صور| حكاية "حمام على بك" ومكانته في قلوب نساء الصعيد
الأربعاء 30/مايو/2018 - 01:10 م
أيمن الجرادى
طباعة
يقع حمام على بك في شارع القيسارية بمدينة جرجا جنوب محافظة سوهاج، وقد بناه الأمير ” محمد بن عمر بن عبد العزيز " المعروف باسم " محمد أبو السنون”، وقد شيد في القرن 9 هــ 15 م، وتم تجديده على يد الأمير " علي بك الفقاري " حاكم جرجا، ولذلك نسب على اسمه فيما بعد، وله ثلاث مداخل وبه مسلخ وبيت أول يستخدم للتطهر قبل أن يذهب المستحمإلى بيت الحرارة وبه أيضًا مغطسان ومستوقد.
نموذجا للعمارة المدنية والآثار الإسلامية:
حمام على بك نموذجا فريدا للحمامات بصعيد مصر فهو نموذجا للعمارة المدنية للآثار الإسلامية بجرجا، والحمام الوحيد الباقي من الحمامات التى شيدت بمدينة جرجا، حيث كان بها العديد من الحمامات المتنوعة الأشكال والأحجام، ولكنها اختفت وتدهورت مع عوامل الزمن وتقلباته والاهمال الشديد لتلك الحمامات الأثرية.
مكان للنظافة والتداوي ومناقشة بعض الأمور السياسية
لم يقتصر دور حمام على بك على نظافة الأبدان فقط، بل تعدى ذلك وأصبح برلمان يتناقش فيه الناس أمور الدنيا ومشاكلها وكان أيضًا مكانا للمؤامرات السياسة، بالإضافة إلى أنه كان مكان للعلاج من الأمراض الآتية "الروماتيزم، وآلام المفاصل، والجرب، والهرش، والحمى" وقد كان أيام محددة للنساء وأيام للرجال للنظافة والتداوى.
له مكانة خاصة في قلوب النساء:
احتل حمام على بك مكان هام في قلب النساء، حيث التزيين والتجميل واستعادة الحيوية والرشاقة إضافة لدوره في مجال الخطبة فكانت الخاطبة تحرص على الذهاب الي الحمامات لمشاهدة الفتيات وهن يستحممن لتصف العروسة المرتقبة، كما كان يتم بها أيضا ختان الأطفال وإقامة الحفلات الخاصة بهذه المناسبة الجميلة.
محتويات حمام على بك
تم تشييده على نمط الحمامات المملوكية حيث يفتح مدخله على ممر صغير يؤدي إلى المسلخ ثم إلى ممر آخر يؤدي الي بيت أول يليه بيت الحرارة واشتمل على العناصر والوحدات المعمارية المألوفة في الحمامات.
الوصف المعماري الدقيق للحمام
يؤدي المدخل إلى ممر طويل كست أرضيته ببلاطات من الحجر، ويعلو هذا الممر سقف خشبي مسطح يوجد بصدره نافذة صغيرة مستطيلة، ثم ينكسر الممر في زاوية قائمة وينتهي إلى المسلخ.
المسلخ
المسلخ عبارة عن مساحة مربعة على جوانبه مصاطب مرتفعة ليستريح عليها المستحمين ويلاحظ أن المصطبة التي في الجهة الغربية مخصصة لـ " معلم الحمام" الذي يستقبل المستحمين أما المصاطب الثلاثة في الجوانب الثلاثة الآخرى فعلى كل منها حجاب خشبي ويعلو المصاطب سقف خشبي مسطح.
يوجد وسط المسلخ فسقية مثمنة المسقط ويعلوها سقف خشبي متوسطة " شخشيخة " مثمنة الشكل أيضا وفي نهاية المصطبة التي يجلس عليها " معلم الحمام " سلم يصعد الي سطح الحمام بالقرب منه باب يؤدي إلى دهليز، وكسيت أرضيته بالرخام الملون، ويعلوها قبو تتخلله فتحات صغيرة للتهوية والإضاءة وعلى يمين الداخل في الدهليز فتحة باب تؤدي إلى المرحاض ثم ينتهي الدهليز إلى " بيت أول ".
البيت الأول:
البيت الاول هو عبارة عن إيوان به مقعد مرتفع مربع حوض من الرخام ويعلو قبو به فتحات للتهوية والاضاءة ويوجد بهذه الغرفة باب صغير يؤدى إلى بيت الحرارة.
بيت الحرارة:
بيت الحرارة عبارة عن أربعة أواوين صغيرة تتوسطها فسقية مثمنة من الرخام وتغطيها قبة تتخللها فتحات او ثقوب للإضاءة مغطاة بالزجاج الملون وبصدر كل ايوان مسطبة يتوسطها حوض، ويلاحظ ان الأرضيات مفروشة بالرخام الملون أما الجوانب الأربعة الأخرى المحصورة بين الاواوين فتؤدي الي مغطسين وبعض الخلاوي الجانبية.
المغطس الأول
المغطس الأول تؤدي إليه فتحت الباب محصورة بين الأيوانين الأول والثاني على يمين الداخل إلى بيت الحرارة وترتفع أرضية خلوة المغطس عن مستوي أرضية بيت الحرارة ويصعد إليها بثلاث درجات ويتوسط حوض المغطس أرضية الخلوة وهو ذو مسقط مربع ينخفض إلى مستوى يخفي ثلاثة أرباع جسم الشخص المستحم، ويعلو الخلوة قبو به فتحات صغيرة للإضاءة ويزود المغطس بالماء الساخن عن طريق أنبوب علوي وآخر سفلي لتصريف الماء وارضية المغطس مفروشة بالرخام.
المغطس الثاني
أما المغطس الثاني فيشغل الخلوة المحصورة بين فتحتي الايوانين الثاني والثالث ويصعد إليه أيضا عن طريق درج مكون من ثلاث درجات.
بيت الحرارة
ويضم بيت الحرارة عدة خلاوي حيث يحصر المغطس الأول والايوان الثاني خلوة يكتنف المغطس الثاني خلوتين ويفتح في الضلع المحصور بين الايوان الثالث والرابع بابان يؤدي كل منهما الي خلوة بينهما حوض رخامي صغير معلق وفي الضلع المحصور بين الايوان الرابع والأول بابان يؤدي احداهما الي خلوة والأخرى هي الباب الذي يدخل منه إلى بيت الحرارة.
الأهالي يطالبون بترميمه وجعله مزارا سياحيا
حمام على بك يعانى من الإهمال والتقصير من المسئولين، والذي يُعد مثالًا نادرًا على التطور العمراني في العصرين المملوكي والعثماني، ويندد الكثيرون المسئولين بهيئة الآثار بسوهاج بالاهتمام به واعادة ترميمه وجعله مزارا للسياح بعد أن أصابة الكثير من التشرخات وغيره.
وأكد مدير عام الآثار الإسلامية والقبطية بسوهاج، أنه تم رفع تقارير لهيئة الآثار الإسلامية والقبطية بالقاهرة بمدى احتياج حمام على بك للترميم، والخطورة التي تحدق به في حالة تعرض المحافظة لأمطار شديدة أو سيول لكن دون جدوى.
