المواطن

رئيس مجلسي
الإدارة والتحرير
مسعد شاهين

"امتحانات الثانوية العامة 2018" لماذا يظهر أولياء الأمور دائماً هكذا ؟!

الخميس 07/يونيو/2018 - 01:32 م
كتب: مريم مرتضى - تصوير: سارة سيد
طباعة
انطلاق امتحانات شهادة الثانوية العامة في مصر، يعني حرفيًا بدء الموسم السنوي لمعسكرات المعاناة عند أولياء الأمور، حيث تبدأ البيوت المصرية في تجهيزات تشبه دخول المعارك الحربية، فتتغير الخريطة الاجتماعية والنفسية لتلك الأسرة التي يدرس أحد أبنائها في الثانوية، فتقل الزيارات العائلية ويُغلق التلفاز، ويُكرس مصروف البيت لتغذية الطالب وتقديم العناصر الغذائية التي تساعد على الفهم والتركيز، وكل ذلك في سبيل تهيئة الجو العام من أجل تحصيل الدرجات العالية التي تحدد مصير الطالب في المرحلة الجامعية.
سنوياً فإن أهالي طلبة امتحانات الثانوية العامة يتسولون الفرحة ويتوسلون لله أن تنالهم
افترش الأهالي الطرقات في اليوم الحار وهم ينتظرون خروج أبناءهم
في مشهد غريب للغاية .. كأنهن أمهات معتقلين أو ثكالى ميتين
بداية المعاناة ومعسكر الدروس
الدروس الخصوصية
الدروس الخصوصية
لا أحد ينكر أن طلاب الثانوية العامة يُعانون من ضغط نفسي وعصبي هائل، ولهم كل الحق في ذلك، فمصير حياتهم القادمة كلها يتوقف على نتيجة الامتحانات، وكما يقول المثل يوم الامتحان يُكرم المرء أو يُهان، ولكن للحق فإن أكثر من يتأثر نفسيًا بهذه المرحلة هم الأهالي، الذين يعيشون ضغط عصبي ومادي رهيب، فنجد الأب من قبل بدء السنة الدراسية وهو يسعى لتوفير الفلوس اللازمة للدروس الخصوصية، التي فرضت سيطرتها بشكل كامل على تلك المرحلة الدراسية، وتقوم الأسر المتوسطة الحال بوضع الخطط المادية مبكرًا لهذا البند الضخم الذي يستمر حتى مراجعات ليلة الامتحانات.
حلم القمة
أهالي طلبة الثانوية
أهالي طلبة الثانوية العامة 2018
استمرارًا لمسلسل معاناة الأسر المصرية، وبعد أن حرقتهم نيران الدروس الخصوصية في ظل ارتفاع الأسعار، يبدأ فصل جديد في رحلة المعاناة، وهو حلم البحث عن مقعد في إحدى الكليات، ويحبذا إذا كانت كلية قمة، ومع بداية أول يوم امتحانات يُسدل الستار على فصل المعاناة المادية، ويبدأ فصل المعاناة النفسية والضغط العصبي، فنرى في مشاهد تتكرر سنويًا الأهالي وهم يجلسون على الأرض أمام لجان الامتحانات في انتظار أبنائهم، يرفعون أكفهم إلى الله في تضرع كامل طالبين منه أن يوفق أبنائهم، وييسر لهم الصعب.

وفي دلالة واضحة على تلك المعاناة، بعد أن كانت الثانوية العامة تُسمى قديمًا بالكفاءة والبكالوريا، أخذت حاليًا مُسميات أخرى كالكابوس، والمعركة، وعُنق الزجاجة، أو تسونامي المدارس، واصبح المشهد الرسمي للشوراع وقت الامتحانات إذا ما مررت من أمام بوابة مدرسة، هو تجمعات من أولياء الأمور ينتظرون أبناءهم في شغف ولهفة، وتسود حولهم حالة من الترقب حول طبيعة الأسئلة ومدى فهم أبنائهم واستيعابهم لها.

وبين مشاهد البكاء الجماعي التي تصاحب الطلاب الذين يوقعهم حظهم العثر في امتحانات صعبة، وبين مشاهد أخرى من السعادة والزغاريد المبدئية لفرحة الإجابة الصحيحة لمن حالفهم الحظ، يقضى أولياء الأمور المصريين فصلاً مُنهكًا ومُهلكًا لأموالهم ومشاعرهم وأعصابهم في تاريخهم الأسري.

تطورات الثانوية العامة
أهالي طلبة الثانوية
أهالي طلبة الثانوية العامة 2018
شهدت الثانوية العامة عبر تاريخها الممتد منذ الربع الأول من القرن التاسع عشر، عدة تغيرات في عدة قوانين ومعايير دراسية، وكان أبرزها في عام 2013م، بعد عامين من ثورة 25 يناير، حين أعلنت وزارة التربية والتعليم عن تطبيق نظام جديد للثانوية العامة لتعود مجددًا إلى كونها سنة واحدة بدلا من سنتين تخفيفًا عن الأسر المصرية.

كما تأثرت المناهج التعليمية في مصر بالتطورات السياسية التي تحدث في الوقت الراهن، فقبل ثورة 30 يونيو، في فترة حكم جماعة الإخوان المسلمين، أجرت الجماعة تعديلات في كتب مدرسية، حيث تم حذف صور خاصة بثورة 25 يناير، واستبعدت صورة ناشطة حقوقية بسبب عدم ارتدائها الحجاب، مع استبدال صور المصحف والصليب بصور علم مصر فقط، وذلك في كتابي التربية الوطنية بالصفين الثاني والثالث الثانوي، لكن وزارة التربية والتعليم، قامت مؤخرًا بإجراء مراجعات وتعديلات جديدة على تلك المناهج.
هل تتوقع تألق إمام عاشور مع الأهلي هذا الموسم....؟

هل تتوقع تألق إمام عاشور مع الأهلي هذا الموسم....؟
ads
ads
ads
ads
ads