المواطن

رئيس مجلسي
الإدارة والتحرير
مسعد شاهين

"صفقة القرن" بين الرفض العربي ومساعي قطر من أجل التمرير

الخميس 09/أغسطس/2018 - 04:01 ص
إسلام مصطفى
طباعة
"صفقة القرن" تلك الجملة التي ترددت كثيرًا على مسامع العرب على مدار أكثر من العام ونصف العام، متأرجحة بين الأكاذيب والحقائق، ولكن بعدما رفضت المملكة العربية السعودية مؤخرًا تأييد "صفقة القرن" ببنودها التي هي عليها الآن، تكون السلطات الأمريكية فشلت فشلًا ذريع في كسب تأييد أهم حلفين عربيين بالمنطقة العربية لدعم الصفقة، خصوصًا فيما يتعلق بالاعتراف بمدينة القدس عاصمة للكيان الصهيوني ونقل السفارة الأمريكية إلى هناك، هذا ما أثار الكثير من التساؤلات في أذهان البعض على رأسها ما هو السيناريو المتوقع بعد رفض السعودية ومصر والأردن دعم صفقة القرن؟


الدولة الأمريكية هي صاحبة فكرة "صفقة القرن"، والتي تحاول جاهدةً إقناع الأطراف العربية بأهمية الصفقة لإقناع الجانب الفلسطيني بها، وقد أراد الجانب الأمريكي تحريك الصفقة من الجانب الإنساني للقضية الفلسطينية، وذلك من خلال إقامة مشاريع وبرامج تنموية بقطاع غزة مقابل سيطرة الكيان الصهيوني على أكبر قدر من الأراضي الفلسطينية، ولكن رفضت القيادة الفلسطينية رفضت مقابلة الوفد الذي زار أكثر من عاصمة عربية واعتبرت صفقة القرن ما هي إلا تصفية للقضية الفلسطينية والتفاف على الشرعية الدولية من خلال اختزال الدولة الفلسطينية في قطاع غزة.

والحقيقة أن صفقة القرن تتبلور في حزمة من المشروعات الاقتصادية تُدشَن تحت عنوان السلام الاقتصادي بدولة فلسطين المؤقتة كما تنص بنود "صفقة القرن"، على أن هذه الدولة المؤقتة قائمة في الأساس على مفهوم سياسي، وأبلت الجهود الأمريكية بلاءً حسنًا في هذا المسار خصوصًا عقب نقل السفارة الأمريكية إلى مدينة القدس، ووقف تمويل مؤسسة "الأونروا"، استعدادًا للقضاء على قضية اللاجئين، هذا بناءً على المشروع الأمريكي الذي يتم الاستعداد لتطبيقه في هذا الشأن، فضلًا عن الاعتراف بقومية الدولة الإسرائيلية وفقًا للقرار الصادر عن الكنيست الإسرائيلي.


وتقوم "صفقة القرن" على إقامة دولة فلسطينية في قطاع غزة مع أجزاء من شبه جزيرة سيناء بمصر، هذا ما لم توافق عليه مصر والتي أعربت عن قلقها من التطورات التي يشهدها قطاع غزة، وأعلنت رفضها للمبادرة الأمريكية، حيثُ أعلن المتحدث باسم الرئاسة بسام راضي في 21 يونيو من العام الجاري عقب الاجتماع بين الرئيس السيسي ووزير الخارجية سامح شكري وعباس كامل رئيس جهاز المخابرات، مؤكدًا أن القاهرة تساند المبادرات الهادفة للتوصل لاتفاقية شاملة، بشرط أن تستند على القرارات الدولية التي تنص على إقامة الدولة الفلسطينية على حدود 1967م، وعاصمتها القدس الشرقية.


أما عن الموقف السعودي قبل إعلان الرفض فتمثل في قبول ولي العهد محمد بن سلمان أن تكون "أبو ديس" عاصمة لفلسطين، هذا قبل سحب الملك سلمان الملف من ولي العهد وإعلانه أن الكلمة الأولى والأخيرة له.

وأكدت صحيفة "هآرتس" العبرية من خلال مصدر دبلوماسي، أن تغير الموقف السعودي تجاه "صفقة القرن" جاء عقب اعتراف الرئيس الأمريكي ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأمريكية إلى هناك، مُشيرًا إلى أن الجانب السعودي أبلغ الأمريكي أن ما كان باستطاعة المملكة فعله قبل قرار ترامب بشأن القدس، لن يكون في مقدرتهم القيام به الآن.

ويبدو أن المخطط الأمريكي الموبوء كما وصفه البعض يهوى إلى الفشل، حيث أن الأردن أيضًا أعربت عن قلقها تجاه "صفقة القرن"، خصوصًا فيما يتعلق بالسيطرة الإسرائيلية على وادي الأردن، إلا أن الملك عبد الله لا يعارض قيام خطوات اقتصادية بقطاع غزة، فضلًا عن تأييده للموقف العربي والذي يتمثل في اعتبار قطاع غزة والضفة الغربية هما كيان واحد.

عن السيناريو المتوقع بعد انضمام المملكة العربية السعودية إلى الموقف المصري تجاه صفقة القرن أوضح أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، والباحث في الصراع العربي الإسرائيلي، أيمن الرقب، لـ"بوابة المواطن"، أن هناك إجماع عربي على رفض ما يسمى بـ"صفقة القرن".

وأشار الرقب إلى أن ما تم تسريبه من هذه الصفقة والذي يتمثل في إنهاء ملف القدس واللاجئين في قطاع غزة وإنشاء بعض المشاريع في قطاع غزة وحل القضية الفلسطينية على مراحل، رفضته مصر رفضًا تامًا خصوصًا في ظل التحدث عن مشاريع تمولها قطر في سيناء، وهذا أمر مرفوض تمامًا بالنسبة لمصر. 

وتابع، السعودية أصبح موقفها واضحًا في الفترة الأخيرة متمثلًا في الرفض التام لصفقة القرن، مُضيفًا أن الأردن تواجه مشكلة كبيرة جدًا فيما يتعلق بهذا الشأن خصوصًا وأنها تحتضن أكثر من مليون لاجئ فلسطيني على أراضيها.

وعن السيناريو المحتمل من قبل الإدارة الأمريكية فيما يتعلق بصفقة القرن، قال الرقب: أن أمريكا تبحث عن بدائل عربية لدعم مشروعها، ولم تجد أمامها سوى قطر، وأضاف أنه خلال الأيام الماضية استقبلت قطر شخصية أجنبية صهيونية كبيرة.

ورأى الرقب أنه لم ينجح سعي الإدارة الأمريكية في السيناريو المحتمل، خصوصًا وأن مصر والأردن هما الدولتين الملاصقتين لفلسطين، مُضيفًا أنه لا يستطيع أحد أن يملأ مكان الدولتين بشكل مطلق في موضوع الملف الفلسطيني، وأكد أن كل تلك المحاولات ستبوء بالفشل.

وقال الرقب لبوابة "الموطن" أن صفقة القرن ستنفذ بهدوء، مثلما مرر موضوع القدس بهدوء، حتى أننا لم نسمع سوى استنكارًا من الجانب الفلسطيني لم تصل لدرجة صدع العلاقة بإسرائيل، ولفت الرقب إلى أن المرحلة الثانية لصفقة القرن تنفذ بهدوء من خلال خطوات لتقليص عدد اللاجئين الفلسطينيين، ومنع منظمة الأونروا من تنفيذ مهامها في المرحلة القادمة التي تستهدف تقديم الدعم لمليون و300 ألف في قطاع غزة، و250 ألف في سوريا و270 في لبنان.

وتابع إلى الآن لم نجد بديلًا سواءً عربيًا أو أوروبيًا لتوفير الدعم الذي أوقفته الولايات المتحدة الأمريكية، حيث أن ملبغ 240 مليون دولار ليس مبلغًا ضخمًا على دولًا لديها فائض سنوي يصل إلى 250 مليار دولار، ولذلك الأمر لا يتعدى سوى تضييق على الفلسطينيين، لافتًا إلى أن المرحلة الثالثة من صفقة القرن تتبلور في تسمين قطاع غزة، وهو ما يتم الآن تحت إشراف الأمين العام للأمم المتحدة، وفي المرحلة الثالثة يتم تقليص الرواتب وما إلى ذلك حتى يرى الجميع أن الحل الأمثل هو الحل الإنساني، وأنا لا أحمل نتيجة تلك التغيرات أبدًا للسلطة الفلسطينية سواء كان رئيس السلطة الفلسطينية أو حماس، لأن الغرض من المرحلة الثالثة الوصول إلى انقسام فلسطيني بغيض لا يستطيع أن يضمم جراحه، وبالتالي يترك الباب مفتوحًا للاحتلال الصهيوني ليفعل ما يشاء.

وعن ردود فعل الشعب الفلسطيني تجاه ما يحدث قال: الشعب الفلسطيني يعيش في حالة تيه خاصة في ظل الانقسام، مًضيفًا أن قطاع غزة يعيش وضعًا إنسانيًا سيئًا نتيجة تقليص الرواتب وازدياد حالة الفقر والعوز وبالتالي يكفي قطاع غزة الحل الإنساني، وعلى صعيد الضفة الغربية هناك حالة استيطان لم تمر بالتاريخ، وتهود الضفة الغربية، وبحسب قانون القومية اليهودية الصادر منذ أيام فالاحتلال يسمي الضفة الغربية يهودا والسامرة؛ أي أنها أراضي يهودية، وأن القدس عاصمة موحدة لإسرائيل، مُشيرًا إلى أنه رغم ذلك لم نسمع حراك لا رسمي ولا شعبي في الضفة الغربية، فهناك قيادة سياسية غابت عن الوعي.

أخبار تهمك

هل تتوقع تألق إمام عاشور مع الأهلي هذا الموسم....؟

هل تتوقع تألق إمام عاشور مع الأهلي هذا الموسم....؟
ads
ads
ads
ads
ads