الشباب ومن خلال وظيفته كطبيب أمراض دم، هكذا رسم الدكتور شخصية رفعت إسماعيل حتى تكن أقرب إلى واقعنا الذي نعيشه يوميا وليست منفصله عنه بصورة تكاد تكون أسطورية في كثير من الأحيان.

_ بين القراءة والسينما:

شكلت القراءة جزء أكبر بكثير من السينما، بوجدان الدكتور وثقافته، كان يرى أن أفضل جملة تعبر عن شعوره تجاه القراءة هي جملة الكاتب الراحل عباس العقاد، "أنا أقرأ لأن حياة واحدة لا تكفيني"، القراءة كانت تفتح له أماكن عديدة حول العالم، ويتعرف على العديد من الشخصيات، أما السينما لم تحقق له نفس القدر من المتعة التي حققها له الكتاب.

_ علاقة مختلفة مع القراء:

يذكر دكتور أحمد خلال أحد لقاءاته التليفزيونية أن أحمد القراء، أخبره أن له صديق أصبح يدخن حبا في شخصية رفعت إسماعيل، فما كان من دكتور أحمد، أن كف عن ذكر عادة البطل في التدخين في الأعداد التي تلت هذا اللقاء، كذلك عندما خاض تجربة جديدة مع رواية السنجة، كان يقول للقراءة الصغار أنها مختلفة تماما عن طبيعة سلاسل الفانتازيا وما وراء الطبيعة، ومن المؤكد أنها لن تناسبهم في عمرهم الحالي، ومن الأفضل تأجيلها إلى حين.

أحمد خالد توفيق، لم يكن مجرد، أشهر كاتب في أدب الرعب في مصر والعالم العربي، هو جزء من وجدان أكثر من جيل من الشباب، هو الأب والمعلم والصديق والكاتب المفضل المتميز، كان يتحدث إليهم كأنهم أبناؤه وليسوا فقط قراء ومتابعين يلقي إليهم كتاباته من فوق برج عاجي، بل كانت أعماله جسر ثقة وتواصل بينه وبينهم.
هل تتوقع تألق إمام عاشور مع الأهلي هذا الموسم....؟

هل تتوقع تألق إمام عاشور مع الأهلي هذا الموسم....؟
ads
ads
ads
ads
ads