المواطن

رئيس مجلسي
الإدارة والتحرير
مسعد شاهين

شيخ الشهداء.. أيقونة المقاومة التي هزمت المحتل ورمز الإصرار العربي للعيش بكرامة وعزة

الثلاثاء 11/سبتمبر/2018 - 07:02 م
عواطف الوصيف
طباعة
المقاومة.. سلاح العربي الأبي، رافض كل أشكال الذل والمهانة التي من الممكن أن توجه ضده أو ضد وطنه وبلاده من المحتل، الذي يعمل على سلب حقه وحياته وكرامته ويعتدى عليه عنوة، وفي حياة العرب وعلى مدار تاريخهم العديد من مختلف الشخصيات، التي كان لها الفضل في التأثير الإيجابي، ليس فقط على أبناء وطنها وإنما على مختلف الأجيال على مستوى الوطن العربي.

أيقونة الإصرار والتحدي
يعد عمر المختار، رمز وأيقونة ليس فقط للمقاومة العربية، وإنما للتحدي والإصرار على العيش بكرامة أبية حرة، فقد عمل على الوقوف في وجه المحتل الإيطالي، حرص على بذل كافة الجهود التي تساعد أبناء عموميته للعيش بعزة وكرامة، لذلك يكون من حق شيخ المجاهدين علينا أن نعطي لمحات عنه لعلنا نتمكن من إعطاءه جزء من حقه بإبراز ماهيته لأجيال لم تكون معرفة عامة عنه.

عمر المختار
عمر المختار
سر تلقيبه بشيخ المجاهدين
ربما يتعجب الكثيرون باللقب الذي ناله عمر المختار، وهو شيخ المجاهدين أو شيخ الشهداء ويتساءلون، لم لقب بـ " شيخ "، والإجابة هو أنه لم يبدأ الجهاد في وجه المستعمر الإيطالي وهو في طور الشباب، فلم تعرف بلاده ليبيا المستعمر الإيطالي، الذي فرض سيطرته عنوة على ليبيا وأهلها، قبل عام 1911، أي أن عمره كان 53 عاما، وهنا تكمن صورة من صور العظمة في شخصيته.

لم يبال كبر سنه
عند دخول الإيطاليون، ليبيا، كان عمر المختار في الـ 53 من عمره، وكان من الممكن وببساطة أن يكون في صفوف المتفرجين، من الشيوخ ممن هم في نفس عمره، ويترك الجهاد للشباب من أبناء ليبيا، وكان من الصعب أن يجد من يلومه، أو يحمله الخطأ على ذلك، لأنه وببساطة رجل كبير، وبأوامر الإسلام ليس بالضرورة على كبار السن الجهاد بأي صورة من الصور، نظرا لكبر سنهم وحالتهم الصحية، لكن عمر المختار أبى وحرص الجهاد ومواجهة المحتل، بل وقيادة شعب بأكمله وحثه على نيل حريته واستقلاله، وعلى الرغم من الإحتلال الإيطالي ظل مترسخا في ليبيا حتى عام 1931، أي عشرون عاما، إلا أن شيخ الشهداء لم يمل أو يكل، وظل يجاهد ويناضل رغم وصوله إلى سن 73، وكانت قوته وإصراره تعادل قوة وإصرار الشباب من هم في العشرينات.
عمر المختار
عمر المختار
محاكمة المختار
في الساعة الخامسة مساءً في 15 سبتمبر 1931 جرت محاكمة عمر المختار التي أعد لها الطليان مكان بناء برلمان برقة القديم، وكانت محاكمة صورية شكلًا وموضوعًا، إذ كان الطليان قد أعدوا المشنقة وانتهوا من ترتيبات الإعدام قبل بدء المحاكمة وصدور الحكم على المختار، ويبدو ذلك جليًّا من خلال حديث غراتسياني مع المختار خلال مقابلتهما، حين قال له: «إني لأرجو أن تظل شجاعًا مهما حدث لك أو نزل بك»، فأجابه المختار: «إن شاء الله.

محاكمة أسد الصحراء
محاكمة أسد الصحراء عمر المختار
إستشهاد عمر المختار
شهد يوم السادس عشر من سبتمبر عام 1931، لحظة استشهاد واحدا من أهم وأشف ما عرفت الأمة العربية، فقد  اتُخذت جميع التدابير اللازمة بمركز سلوق لتنفيذ الحكم بإحضار جميع أقسام الجيش والميليشيا والطيران، وأُحضر 20 ألف من الأهالي وجميع المُعتقلين السياسيين خصيصًا من أماكن مختلفة لمشاهدة تنفيذ الحكم في قائدهم. وأُحضر المُختار مُكبَّل الأيادي وفي تمام الساعة التاسعة صباحًا سُلَّم إلى الجلّاد، وبمجرد وصوله إلى موقع المشنقة أخذت الطائرات تحلق في الفضاء فوق ساحة الإعدام على انخفاض، وبصوت مدوّي لمنع الأهالي من الاستماع إلى عمر المختار إذا تحدث إليهم أو قال كلامًا يسمعونه، لكنه لم ينبس بكلمة، وسار إلى منصة الإعدام وهو ينطق الشهادتين، وقيل عن بعض الناس الذين كان على مقربة منه انه كان يؤذن في صوت خافت آذان الصلاة عندما صعد إلى الحبل، والبعض قال أنه تمتم بالآية القرآنية:  يا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ  ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً  ، وبعد دقائق كان قد عُلّق على المشنقة وفارق الحياة.
استشهاد شيخ المجاهدين
استشهاد شيخ المجاهدين

أخبار تهمك

هل تتوقع تألق إمام عاشور مع الأهلي هذا الموسم....؟

هل تتوقع تألق إمام عاشور مع الأهلي هذا الموسم....؟
ads
ads
ads
ads
ads