المواطن

رئيس مجلسي
الإدارة والتحرير
مسعد شاهين

"الملك فاروق" و الشيخ "مصطفى إسماعيل" تفاصيل وأسرار

الأحد 13/مايو/2018 - 01:37 م
وسيم عفيفي
طباعة
في منتصف السبعينيات، التقى الشيخ عبد الباسط عبد الصمد، والشيخ محمد محمود الطبلاوي، بالملك السعودي الملك خالد بن عبدالعزيز، وقد أُعجب الملك خالد بتلاوة القراء المصريين، إعجابا كبيرا وعبر عن ذلك الإعجاب بجملة قالها لـ"لطبلاوي" حيث قال "إن القرآن نزل هنا ـ السعودية ـ وطُبع في اسطنبول ، وقُرئ في مصر ".

تبين هذه الجملة أهمية مصر في إثراء دولة التلاوة ونظامها على مستوى العالم، وكان أشهر أعمدة تلاوة القرآن في مصر هو الشيخ مصطفى إسماعيل.
الشيخ مصطفى إسماعيل
الشيخ مصطفى إسماعيل
الشيخ مصطفى إسماعيل هو مواليد قرية ميت غزال، مركز السنطة، محافظة الغربية في 17 يونيو 1905 م، حفظ القرآن الكريم في كتاب القرية التحق بالمعهد الأحمدي في طنطا ليتم دراسة القراءات وأحكام التلاوة. 

وأتم الشيخ تلاوة وتجويد القرآن الكريم وراجعه على يد الشيخ إدريس فاخر وعندما بلغ الشيخ 16 عام كان قد أتم تجويد القرآن وتلاواته بالقراءات العشر على يد الشيخ إدريس فاخر استمع إليه الشيح محمد رفعت وتوقع له مستقبلاً باهراً، واستمر مصطفى إسماعيل في تألقه لدرجة أنه صار قارئ القصر الملكي ، كما جعله السادات قريبا منه، وظل الشيخ مصطفى إسماعيل على نسقه حتى توفي عام 1978 م.
صدفة قادت مصطفى إسماعيل إلى قصر عابدين
القارئ مصطفى إسماعيل
القارئ مصطفى إسماعيل
كان الشيخ مصطفى إسماعيل على موعد مع الحظ في منتصف عام 1943، وكان حظه في مسجد الإمام الحسين الشيخ عبد الفتاح الشعشاعي تغيب الشيخ عبد الفتاح الشعشاعي عن إحياء حفل بمسجد سيدنا الإمام الحسين فقرر الشيخ محمد الصيفي بصفته رئيس رابطة القراء بتقديم الشيخ مصطفى إسماعيل وأجلسه على أريكة القراء الشيخ محمد الصيفي رفض مسئولي المسجد كون أن مصطفى إسماعيل ليس مُعتمدا من الإذاعة، فتعهد لهم الشيخ الصيفي بأن الموقف سيمر، وأن هذا الأمر على مسئوليته الخاصة.
رضخ مسئولي المسجد لذلك الطلب، وقرأ الشيخ مصطفى سورة التحريم لمدة نصف ساعة بدأت من الساعة الثامنة حتى الثامنة والنصف وسط تفاعل من الجمهور والذين طلبوا منه بالاستمرار في القراءة فظل يقرأ بعد ذلك حتى انتصف الليل، وكان ذلك بداية تعرف جمهور القاهرة على صوت الشيخ مصطفى إسماعيل.

مع بداية عام 1943 م كان الملك فاروق يستمع للراديو بالصُدفة، واستمع لصوت الشيخ مصطفى إسماعيل في الحفل الذي نقلته الإذاعة من مسجد سيدنا الإمام الحسين فأعجب به وأصدر أمراً ملكياً بتكليفه ليكون قارئاً للقصر الملكي.
كان الأمر مُتعبا بالنسبة لمحمد باشا سالم السكرتير الخاص للملك لأنه سيكون مسئولا عن الإلمام بأي معلومات من شأنها تتيح معرفة الشيخ مصطفى، فتوجه إلى الإذاعة فأخبره بعض القراء بأنه قارئ مجهول لا يعرفون عنه سوى اسمه، وهو عضو في رابطة القراء التي يترأسها الشيخ الصيفي.
توجه سالم إلى الشيخ محمد الصيفي الذي أخبره عن عنوانه وبينما كان الشيخ يجلس بين أهله وأولاده بقرية ميت غزال فوجئ بعمدة القرية ومأمور المركز يقتحمان عليه بيته ويسأله مأمور المركز بأسلوب استفزازي قائلاً: أنت مصطفى إسماعيل؟ فقال: نعم ما الأمر؟ ، فقال:عليك أن تذهب غداً إلى القصر الملكي لمقابلة مراد باشا محسن ناظر الخاصة الملكية بقصر عابدين فسأله الشيخ : ولماذا؟ قال: لا أدري وعليك أن تنفذ الأوامر.
سافر الشيخ مصطفى إسماعيل إلى القاهرة في صبيحة اليوم التالي والتقى بناظر الخاصة الملكية الذي هنأه بتقدير الملك لصوته وموهبته وأخبره بالأمر الملكي بتكليفه قارئاً للقصر لإحياء ليلي رمضان بقصري رأس التين والمنتزه بمدينة الإسكندرية. 
أغرب قرار من الملك فاروق بحق الشيخ مصطفى إسماعيل
الملك فاروق
الملك فاروق
من شدة إعجاب الملك فاروق بصوت الشيخ مصطفى إسماعيل، قرر الملك فاروق أن يكون الشيخ مصطفى إسماعيل هو قارئ سورة الكهف في الجامع الأزهر كل جمعة.
وظل هذا القرار ساريا حتى بعد خلع فاروق عن الحكم بحكم الاعتياد، وواجه الشيخ مصطفى إسماعيل حربا كبيرة من القراء بسبب هذا الوضع كون أنه ليس مقيدا بالإذاعة، فذهب إلى هناك وامتحن ونجح وظل هكذا إلى أن مات.
فندق شبرد والشيخ مصطفى إسماعيل
الشيخ مصطفى إسماعيل
الشيخ مصطفى إسماعيل
حقيقة مسئولية الملك فاروق عن إقامة مصطفى إسماعيل بفندق شبرد أجاب عن هذا الأمر ، ابن الشيخ مصطفى إسماعيل، حيث أنه بعد أن أصبح الشيخ مصطفى قارئا للقصر الملكي أقام بفندق شبرد، ولكنه نفى أن يكون للملك فاروق دخل في ذلك ، موضحا أن الشيخ مصطفى نزيها منذ أن عرف الدنيا وقبل أن ينال شهرته.

كان كلام ابن الشيخ مصطفى إسماعيل صحيحا، فبمجرد أن انتقل الشيخ مصطفى إسماعيل إلى مدينة طنطا وأصبح معه بعض المال ترك المسكن الذي كان يعيش فيه مع بعض زملائه من أهل القرية واستأجر حجرة بمفرده في بنسيون نظيف لأنه يعشق النظافة وبعد أن نال قدرا من الشهرة بمدينة طنطا كان يهب إلى القاهرة ليشتري أرقى الأقمشة ويذهب بها إلى أشهر الخياطين ليكون قارئا نظيفا وجيها لا يهمه فقط جمع المال بل يسعد نفسه بهذا المال .
عندما استقر به المقام في القاهرة عام 1944 م نزل بفندق شبرد وكان الفندق في ذلك الوقت لا يقيم فيه هذه الإقامة شبه الدائمة إلا الأثرياء أو الأجانب ولم يكن الشيخ مصطفى إسماعيل من الأثرياء ولكنه كان يتمتع بماله وكان إيجار الغرفة في الليلة الواحدة أربعة جنيهات في ذلك الوقت وهذا المبلغ يكفي لإعاشة فردا واحدا لمدة شهر كامل ولم يكن للملك فاروق أي علاقة باختياره هذا السكن ولكن استقرار الشيخ في القاهرة والرغبة في أن يحيا حياة رغدة هو الدافع وراء ذلك. 
أين كان الشيخ محمد رفعت وقت أن ظل مصطفى إسماعيل قارئ القصر
الشيخ محمد رفعت
الشيخ محمد رفعت
الشيخ محمد رفعت برغم سعة صيته وعدم استطاعة أحد منافسته في وضعه، إلا أن ظروفه لم تكن تؤهله في فترة بزوغ نجم الشيخ مصطفى إسماعيل كقارئ للقصر الملكي وذلك لسبب بسيط وهو أنه في عام 1943 ، أصيب الشيخ محمد رفعت بمرض سرطان الحنجرة الذي كان معروفاً وقتئذ "بمرض الزغطة" وتوقف عن القراءة، وقد اعتذر عن قبول أي مدد أو عون ألح به عليه ملوك ورؤساء العالم الإسلامي وعلى رأسهم الملك فاروق، وكان تعلل الشيخ محمد رفعت أن قارئ القرآن لا يُهان. 
كيف استمر مصطفى إسماعيل في البلاط الملكي
الملك فاروق - طه
الملك فاروق - طه الفشني - مصطفى إسماعيل
أسباب كثيرة جعلت الشيخ مصطفى إسماعيل يستأسد بمنصب قارئ القصر ويمكن وضع أسباب ذلك في الآتي ـ الطريقة الفنية التي كان يتمتع بها مصطفى إسماعيل في تلاوته مما جعلته واجهة مشرفة لإحياء المناسبات ـ الأذن الموسيقية للملك فاروق والتي استعذبت تلاوة الشيخ مصطفى إسماعيل.

أخبار تهمك

هل تتوقع تألق إمام عاشور مع الأهلي هذا الموسم....؟

هل تتوقع تألق إمام عاشور مع الأهلي هذا الموسم....؟
ads
ads
ads
ads
ads