المواطن

رئيس مجلسي
الإدارة والتحرير
مسعد شاهين

بين طقوس عيد الأضحى 2018 والالتزام بالسلام المجتمعي.. ثغرات تشعل نار الفتن

الخميس 16/أغسطس/2018 - 05:01 م
عواطف الوصيف
طباعة
أيام قليلة ويهل على المسلمين عيد الأضحى المبارك، أيام قليلة ونسمع تكبيرات العيد تدوي في كل مكان حولنا، وها نحن نعيش أيام اللهفة والاشتياق للطواف حول الكعبة وإيتاء مناسك فريضة الحج أحد أهم أركان وركائز الشريعة الإسلامية.

عادات ثابتة
يعد الذبح والأضحية، هو عادة ثابتة عند كل مسلم على مستوى العالم الإسلامي، تلك العادة التي تعد تقديرا لما مر به كل من سيدنا إبراهيم وسيدنا إسماعيل عليهما السلام، حيث المحنة التي كانت بمثابة إختبار لكليهما ليكونا قدوة لكل مسلم ويعي ضرورة الإمتثال لأمر الله.

الأضحى عند مسلمي الهند
أهتمت " بوابة المواطن " في الحلقة الأولى من قضية عيد الأضحى في الهند، والتي كانت بعنوان: " البقرة سر تقييد حرية ممارسة الطقوس الدينية .. وخطر يهدد بسقوط إمبراطورية الهند"، بالإلتفات إلى ما يمكن أن يكون المسلمون يعانونه من خنق في حرية ممارسة العقيدة حتى في مناسبة دينية لها قدسية مثل عيد الأضحى، وأشارت إلى السبب في ذلك يكمن في الهندوس.

مسلمي الهند
مسلمي الهند
البقرة عند المسلمون
تعد البقرة عند المسلمون، حيوان ربما يستلزم أن نحنو عليها ونراعيها، نوفر لها سبل الراحة وما يضمن لها استمرار حياتها من طعام وشراب ، ومأوى دون إلحاق أي ضرر بها خوفا من الله أولا ورأفة بحيوان أبكم ضعيف من مخلوقات الله، لكنها في النهاية حيوان حللت الشريعة الإسلمية ذبحه واكل لحمه في أي وقت، فما بال في عيد الأضحى، لكن الأمر عند الهندوس له معنى أخر ومختلف.

البقرة عند الهندوس
تختلف البقرة عند الهندوس تماما، فهي بالنسبة لهم ليست مجرد حيوان يتحرك ويعى هنا وهناك، فهي بالنسبة لهم إله تتم عبادته ووجب تقديسه، ومجرد التفكير في المساس به سيعرض صاحب الفكرة إلى إهدار دمه، وحينها يعتبر الهندوس أنفسهم بمثابة الأبطال الذين دافعوا عن إلهاهم حتى وإن كان الثمن حياة أخ ومواطن يعيش معهم في نفس البلد.
قدسية البقرة عند
قدسية البقرة عند الهندوس
سر التمسك بالحرمان
قدسية البقرة عند الهندوس تعد هي السر وراء إلتزام مسلمي الهند بعدم ذبحها أو المساس بها، تعد هي سر تمسكهم بأكل نوع محدد من اللحوم لا غيره بأي حال من الأحوال، وهو ما يعد تمسكا منهم بالحرمان من حق التمتع في التنوع في تناول اللحوم، علاوة على أنه حرمان من ممارسة حرية طقوسهم الإسلامية في عيد الأضحى، والسر في ذلك حرصهم على استمرار السلام المجتمعي في الهند، فببساطة المساس بالبقرة سيكون شرارة الفتنة الطائفية، لكن اليس من الممكن أن تكون قدسية البقرة لدى الهندوس وحرص المسلمين على السلام المجتمعي في الهند، هما الثغرة التي من الممكن أن تستغل بصورة سيئة، تؤدي إلى الدمار والحروب.

سياسة الفكر الصهيوأمريكي
يعتمد الفكر الصهيوأمريكي على سياسة هدم أي إمبراطورية، أو قوى لها ثقل على المستوى الدولي، فليس بالضرورة أن يكون لواشنطن أو إسرائيل عداوة من بلد ما لتجد نفسها حجة لهدمها وتدميرها، فكلاهما لا يريدان أن يكون هناك أي بلد تتمتع بالقوة والقدرات المختلفة حتى وإن لم تكن على عداوة معها، لأن كلاهما وببساطة يريدان أن يكونا هما أسياد الموقف، على مستوى المنطقة ككل، وكان من هنا نشأة الجماعات المتطرفة.
الرئيس الأمريكي ترامب
الرئيس الأمريكي ترامب ونتنياهو
سر نشأة الجماعات المتطرفة
من الصعب على واشنطن أو إسرائيل أن يكشفا أوراقهما للمنطقة العربية، وأن يوضحا أن هدفهما هو إسقاط الأمة، لذلك عملا على تشكيل الجماعات الإرهابية التي يتمحور دورها بشكل اساسي في هدم المنطقة بتدميرها، علاوة على نشر معتقدات وأفكار خاطئة الهدف منها هو الإساءة للإسلام بشكل مباشر، تل القوة الخفية والأولى التي يخشاها ممثلي المذهب الصهيوأمريكي والمعروفة بـ " الإسلامفوبيا "، لكن ترى ما سر علاقة عيد الأضحى والمجتمع الهندي، بين الهندوس والمسلمين، وقدسية البقرة، بهذه النقطة.

مسلحي تنظيم داعش
مسلحي تنظيم داعش
تراكمات من الماضي
تعرضت الهند خلال الأونة الأخيرة لسلسلة من الأزمات، التي كان من الممكن أن تؤدي إلى دمار المجتمع الهندي، والتي تملت في عملية إغتصاب جماعي من مجموعة من الهندوس لفتاة مسلمة، علاوة على هجوم هندوسي مسلح، ضد مجموعة من المسلمين داخل أحد المساجد ومنع إيتاء صلاتهم، أو رفع أذان الله فيه تلك التصرفات التي أشعلت شرارة الغضب لدى كل مسلم على مستوى العالم عند معرفتها.

استغلال أحداث الماضي
لا شك أن ل التصرفات السابق ذكرها، تم ملاحقاتها وتداركها من قبل ممثلي السلطة في الهند مما ساعد على إعادة التوازن، لكن وعلى الرغم من أن ما سبق ذكره بات من الماضي، إلا أن الخوف هو استغلال الجماعات المسلحة، بتذكير المسلمين، واللعب على وتر ضرورة استرداد الحق والأخذ بالثأر، وأن يكون ذلك بذبح البقرة، مع التركيز، على أن للمسلمين حق ممارسة طقوسهم الدينية كيفما يشاءون، وأن ذبح البقرة لا يأتي شيئا بجانب المساس بعرض المسلمات من الهندوس، أو المساس بالدين ومنع ذكر أسم الله وإيتاء فروضه.
إعتداء الهخندوس على
إعتداء الهخندوس على المسلمين
ليس تقليل شأن
بالتأكيد المساس بشرف فتاة مسلمة، أو منع المسلمين من إيتاء فروضهم أمر صعب ولاب من الوقوف له، لكن التركيز هنا لابد وأن يكون عن الوسيلة، فلن يكون الحل رد العنف بالعنف أو القتل، وإنما بمعاقبة المذنب، مع التأكيد على ضرورة التعاون من أجل سلامة الوطن، وعدم تركه فريسة لمن يريدون هدم أي قوة أو إمبراطورية لا تنتمي للفكر الأمريكي، أو بالأحرى للصهيوأمريكي.

الرئيس الأمريكى ترامب
الرئيس الأمريكى ترامب ونتنياهو
قضية محض إهتمام
سيأتي عيد الأضحى ويمر كغيره من المناسبات الدينية المقدسة، لكن لابد من الانتباه لما يمكن أن يحدث أو يستغل من قبل أطراف خارجية لا يريدون شيئا سوى فرض سيطرتهم من خلال هدم أبسط المباديء التي تبنى عليها الشريعة، فهناك من الأمور ما يعد بسيطا ظاهريا، لكنه في الحقيقة من الممكن أن يكون ثغرة لشرارة يندلع منها مسلسل من الدمار.

أخبار تهمك

هل تتوقع تألق إمام عاشور مع الأهلي هذا الموسم....؟

هل تتوقع تألق إمام عاشور مع الأهلي هذا الموسم....؟
ads
ads
ads
ads
ads