المواطن

رئيس مجلسي
الإدارة والتحرير
مسعد شاهين

"توسعة الساحة المُختلطة بالأقصى" فصل جديد من الاعتداءات

الثلاثاء 28/أغسطس/2018 - 10:00 ص
إسلام مصطفى
طباعة
المسجد الأقصى هو أحد المُقدسات الدينية عند المُسلمين في كل بقاع الأرض، لاسيما وأن مكانته التاريخية تعود إلى مئات السنين، حيثُ أن قبة الصخرة تُعتبر أقدم أثر معماري إسلامي، كما شهد رحلة إسراء الرسول صلى الله عليه وسلم إلى السماء، إلا أن الكيان الصهيوني المُعتدي لم يأبه بكل ذلك، وأقدم على احتلا الأقصى إثر احتلاله الجانب الشرقي من مدينة القُدس عقب 1967؛ ليُصبح الغُصة التي تؤرق على المُسلمين حيواتهم، خصوصًا مع الاعتداءات المُستمرة من قِبل الاحتلال الغاشم على ذلك المكان المُقدس.

توسعة "الساحة المختلطة" اعتداء جديد
تواصل قوات الاحتلال الصهيوني، الاعتداءات على المسجد الأقصى، حيث أقرت بلدية الاحتلال بالقُدس، مُنذ ساعات قليلة، خطة توسعة لـ"الساحة المُختلطة" المجاورة للجانب المُحتل من حائط البُراق، وذلك في ظل ضغوطًا من قِبل رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، وذلك بحسب ما ذكرته صحيفة "هآرتس"، وتشمل التوسعة الساحة المُختلطة، فضلًا عن الطريق المؤدي إليها، وتركيب لوازم لتسهيل عبور ذوي الاحتياجات الخاصة.

وبحسب الصحيفة فإن المُستشار القضائي لبلدية القُدس رفض التوسعة في بداية الأمر، إلا أنه عاد وتراجع عن رفضه، إثر ضغوطات مكتب رئس الحكومة الإسرائيلية، بدعوى أن السُلطات من حقها توسيع مبانٍ حتى تُناسب ذوي الاحتياجات الخاصة، دون الحصول على موافقات بناء، وذلك بحسب بند قانوني.

وفي السياق نفسه تقدم علماء آثار للمحكمة الإسرائيلية العليا بالتماس ذكرت فيه أن أعمال الرميم غير قانونية، وأن نتنياهو يسعى إلى التوسعة خوفًا من إقرار المحكمة العُليا إقامة صلاة مُختلطة بالساحة الكُبرى لحائط البُراق، في حالة عدم إجراء التوسعة، الأمر الذي من شأنه أن يتسبب في أزمة شديدة مع الأحزاب الحريدية.

بداية الاعتداءات بـ55 قنبلة
يستحضر ذلك الاعتداء الجديد على مسجد الأقصى إلى أذهاننا تاريخ اعتداءات الكيان الصهيوني على المسجد الأقصى، ومحاولاته مُنذ احتلال فلسطين، إلى تدمير المسجد الأقصى وسلبه المكانة الدينية التي يُمثلها بالنسبة للمُسلمين، بدأت اعتداءات الكيان الصهيوني مُنذ عام 1948 بقصف المسجد الأقصى وساحاته بـ55 قُنبلة.

والمرة الثانية كانت أكثر وحشية حيثُ جاءت عقب اندلاع حرب 1967 بثلاثة أيام، وهذه المرة التي اقتحم فيها الجنرال "موردخاي غور" وجنوده المسجد الأقصى، وحرقوا المصاحف ومنعوا المُصلين من أداء الصلاة بالمسجد، ورفعوا علم إسرائيل على قبة الصخرة، وصادروا مفاتيح أبوابه.

ثلاث أعوام فقط مروا على الاعتداء الهمجي الثاني من قبل الجماعات الصهيونية على الأقصى، لتجدهم يجددون الاعتداء ولكن بطريقة أكثر همجية، تلك المرة التي صرحت إثرها "جولدا مائير" رئيسة الوزراء الإسرائيلية، آنذاك، قائلة: " لم أنم ليلتها وأنا أتخيل كيف أن العرب سيدخلون إسرائيل أفواجًا أفواجًا من كل حدب وصوب، لكني عندما طلع الصباح ولم يحدث شيء أدركت أن بمقدورنا أن نفعل ما نشاء فهذة أمة نائمة"، وذلك لأن الكيان الصهيوني قام خلال ذلك الاعتداء، بالتحديد عام 1969م، بحرق المسجد واعتقال سائح اُسترالي من أعضاء "كنيسة الله" بتهمة تدبير حرق المسجد الأقصى، كما اقتحم نائب رئيس الحكومة الإسرائيلي "إيفان ألون"، ومُساعده على المسجد.


وفي عام 1976، بدأت الاعتداءات تتخذ شكلًا إجرائي، حيثُ قررت المحكمة المركزية الإسرائيلية أن لليهود الحق في الصلاة داخل المسجد الأقصى، وذلك إثر مرور 6 سنوات على قرار المحكمة الإسرائيلية العليا بأنه لا سُلطة قضائية لها في الأمور التي تتشارك فيها أكثر من جماعة دينية مُختلفة.

وعادت الاعتداءات الهمجية مرة أخرى على أيدي حركة "أمناء جبل الهيكل" عام 1981، بمُساعدة جماعات صهيونية أُخرى، واقتحم الجميع المسجد ورفعوا العلم الإسرائيلي مع التوراة، وخلال هذا الاعتداء تم اكتشاف نفق مُمتد أسفل الحرم القُدسي مع بداية حائط البراق، مما دفع إلى خروج مجموعة تقارير مُحذرة من استمرار الحفر تحت المسجد، لاسيما عقب تصدع الأبنية الإسلامية المجاورة للسور الغربي للمسجد الأقصى.

عام واحد فقط مر، ليُفاجأ الفلسطينيين باعتداء آخر عام 1982، وفيه اقتحم، "غوشون سلمون" رئيس حركة "أمناء جبل الهيكل"، ساحة المسجد الأقصى، فيما أطلق جُندي إسرائيلي النار على المُصلين عشوائيًا، وكان ذلك الاعتداء سببًا في اندلاع احتجاجات غاضبة بالضفة الغربية وغزة، فضلًا عن تحركات دولية ضد إسرائيل.


وفي عام 1984، تم اكتشاف فتحة بعُمق 10 أمتار، تؤدي إلى نفق طويل حفرته دائرة الآثار الإسرائيلية بالتوازي مع السور الغربي الخارجي للمسجد الأقصى، وذلك عقب انهيارالسُلّم المؤدي لمدخل المجلس الإسلامي الأعلى.

السماح لليهود بالصلاة بالحرم
كان عام 1989 هو العام الأبشع، بالرغم من أن الاعتداء لم يشمل لا قتل ولا حرق، إلا أنه جاء في قرار الشرطة الصهيونية بإتاحة الصلاة للمُتدينين اليهود على أبواب الحرم القدسي.

ومازالت اعتداءات الكيان الصهيوني مُستمرة، ما بين التعدي على المُعلن والحفريات الغير المُعلن عنها، حيث قام الكيان الصهيوني بحفريات أثرت على الحائط الجنوبي الغربي للمسجد، وذلك عام 1996، عام واحد مر ليُعلن القضائي للحكومة الاحتلال بالتنسيق مع الشرطة الإسرائيلية، بإتاحة الصلاة لليهود في داخل المسجد الأقصى.

وفي عام 2000 اقتحم رئيس الوزراء الإسرائيلي "أرئيل شارون" ساحات المسجد الأقصى، إلا أن الشعب الفلسطيني تصدى له، وهو ما اعتبره شارون بداية اندلاع "انتفاضة الأقصى"، أعقبتها مجموعة من اقتحامات الكيان الصهيوني للمسجد، وارتكاب جرائم بشعة في حق المُصلين، وأقدم القائمون على المسجد الأقصى على ترميمه، في عام 2001 إلا أن حركة "أمناء جبل الهيكل" على تقديم التماسات لوقف الترميم، واستجابت سلطات الكيان الصهيوني ومنعوا دخول مواد البناء.
ومع مطلع 2006 بدأ الكيان الصهيوني من ترسيخ فكرة محمو المسجد الأقصى كمُقدس إسلامي، وأدرك أن النشء هم من يُمكن التأثير بهم لترسيخ الفكرة، فقامت وزارة التربية والتعليم الإسرائيلية بتوزيع نسخ لخرائط البلدة القديمة بالقدس، واستبدلت قبة الصخرة بالهيكل المزعوم.

وبخطوات راسخة نحو هدفه تجد الكيان الصهيوني يتحرك، ففي عام 2008 أقام كنيس أو معبد يهودي على بُعد 50 من المسجد الأقصى، في خطوة للاقتراب من السيطرة على المسجد الأقصى، وقد كان حيث افتتح الكيان الصهيوني كنيس أُطلق عليه كنيس الخراب، عام 2010 بجوار المسجد الأقصى، وتم الإعلان عن مُخطط لبناء آخر تحت اسم "فخر إسرائيل"، يبعد 200 متر فقط عن المسجد الأقصى.
ومن المنطقي أن تُسفر كل هذه الاعتداءات السابقة، عن تجرأ المستوطنين بقيادة عضو الكنيست الإسرائيلي، ميخائيل بن آري على اقتحام المسجد الأقصى عام 2011، وفي قرار جاء بتاريخ 2012 من قِبل الكيان الصهيوني أقل ما يوصف به أنه بأنها سرقات فجة لتاريخ أمة، حيثُ اعتبرت بلدية الاحتلال بالقدس، ساحات المسجد الأقصى حدائق عامة مسموح للجميع سواء يهود أو فلسطينيين بدخولها، مع إلغاء تبعيتها إلى المسجد الأقصى، وضمها إلى البلدية.

ومع دخول عام 2013 استمر الاحتلال الإسرائيلي بحفرياته تحت المسجد الأقصى، لنجد الكنيست الإسرائيلي يطل علينا عام 2014 بمناقشة مُقترح من شأنه أن يؤدي لسحب السيادة الأردنية على المسجد الأقصى، بالإضافة إلى اقتحام القوات الخاصة الإسرائيلية للمسجد الأقصى ومحاصرة المُصلين وإطلاق الأعيرة المطاطية والقنابل الصوتية عليهم، وأسفر ذلك الاقتحام حينها عن إصابة 25 مُصلي.

وفي خطوة أكثر جرأة جاءت عام 2015، حيثُ جاء فيه قرار محكمة الكيان الصهيوني بالسماح للحاخام المُتطرف "يهودا غليك" باقتحام المسجد الأقصى من جديد، هذا إثر بإعلان مُنظمة إسرائيلية تُسمى "الحفاظ على تراث حائط المبكى"، مُناقصة لتنفيذ حفريات جديدة أسفل الحائط الغربي للأقصى، وتوالت الاقتحامات من قبل المُستوطنين هذا العام، بمُساندة شرطة الاحتلال.
وأخيرًا وبالطبع ليس آخرًا، أغلق الكيان الصهيوني أبواب المسجد الأقصى كُليًا، العام الماضي، وهذه المرة التي يغلق فيها الأبواب كاملة، مُنذ عام 1969.

أخبار تهمك

هل تتوقع تألق إمام عاشور مع الأهلي هذا الموسم....؟

هل تتوقع تألق إمام عاشور مع الأهلي هذا الموسم....؟
ads
ads
ads
ads
ads