المواهب الكروية في مصر "كنز مدفون" ينتظر أندية الشركات.. والقطبين خارج الخدمة
الأربعاء 19/سبتمبر/2018 - 11:01 م
حسن محمد
طباعة
يولد كل يوم العديد من المواهب الكروية في مصر، أطفالا يداعبون الكرة بشكل يضاهي كبار نجوم العالم، في التقليد المبهر لحركاتهم ومهاراتهم الكروية، فلا يمكن أن تمر بأحد الأزقة الشعبية إلا وتجد طفلا موهوب يمارس هوايته المفضلة بالمراوغة والتسديد والتسجيل التي يعقبها فرحة غامرة، وكأنه يلعب في بطولة كبرى أو يمثل منتخب مصر هذا هو شعور الطفل وقتها وكأنه نجم حقيقي بالفعل، ولكن سرعان ماينتهي حلم هذا الطفل عندما يضل الطريق الصحيح نحو هوايته، خاصة في المناطق النائية والبعيدة.
"فى ناس كتير بتلعب فى الشارع أحسن من لاعيبة الأهلي والزمالك" جملة لابد أن تكون قد مرت عليك وانت تتابع أحدى المباريات بالدورات الرمضانية، ولكن كيف يصبح فعلا من ضمن هؤلاء النجوم وهو طفل لايعرف الطريق.
وفي هذا التحقيق تلقي "بوابة المواطن" الضوء على تلك الظاهرة..
إمام محمدين كشاف المواهب:
من أول الأندية التي نجحت في دعم المواهب الكروية في المناطق النائية أو البعيدة في مصر، هو نادي إنبي بقيادة إمام محمدين واحد من أبرز كشافي الكرة المصرية عبر تاريخها، حيث نجح في خوض تجربة فريدة من نوعها بالبحث في جميع المحافظات عن مواهب كروية قبل تكوين قطاع الناشئين بنادي إنبي، ليصبح حاليا الفريق البترولي منجما للنجوم، حيث أخرج المحمدي وعمرو زكي صالح جمعة وكهربا وأكرم توفيق وصلاح محسن وغيرهم من المواهب الكروية الكبرى.
ويقول إمام محمدين في تصريحات خاصة لـ"بوابة المواطن"، بدأت البحث عن المواهب الكروية لإنبي من خلال اختبارات الناشئين فى الأهلى والزمالك وغيرهما من أندية الدوري، قبل أن أقوم بالبحث بدوري القطاعات والناشئين للمناطق، ثم المحافظات والأقاليم البعيدة، ودوري المدارس، مشيرا إلى أن السن المناسب لاختيار المواهب يكون ما بين سن 10لـ14 سنة وهو سن النمو والتكوين والأنسب للتطوير ويحتاج لمعاملة خاصة جداً ، لافتا الى ان اللاعب بعد الوصول لسن 16 سنة يستطيع اللعب مع الفريق الأول.
وأكمل إمام قمت بضم صلاح محسن نجم الأهلي الحالي من فريق عرب الحصن بعد رؤيتي له، وضميت عمرو زكى من المنصورة وأحمد المحمدى من غزل المحلة و محمد الشامى من طلخا وغيرهم، الأقاليم مليئة بالنجوم ولكن العين الخبيرة لاتتردد كثيرا على مثل هذا الأماكن نظرا لبعدها.
المقاولون منجم النجوم:
من أكبر الأندية التي تدعم المواهب الكروية في المناطق النائية بمصر المقاولون العرب، منجم المواهب الكروية، الفريق الذي أخرج نجمي الكرة المصرية محمد صلاح ومحمد النني، بالإضافة لكوكبة من نجوم الكرة المصرية كباسم علي ومحمد فاروق ورزق وطاهر محمد طاهر وكريم الديب وغيرهم.
ويعد من قوى قطاعات الناشئين في مصر حاليا، ويقوم المقاولون بافتتاح الأكاديميات لاكتشاف المواهب في عدد من المحافظات والأقاليم لاكتشاف المواهب، وتم تشكيل لجنة للإشراف على أكاديميات النادي على مستوى الجمهورية تضم كلا من سعيد الشيشينى ومحمد زمزم ومحمد عبدالحميد وعلاء عبدالرؤوف وعبدالفتاح صالح.
الألمونيوم بيت مواهب الصعيد:
ويأتي نادي الألمونيوم في مقدمة أندية الصعيد التي تفرز المواهب الكروية، ويقول عبد الرحيم همام مدير قطاع الناشئين بالنادي، نقوم بعمل اختبارات لعدد كبير من اللاعبين في مختلف أنحاء الصعيد لاكتشاف المواهب، ونجحنا في إفراز العديد من المواهب في الفترة الأخيرة كرجب بكار لاعب بيراميدز وعامر عامر حارس الإنتاج وعمرو جمال مهاجم الأهلي وميدو جابر زميله والعديد من اللاعبين الذين لهم اسم بالدوري، ولكن قلة الامكانيات المادية سببا في فشل اتساع الدائرة لتشمل مناطق بعيدة أكثر عن الصعيد.
وادي دجلة وبارقة أمل جديد:
بدأ فريق وادي دجلة في السير في نفس اتجاه فريق المقاولون بالبحث عن المواهب الكروية صغيرة السن.
وقال حسن المستكاوي، رئيس واي دجلة، في تصريحات لـ"بوابة المواطن"، أن النادي قام استقدم البرتغالي مانويل جوزيه مدرب الأهلي الأسطوري السابق وتم تعيينه كمستشارا فنيا للقطاع لاختيار المواهب، من أجل اكتشاف مواهب جديدة وتنميتها للاحتراف في أوروبا.
وتابع المستكاوي:" يتم إرسال كشافين من النادي لجميع المناطق والأقاليم، وأصبح حاليا الفريق منجما لعدد من اللاعبين المميزين الصاعدين، ومحط أنظار الجهاز الفني لمنتخب مصر".
الاهلي والزمالك:
على الرغم من كونهما أكبر الأندية المصرية شعبية، إلا أن القطبين لا يبذلا جهدا كبيرا في اكتشاف المواهب الكروية في المناطق النائية، حتى مع افتتاح عدد من الأكاديميات بالأقاليم والمحافظات، ولكن الاعتماد الكلي يكون على الاختبارات التي تقام بالنادي كل فترة، بالإضافة لعدد من لاعبي القطاعات المميزين الذين يتألقون أمام القطبين، وفرط الأهلي والزمالك في عدد كبير من النجوم بسبب أزمة العين الخبيرة للمواهب والتي يفتقدها الفريقين.
في النهاية مصر مليئة بالمواهب الكروية الشابة، التي قد تضاهي نجاح وشعبية صلاح في أوروبا يوما ما وربما تتفوق عليها، وكل هذا يعود على مصر بالخير، ولكن الأمر فقط يحتاج للاهتمام والتطوير والمعاملة الخاصة لهذه المواهب في سن صغير فكريا وسلوكيا، حتى يصبح منتخب مصر به 7 أو 8 لاعبين كمحمد صلاح، ونقوم بتصديرها ليصبحوا محترفين ويضيفون للكرة المصرية المزيد من النجاحات، بالإضافة لعلو سمعة الكرة المصرية وفتح أبوابا كبيرة للاعبين المصريين في الخارج.
