صور .. بلد مريم فخر الدين خارج الفن .. الفيوم بلا سينمات
الثلاثاء 28/أغسطس/2018 - 10:30 ص
محمود المنشاوي
طباعة
إن الثقافة والفن لهما أهمية كبيرة في بناء العقول الإنسانية، ورقي الفكر لدى الإنسان، ومحافظة الفيوم فقدت إحدى أهم وسائل التنمية الفكرية، التي تعتبر في حاجة ماسة لها، بعد خلوها من أي دور عرض سينمائي.
كان في الفيوم أربعة دور عرض سينمائية، واختفت تدريجيًا إلى أن أصبح بها جمهورًا بلا سينمات، وحُرم أهلها من هذا الفن الراقي بعد غلق السينمات جميعها على مستوى المحافظة.
"بوابة المواطن"الإخبارية، ترصد أسباب غياب دور العرض السينمائي عن الفيوم، وتعليق مثقفين في التحقيق التالي:
-غضب أهالي الفيوم لغياب دور العرض السينمائي.
يرى أحمد صالح، خريج جامعة، أحد أهالي الفيوم، إن محافظتنا فقيرة في كل شىء، وعدم وجود سينما دليل كافي لأننا بعيد عن أعين المسؤولين والمثقفين ومنصات الإعلام، متساءلًا من المسؤول عن ذلك؟.
ويضيف أنه يريد أن يدخل سينما ويشاهد الأفلام فور عرضها، هل يذهب إلى القاهرة أم إلى أين يذهب؟ هل ليس من حقه المشاهدة كباقي المواطنين في مختلف محافظات الدولة؟.
ويقول محمد محمود، موظف، كنا منذ سنوات قريبة نذهب إلى سينما عبد الحميد لمشاهدة الأفلام السينمائية، وكانت سينما متواضعة لكن كانت تمتلأ بالمشاهدين لأنه لم يكن سواها في المحافظة ولكن فجأة تم إغلاقها وتحولت إلى مول تجاري لبيع الملابس، مما أحزننا وجعلنا نشعر بالخزي".
-السينما تحولت لمول تجاري.
ويقول أحمد حلمي، مدير قصر ثقافة الفيوم، إن محافظة الفيوم كان بها أكثر من سينما، لكن تحولت جميعها منشآت بعيدة عن الثقافة والفن، فتحولت “سينما الفيوم” إلى أرض فضاء، والأخرى إلى ممر تجاري ومعرض للسلع والملابس، وهي سينما “عبد الحميد” بشارع أحمد شوقي، والثالثة سينما “كليوباترا”، تحولت إلى مخزن لنادي الشرطة.
ويشير إلى أنه على رجال الأعمال بالمحافظة ضرورة المساندة والمساهمة من أجل إنشاء دور للعرض السينمائي، وأن يكون لهم دور إيجابي في إسعاد هذا الشعب العريض من أبناء الفيوم.
ويضيف حلمي، أن عدم وجود سينما في الفيوم أمر غريب، فمحافظة الفيوم بها ذواقين للفن وفنانين وموهوبين، ولابد من تواجد منصة لمشاهدة الأعمال الفنية، خاصة وأننا أصبحنا في وقت مستنير.
- خلو الفيوم من سينما أمر مؤسف.
من جانبه، يقول عيد كامل، رئيس نادي الأدب ببيت ثقافة إطسا بالفيوم، إن خلّو الفيوم من دور العرض السينمائي هو تسلسل لغياب جميع الأشياء والمنشآت الهامة لأبناء المحافظة، فالمحافظة ينقصها الكثير والكثير، وكأن شعبها ومواطنيها لا يستحقون العيش كباقي المحافظات.
ويضيف كامل، أن محافظة الفيوم كان بها سينما لكن أغلقت أمام جميع المثقفين والأدباء دون مساندة من أحد لهذا الشعب، وأصبحنا الآن نبحث عن دور واحد للعرض بعدما كان هناك 3 أدوار للسينما في المحافظة، فكان هنا سينما عبد الحميد، وسينما كليوباتر، وسينما أبشواي، وسينما الفيوم.
- الأهالي يدفعون الثمن.
ويقول محمد الشرقاوي، مخرج سينمائي، " إنني ذكرت سابقًا، وأكرر أن محافظة الفيوم مظلومة، وأهلها مظلومين، بسبب عدم وجود دور عرض سينمائي لهم بالمحافظة، وإن هذا أمرًا عجيبًا، خاصة في محافظة بحجم واسم محافظة الفيوم، ولابد من المساهمة لإنشاء دور عرض سينمائي، خاصة وأنني رأيت هذا الشعب الفيومي وعلمت منه ذوقه وحبه للفن، فلا يجب أن يحرم من هذا الحق".
ويؤكد المخرج السينمائي، أن العروض السينمائية تتناول أفكار بناء وسلام وتحارب أفكار الهدم والتطرف والعنف، ووجود منصة لها في كل محافظة هو علامة لتطور أبناء المحافظة، ومساعدتهم في فهم الأفكار السليمة، والبعد عن التطرف والأفكار الإرهابية، ولابد لأبناء الفيوم المساهمة في ذلك، والذين يملكون القدرة ويستطيعون أن يساندوا في إنشاء مثل هذا الصرح.
