المواطن

رئيس مجلسي
الإدارة والتحرير
مسعد شاهين

مع توسعات بوابة المواطن .. هل تعرف ما معنى أن ترى هذا المنظر يومياً ؟

السبت 08/سبتمبر/2018 - 03:00 م
وسيم عفيفي
طباعة
في صالة تحرير بوابة المواطن الإخبارية كل يغني على ليلاه من أكبر مسئول إلى متدرب، فالإدارة يشغل بالها مستقبل ما بعد التوسعات، أما المحررين والمحررات فهم على الأجهزة يسابقون الزمن منهم من يريد إكمال التارجت ومنهم من يريد إثبات الكفاءة ضماناً في أن يظل ويستمر ضمن المنظومة الجديدة حتى يدخل النقابة، أما المتدرب "يا عيني يا ولداه" موجود في قلق حتى يتأقلم ويتم تعيينه مثل البقية؛ لكن هذا المنظر الموجود في الصور له دلالات ومعاني كثيرة !.

أربعة أماكن تنقل لها موقع "بوابة المواطن"، كان أولهم مدينة نصر وهي منطقة جافة لا حياة فيها حتى لو توفرت بها كل الخدمات؛ ثم روض الفرج وهي منطقة من اسمها شعبية لكنها مفعمة بشكلٍ جماليٍ بسبب النيل، وثالثاً الدقي وهي منطقة الصخب الصحفي حيث تكتظ بمئات المواقع الإخبارية، ومهما كان شهرة المنطقة لكنها لا تُحَس.
ما يطل عليه مقر بوابة
ما يطل عليه مقر بوابة المواطن
استقر المواطن أخيراً في 24 شارع مراد ـ الجيزة الطابق الثاني عشر، لا تكتمل الصورة الخلابة بالنسبة لمن أراد الهدوء فهو لا يطل على النيل، وفي نفس الوقت فإن قامات الأبراج تعيق حتى الاستجمام بمنظر السماء إن كانت صافية؛ لكن رغم ذلك فإن أجمل ما يمكن أن يراه المرء يومياً هو هذا المنظر.

النوستالجيا فقط هي ما تحرك المرء "إن كان يشعر بها" لكي يحتوي المكان ويتحمله، وبالتالي فإن هذا المنظر يحمل كما كبيراً من المشاعر النوستالجية الفياضة عبر الزمان.

مقر بوابة المواطن الإخبارية مثل موقع مصر على الخريطة، فالدولة تقع في ملتقى القارات الثلاث، بينما المواطن يستقر بين تجمع الحضارات الثلاثة؛ ففي الخلف الحضارة الفرعونية بأهرامات الجيزة وأبو الهول، وأمامك كنيسة مار جرجس الروماني والتي سُمِّيت على اسم القديس جاورجيوس الكبادوكي أحد أبرز الشهداء في عهد داديانوس الفارسي؛ ومن بعيد قلعة صلاح الدين التي تفصل بين القاهرة الفاطمية وفسطاط عمرو بن العاص.
قلعة صلاح الدين
قلعة صلاح الدين
كل مكانٍ من تلك الأماكن له قصة حتى في المواقع التي بين السطور، فمن الخلف وإن كان هناك شارع للكباريهات على ناصية شارع الهرم يوجد ضريح لأحد أولياء الله الصالحين.

ولو أنك تضجرت من اسم الشارع شارع مراد لأنه منسوب إلى خائن، فاعلم أن شارع قرة بن شريك منسوب لشخصية ظلمها التاريخ، مثله مثل النقراشي باشا شهيد غدر جماعة الإخوان في الأربعينيات والذين قضوا نحبهم السياسي الأخير في مسجد الاستقامة المقابل لشارع النقراشي.

لا تذكرك العمارات الطويلة بمنظر محمد صبحي في فيلم "هنا القاهرة"، ربما تذكرك بـ نور الشريف وهو يبحث عن البنت في فيلم آخر الرجال المحترمين؛ فأنت مثله تبحث عن ضالتك في الجيزة ولن تجدها ألا وهي الهدوء وبالتالي تهرب بها منها حين تسلك الطريق من شارع مراد إلى المنطقة التي كان يسكنها مراد بك نفسه وهي منيل الروضة ومن هناك تأخذ سيارة وتنزل موقف السيدة عائشة وتتجه للهدوء الروحاني بين الصوفية والمقابر.
ما يطل عليه مقر بوابة
ما يطل عليه مقر بوابة المواطن
تظن أنك انفصلت عن الجيزة لكن على مدار القلعة يقبع جبل المقطم قد تحسبه لا قيمة له حيث أن شركات المحاجر تعمل فيه، وتظن أنه لا علاقة له بـ مراد بك، لكن العصر المنتسب له مراد بك وهو "المماليك" له صلة بـ المقطم بسبب العفريتة قطربة التي رسمت مستقبل شارع مراد والجيزة كلها. 

حسبك فإن الدلالة الجامعية في الجيزة موجودة ومتمثلة في جامعة القاهرة، لكن لا تنسى أيضاً أن الأزهر موجود في الجيزة كـ أب معنوي لجامعة القاهرة، ليس لأن الشيخ محمد أبو الفضل الجيزاوي "من سكان شارع مراد" قام بتكفير طلبة دار العلوم بسبب تركهم العمامة، وإنما لأن هناك جهد مشكور لرجال الأزهر في تأسيس جامعة القاهرة.

شعار كل نوستالجي يعيش وسط الناس هو "أنا لست معكم لكني بينهم" وبالتالي فإن هذا المنظر يومياً معناه التراكمات التاريخية حين يُحَس الماضي ولا يُحْفَظ كمادة دراسية.

ونبارك لنا ولإدارة بوابة المواطن على التوسعات الجديدة التي يشهدها المكان سائلين الله أن يوفق الجميع ويصلح الحال ويقوي المآل.
هل تتوقع تألق إمام عاشور مع الأهلي هذا الموسم....؟

هل تتوقع تألق إمام عاشور مع الأهلي هذا الموسم....؟
ads
ads
ads
ads
ads