المواطن

عاجل
داليا الحزاوي توضح أولادنا علي الإنترنت بشكل يومي أصبح واقع الترشيح للانتخابات الجمعية العمومية لمؤسسة اخبار اليوم: تحلم بالتغيير، تنطلق بالإنجازات" حملات مكثفة لتمهيد الطرق والنظافة وصيانة كشافات الكهرباء بمركز صدفا بأسيوط داليا الحزاوي تجيب..قبل انتهاء العام الدراسي ايه أهم السلبيات اللي تتمنوا يتم تداركها العام الدراسي القادم وكيل " الصحة " بالشرقية يشهد انتخابات نقابة أطباء الأسنان بالشرقية وزير التنمية المحليه يوجه المحافظات بتطبيق المواعيد الصيفية لفتح وغلق المحال العامة بكل قوة وحزم وتكثيف الحملات الرقابية المفاجئة على هامش مشاركتها في الدورة ال١٥ لحوار بتسبيرج للمناخ بالمانيا وزيرة البيئة تعقد لقاءا ثنائيا مع وزيرة الدولة الألمانية للمناخ احتفلت منظمة التعاون الدولي الكورية (كويكا) الحبيب النوبي يهنئ فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية بمناسبة الذكري 42 لعيد تحرير سيناء محافظ أسيوط يصدرقرارًا بندب المهندس أحمد فخرى للعمل مديرًا لمديرية الطرق والكبارى
رئيس مجلسي
الإدارة والتحرير
مسعد شاهين

"العالم الروحي لـ الصوفية" وصلوا إلى العشق الإلهي بـ الذكر .. فما سر الأوراد ؟

الثلاثاء 04/سبتمبر/2018 - 05:00 ص
إسلام مصطفى
طباعة
"قوم صفت قلوبهم من كدورات البشرية وآفات النفس، وتحرروا من شهواتهم حتى صاروا في الصف الأول والدرجة العُليا مع الحق، فلما تركوا كل ما سوى الله صاروا مالكين لا مملوكين"، كلمات وصف بها الإمام أبو الحسين النووي الصوفية وأهلها، الصوفية التي لا يفهمها أي بشري عادي، فأنت يجب أن تنفض عنك غبار الشهوات، وفقط تزرع العشق في فلبك وترويه بالمحبة ونكران الذات، وحينها لا يُكدرك شيء، وسيصفو بك كل شيء، هذه هي الصوفية، التي تشعبت إلى طرق عديدة، وظلت غايتها واحدة فالله وحبه ووصله هو الغاية.

الطرق الصوفية
أورد عبد الوهاب الشعراني، المُلقب بـ"القطب الرباني" عند الصوفية، في كتابه "الأنوار القدسية في معرفة قواعد الصوفية"، الطُرق الصوفية ست وعشرون طريقة، على رأسها الرفاعية والقادرية والشازلية والسهرودية والشافعية والعزيزية، وغيرها.

فيما أضاف الجبرتي في كتابه "تاريخ الجبرتي" مجموعة أخرى غير التي أوردها الشعراني، ومنها، البراهمية والمولوية والشناوية، والشعرانية وغيرها، فيما أورد آخرون أن الفرقة الأحمدية تفرعت إلى عدة طُرق منها الزاهدية والبيومية والرفاعية، التي لا فروع أخرى لها، بل تنقسم إلى ثلاث بيوت، التي تختلف عن الفروع في أن البيوت يجمعها شيخًا واحدًا، وتفرعت الطريقة الشاذلية إلى 14 طريقة.

بدأ انتشار الصوفية في مصر
بدأت إرهاصات التصوف في مصر على يد ذو النون المضري، حيثُ كان أول من تكلم عن الصوفية عمومًا في علوم المقامات والأحوال، وشاركه في غرسها في القرن الثالث الهجري، صوفيان آخران، هما أبو بكر الدقاق المصري وأبو الحسن بن بنان الحمال.

إلا أن التصوف بصورته المعروفة الآن في مصر لم ينشأ في مصر قبل النصف الثاني من القرن السادس، بحسب المقريزي عام 569 هـ، وهو تاريخ أول الخانقوات بعهد صلاح الدين الأيوبي.

وبحسب ما أورد الباحث التفتازاني في بحث حول الصوفية، فإن لأهم المدارس الصوفية ظهرت في صعيد مصر خلال القرن السادس عشر، أولها المدرسة التي أسسها الشيخ عبد الرحيم القنائي عام 592 هـ، وقام عليها من بعد الشيخ الصوفي أبو الحسن الصباغ، وأخذ عنه الكثيرون من صوفية صعيد مصر آنذاك، وازدهرت الصوفية في مصر في القرن السابع الهجري، لاسيما أصحاب الطُرق، حيثُ وفد إليها من العراق، الشيخ أبو الفتح الواسطي، واتخذ من إسكندرية مقرًا له، ونشر بها الطريقة الرفاعية.

الصوفية جميعًا أحبوا الله واختلفت أوردتهم
تجتمع الطُرق الصوفية على حُب آل البيت، ونكران الذات والتقرب إلى الله، ولكن هناك فروق بسيطة تُميز كل طريقة عن غيرها، وبحسب ما أورد عامر النجار في كتابه "الطرق الصوفية في مصر.. نشأتها ونظمها وروادها"، أهم ما يُميز كل طريقة عن الأخرى هو لون زيها وأعلامها، فعلم وزي الطريقة البدوية أحمر، أما الدسوقية علمهم وزيهم أخضر، في حين أن الجيلانية والرفاعية اعتمدوا اللون الأسمر، ولم تُحدد الشاذلية لون محدد لها.

كما أن ما يُميز كل طريقة عن الأُخرى أحزابها وأورادها التي يُرددها الأتباع، والتي تُشبه مدارس التعليم الروحي، وتختلف وسائلها العلمية فيه باختلاف المُعلم الذي يجتهد في أن يضع لتلاميذه قواعد ورسومًا خاصة، يرى أنها افعل في تعليمهم، والغاية القصوى من الطريق الصوفي عندهم جميعًا كانت ولا تزال تتمثل في غاية خلقية، هي إنكار الذات والصدق في القول والعمل، هذا بحسب ما أورد التعتاراني في كتابه "المدخل إلى التصوف".

وذكر توفيق الطويل في كتابه "التصوف في مصر إبان العصر العُثماني"، أن لكل طائفة ورد، أو حزب أنشأه شيخها وحرص عليه أتباعه في حياته وبعد مماته، يرددونه في الأوقات التي حددها لهم ويتلونه جماعة دون أن يتغيب عن تلاوته أحد منهم.

ويرى المتصوفين أن اختلاف المسالك راحة للسالك، بمعنى أن اختلاف الأوردة والأحزاب بين كل طريقة والأخرى، فيه راحة للمُريد، كما أورد ابن زروق في كتابه "قواعد التصوف"، والذي أكد فيه أن الاختلاف فيه إعانة للمُريد على ما أراد بلوغ الأرب، فلذلك اختلفت طرق القوم ووجوه سلوكهم...".

يقوم الطريق الصوفي في المقام الأول بحسب ما أورد عامر النجار في كتابه "الطرق الصوفية في مصر"، على شيخ ومريد بينهما عهد.

المرقعات الصوفية زينة أولياء الله
وللطرق الصوفية مجموعة من الخصائص والمميزات، على رأس تلك الخصائص لبس الخرقة، كما ذكر النجار، فإن لبس المرقعة أو الخرقة الصوفية ركن أساسي من أركان التصوف، وقد أخذ أصحاب الطرق الصوفية المُختلفة، الخرقة عن فلان عن فلان عن سلسلة عنعنة طويلة تنتهي إلى الإمام علي كرم الله وجهه.

وفي هذا الشأن ذكر الهجويري في كتابه "كشف المحجوب"، أن أمر مشايخ هذه الطريقة المريدين بأن يتحلوا بالمرقعات ويتزينوا بها، وفعلوا هم أيضًا ذلك، لتكون العلامة بين الخلق، ويكون الخلق رقباء عليهم، فإذا خطوا خطوة على خِلاف فإنهم يطلقون فيهم لسان الملامة.."، واصفًا المرقعة زينة لأولياء الله عز وجل، يعز بها العوام ويذل بها الخواص، وعز العوام هو أنهم حين يرتدونها ينظر إليهم الخلق بعين العوام، ويلومونهم بذلك فهي لباس النعم للعوام، وجوشن البلاء للخواص، لأن أكثر العوام يكونون فيها مُضطرين حين تقصر أيديهم عن عمل آخر،.. فيطلبون بها الرياسة، ويجعلونها سببًا لجمع النعم..".



ويُعد الذكر من أهم مميزات الصوفية، ولما كان القرآن الكريم يُبين فضل الذكر، حيثُ قال الله سُبحانه وتعالى: "فاذكروني أذكركم"، كما جاء في الحديث القُدسي الذي رواه البُخاري ومسلم "أنا عنذ ظن عبدي بي وأنا معه حين يذكرني..".

آداب الذكر عند الصوفية
ويُرجع الصوفية سندهم في تلقين ذكر الله سبحانه وتعالى، إلى ما أخرجه الإمام الحافظ جلال الدين السيوطي بعدة أسانيد أن الإمام علي كرم الله وجهه قال: سألت رسول الله: قلت يا رسول الله دلني على أقرب الطرق إلى الله عز وجل، وأسهلها على العباد، وأفضلها عند الله تعالى؟ فقال صلى الله عليه وسلم، "يا علي: عليك بمداومة ذكر الله تعالى سرًا وجهرًا".

والذكر من أهم الوسائل إلى الوصول إلى الله تعالى، فبحسب ما ذكر القشيري في رسالته، "الذكر ركن قوي في طريق الوصول إلى الحق سبحانه وتعالى، بل هو العندة في طريق القوم، ولا يصل أحد إلى الله إلا بدوام الذكر".

ويذكر النجار في كتابه، أنه أن أردنا تكوين صورة صحيحة عن التدرج الطبيعي للتطور السيكولوجي لظاهرة الذكر، نجد أنه يبدأ من القاعدة إلى القمة ومن الظاهر إلى الباطن، بكبح النفس ونوازعها، ثُم إزالة آثارها وترك القلب أو البصيرة أو الروح تحلق في الملأ الأعلى، ومن الظاهر إلى الباطن باختراق حجب القلب في كليته التي تُقابل تمامًا ما يُطلق عليه اللاشعور.

وللذكر عند الصوفية مجموعة من الآداب لا بد من أتباعها، وبحسب ما أورد الشعراني في كتابه "الأنوار القدسية"، فإن الأشياخ عددوا للذكر ألف أدب ثم قالوا: ويجمع هذه الآداب كلها عشرون أدبًا للذكر، من لم يتحقق بها فبعيد عليه الفتح، خمسة منها سابقة على الذكر، واثنتا عشر حالًا للذكر، وثلاثة بعد الفراغ من الذكر.

فأما الخمسة السابقة أولها: التوبة النصوح..، والثاني: الغسل والوضوء كلما أراد الذكر، الثالث: السكون والسكوت ليحصل له الصدق في الذكر، وذلك أن يشغل قلبه بالله، الله، بالفكر دون اللفظ، حتى لا يبقى خاطر مع الله، ثم يوافق اللسان القلب، يقول: "لا إله إلا الله"، يفعل ذلك كلما أراد الذكر، الرابع: أن يستمد عند شروعه في الذكر بهمة شيخه بأن يشخصه بين عينيه ويستمد من همته ليكون رفيقه في السير، والخامس: أن يرى استمداده من شيخه هو استمداده حقيقة من رسول الله؛ لأنه واسطة بينه وبينه.

طقوس الذكر الصوفي.. الطهارة وفتح حواس القلب
والصوفي يقوم بمجموعة من الآداب خلال الذكر، أهمها، الجلوس على مكان طاهر، ويضع راحتيه على فخذه، واستحبوا جلوسه للقبلة إن كان يذكر وحده، وإن كانوا جماعة تحلقوا، ويجب أن تطييب مجلس الذكر بالرائحة الطيبة، وإغماض العينين؛ لأن الذاكر إذا أغمض عينيه تسد عليه طرق الحواس الظاهرة شيئًا فشيئًا، وسدها يكون سببًا لفتح حواس القلب.

ويتخيل الذاكر شيخه بين عينيه ما دام ذاكرًا، وهذه الخطوة من آكد الآداب لأن منها يترقى المُريد منه إلى الأدب مع الله والمراقبة له، وعليه أن يختار صيغ الذكر، لفظة "لا إله إلا الله"، لما لها من أثر عظيم عند القوم.. وإن فنيت شهواته وأهويته كلها فحينها يصلح له ذكر الله تعالى بلفظ الجلالة، من غير نفي، وما دام يشهد شيئًا من الأكوان فذكر الله بالنفي والإثبات واجب عليه، وأخيرًا على الذاكر أن يُفرغ قلبه من كل موجود أثناء الذكر، سوى الله، ويقول: لا إله إلا الله: إن الحق تعالى غيور لا يحب أن يرى في قلب الذاكر غيره.

وبحسب النجار، فإنه لولا أن الشيخ مدخلًا عظيمًا في تأديب المريد، ما ساغ للمُريد أن يتخيل شخصه بعينه لا في قلبه، وإنما شرطوا له نفسي كل موجود، ليتمكن له تأثير قول: لا إله إلا الله بالقلب، ويسري المعنى بالجسد، وأجمعت كل الطُرق الصوفية على أن المريد يجب عليه ذكر بقوة تامة بحيث لا يبقى منه مُتسع، ويهتز من فوق رأسه إلى أصبع قدميه، وهي حالة يستدلون بها على أنه صاحب همة.

السماع والحضرة يسمو بالروح
كما أن للصوفية مميزات أخرى، منها، السماع، وتتمثل في الغناء والموسيقى وإنشاد الشعر والمنظومات، والغناء والتمايل، كما أن الحضرة من الأشياء التي تجمع كل الطُرق الصوفية، ولها طقوسها الخاصة بها، والتي تسمو بالروح وتصل الصوفي بالله، دون التفكير شهوات الدنيا، وبحسب ما أورد النجار في كتابه، هذا بالإضافة إلى إقامة الموالد المُتعددة للاحتفال بذكرى شيوخ الطرق الصوفية وأولياء الله الصالحين، وهذا مُنتشر بين الصوفية المصرية.
هل تتوقع تألق إمام عاشور مع الأهلي هذا الموسم....؟

هل تتوقع تألق إمام عاشور مع الأهلي هذا الموسم....؟
ads
ads
ads
ads
ads