أشاد الكثير من النواب والسياسيين بلقاء الرئيس عبد الفتاح السيسي بالبابا تواضورس، الذي ضم أيضا عدد من أعضاء المجمع المقدس والقيادات الكنسية بمقر رئاسة الجمهورية بمصر الجديد، اليوم الخميس، حيث اعتبره البعض أنه رسالة موجهة لأعداء الوطن دعاء الفتنة الطائفية أن مصر ستظل نسيج واحد، وأنها تأكيدا على الوحدة المصرية، وأن الرئيس السيسي رئيسا لكل المصريين.

لقاء "السيسي" مع البابا تواضروس
استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم، قداسة البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، وعددًا من أعضاء المجمع المقدس للكنيسة القبطية الأرثوذكسية.

وصرح السفير علاء يوسف المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، بأنه الرئيس أكد أثناء اللقاء على قيم الوحدة والتآخي بين المصريين جميعا، مسلمين ومسيحيين، مشددا على أن ما يمر به واقعنا الإقليمي يعد دليلًا دامغًا على أهمية تمسك المصريين بالقيم المجتمعية الأصيلة التي تميز المجتمع المصري وتحميه من أية محاولات لتقسيمه والتفريق بين أبنائه، الذين عاشوا جميعا كوحدة واحدة عبر عقود ممتدة.

وأكد الرئيس، على أهمية أن تتواكب مع جهود الدولة جهودٌ مجتمعية لتأكيد أهمية قيمة المواطنة والإخاء بين مسلمي ومسيحيي مصر الذين طالما مثلوا ولا يزالون نسيجًا واحدًا ومصدرَ قوةٍ واعتزازٍ لهوية مصر المعتدلة بسماحتها وثقافتها الثرية.

وأوضح الرئيس، أن النهوض بقطاعيّ التعليم والثقافة سيساهمان بلا شك في ترسيخ قيم المواطنة والمساواة بين أبناء مصر، وهو أمر يحتاج إلى بذل مزيد من الجهود الدؤوبة الصادقة وسيستغرق مدى زمنيا يتعين خلاله التحلي بالصبر.

وقد أعرب قداسة البابا تواضروس الثاني وأعضاء المجمع المقدس عن الشكر والتقدير للرئيس على مواقف سيادته من أجل تعزيز قيمة المواطنة، فضلًا عن حرص الدولة على ترميم الكنائس المُضارة جراء الأعمال الإرهابية، واهتمامها ببناء الكنائس في المُدن والتجمعات السكنية الجديدة.

وقد أشاد الرئيس بما تحلى به المسيحيون المصريون من روح وطنية وحكمة في التعامل مع التحديات التي واجهت الوطن خلال السنوات القليلة الماضية، مؤكدًا أن المصريين جميعًا متساوون في الحقوق والواجبات بموجب الدستور الذي لا يفرق بينهم وفقًا لأي اعتبارات، ومنوهًا إلى أن مصر تعي وتُقدر أهمية الاختلاف والتنوع كسُنة للحياة، وأضاف سيادته أن مصر كانت وستظل واحة أمان واستقرار ومحبة لجميع الأديان السماوية.

كما أكد الرئيس على أهمية التحسب لمحاولات بث الفرقة والفتنة بين أبناء مصر من المسلمين والمسيحيين والعمل على التصدي لها بكل حزم.

وأشار الرئيس إلى جهود الدولة لبناء المدن الجديدة، ولاسيما في عدد من محافظات الصعيد مثل مدينة المنيا الجديدة ومدينة أسيوط الجديدة التي ستضم دور العبادة للمسلمين والمسيحيين، والتي سيكون لها دور في توفير واقع جديد يهيئ حياة أفضل لجميع المصريين.

وذكر السفير علاء يوسف أن الرئيس قد عاود التأكيد على خطورة استغلال الدين كأداة للتفريق بين أبناء الوطن الواحد أو كسلاح لجذب العناصر التي يمكن استقطابها إلى الجماعات المتطرفة والإرهابية، وهو الأمر الذي يتنافى مع قدسية وسماحة الأديان.

وقد أشاد الرئيس في هذا الصدد بجهود "بيت العائلة" ودوره، داعيا إلى أهمية تفعيل مزيد من التعاون بين الأزهر الشريف والكنيسة المصرية، من خلال طرح مزيد من مبادرات ومقترحات التعاون بينهما لترسيخ قيم الوحدة الوطنية وإعلاء قيمة المواطنة.

وأكد الرئيس أنه يتعين على جميع المصريين تفويت الفرصة على أي محاولات تستهدف بث الفرقة والانقسام بين أبناء الوطن، إذ لا يتعين أن تُلقي الحوادث الفردية بأي ظلال سلبية على صفو العلاقات الطيبة التي تجمع بين أبناء مصر، لاسيما أنها في أغلب الأحيان تتم لأسباب لا تمت للدين بصلة.

وأشار الرئيس إلى التحديات التي تواجهها مصر لتحقيق النمو الاقتصادي ومكافحة الزيادة السكانية، فضلًا عن جهودها للارتقاء بجودة التعليم وأداء المحليات وإعداد الكوادر الشبابية من خلال البرنامج الرئاسي لتأهيل الشباب للقيادة. وأكد السيد الرئيس أن المرحلة الراهنة التي تمر بها مصر تحتاج إلى تعزيز وحدتها الوطنية واصطفاف جميع أبنائها وتكاتفهم ككتلة واحدة تعمل وتنتج وتذود عن الوطن، وتشارك في تحقيق رفعته وتقدمه.

تأكيدا على الوحدة المصرية
أشاد أشرف بسادة، عضو الهيئة العليا لحزب المحافظين، بلقاء الرئيس عبد الفتاح السيسي بالبابا تواضورس، الذي ضم أيضا عدد من أعضاء المجمع المقدس والقيادات الكنسية بمقر رئاسة الجمهورية بمصر الجديد، اليوم، الخميس قائلا: "جاء تأكيدًا على الوحدة المصرية وتفهم الكنيسة والأقباط لخطورة المخطط الطائفي الذي يستهدف البلاد".

وتابع بسادة، إن اللقاء رد فعل حقيقي على الشائعات التي يُروجها البعض لزعزعة استقرار وأمن البلاد تحت ذريعة وجود فتنة طائفية بين المسلمين والمسيحيين، داعيًا إلى ضرورة التنبه والحذر من تلك الشائعات.

وشدد عضو الهيئة العليا لحزب المحافظين، على ضرورة توحيد صفوف المصريين لمحاربة الأفكار المتطرفة وعدم الانصياع وراء تلك الشائعات مع والاعتماد على الخطاب المستنير وتحسين مناهج التعليم للقضاء على ظواهر كراهية الآخر ورفضه.

جاء في وقت مهم للغاية
أثنى أشرف عثمان، عضو مجلس النواب عن حزب مستقبل وطن، بلقاء الرئيس عبد الفتاح السيسي، مع البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، اليوم الخميس، بقصر الاتحادية، مشيرًا إلى أن اللقاء يؤكد أن الرئيس يفعل كل يوم ما يبرهن أنه رئيس لكل المصريين.

وأضاف عضو مجلس النواب عن حزب مستقبل وطن، فى بيان له اليوم الخميس، أن اللقاء جاء في وقت مهم للغاية خاصة بعد الأحداث التي شهدتها بعض المحافظات في الفترة الأخيرة من مشاكل بين أبناء الوطن من المسلمين والمسيحيين، والتي استغلها البعض للترويج أنها فتنة طائفية وحاولوا إشعالها.

وتابع: "أننا جميعًا نثق في حكمة قداسة البابا تواضروس، وحبه الشديد للوطن وحرصه على تماسكه، ونحن جميعا نحفظ جملته الشهير "وطن بلا كنائس خير من كنائس بلا وطن"، ونحن كنواب في البرلمان نؤكد له أننا نقف بجوار أي مواطن يتعرض لأذى ولن نترك حق الوطن".

رسالة لدعاة الفتنة الطائفية
أكد يسرى المغازي، عضو لجنة الإسكان بالبرلمان والقيادي بائتلاف دعم مصر، أن لقاء الرئيس عبد الفتاح السيسي والبابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية ظهر اليوم الخميس، رسالة واضحة لدعاة الفتنة الطائفية بأن مصر ستظل نسيج واحد، والرئيس السيسي حريص على تفعيل مبدأ المواطنة.

وتابع عضو البرلمان، في بيان له اليوم الخميس، إن اللقاء تضمن أيضا رسالة إلى المسئولين في المحافظات المختلفة بضرورة التعامل بجدية مع محاولات إثارة الفتنة الطائفية التي شهدتها بعض المحافظات خصوصا بعد تكرارها في الفترة الأخيرة وفشل الإدارات المحلية فى حلها.

وأشار عضو البرلمان، إلى أن الرئيس السيسي حريص على تطبيق مبدأ سيادة القانون والتعامل بجدية مع أي محاوله لإعادة إنتاج ما كان يحدث في الماضي من إثارة أحداث الفتنة الطائفية لضرب وحدة الوطن.