المواطن

رئيس مجلسي
الإدارة والتحرير
مسعد شاهين

عقيدة التعامل مع القنابل الزمنية في حرب أكتوبر .. تفاصيل الملحمة المنسية

السبت 06/أكتوبر/2018 - 02:58 م
شيماء اليوسف
طباعة
كانت العقيدة السائدة لدى القوات المسلحة عند التعامل مع القنابل الزمنية في حرب أكتوبر تتلخص في أن يقوم الجيش المصري بإخلاء المنطقة من جميع الأفراد التي تم التعامل مع  القنابل بعد 24 ساعة سواء برفعها أو تفجيرها، كان ذلك يعني أن القنبلة التي لا تنفجر تعتبر أكثر وأبعد تأثيرا من القنبلة التي تنفجر فعلا. 
عقيدة التعامل مع القنابل الزمنية في حرب أكتوبر
حرب أكتوبر 1973
حرب أكتوبر 1973
أن العدو الإسرائيلي في ظل هذه العقيدة التي تم التخطيط لها بهدف حسن التعامل العسكري مع القنابل التي لم تنفجر،  يستطيع أن يسقط قنابل زمنية فوق الكباري وممرات الإقلاع في المطارات ضمن مجموعة أخرى من القنابل شديدة الانفجار فإذا أصاب هذه الأهداف لن يبدأ إلا بعد مرور 24 ساعة على الأقل وإذا ما فشل في إصابة هذه الأهداف فإنه سوف يتضمن أيضا تعطيل استخدام هذه الأهداف لمدة 24 ساعة على الأقل وتصحيحا لهذا الوضع فإن من واجبنا أن نقبل هذه المخاطرة. 


إذا سقطت إحدى القنابل أثناء المعركة بجوار أحد الكباري ولم تنفجر فإن تدفق القوات المسلحة المصرية عبر الكوبري يستمر كما لو أنه لم يحدث شيء ومما لا شك فيه أن هناك احتمالا أن تنفجر مثل هذه القنبلة قبل أن ينجح المهندسون في تأمينها، ولكن حتى لو حدث ذلك فإن خسارة الجيش المصري في الأفراد قد تتراوح ما بين 5- 20 رجلا. 

القنابل الزمنية وممرات الطائرات 
حرب أكتوبر 1973
حرب أكتوبر 1973
إذا تصورت القوات المسلحة المصرية أنه خلال ساعة زمنية واحدة يمكن أن تعبر حوالي 200 عربة قتال وقارنت بين تعطل عبور هذه القوات المقاتلة ومن احتمال قد لا يحدث العبور مطلقا أن هناك بالتأكيد خسارة حياة عدد من الرجال المصريين، حيث اتضح للجيش المصري أن المخاطرة التي ركبها جيشنا هي مخاطرة محسوبة أنها الحرب وليست هناك حرب دون خسائر وواجب القادة في النهاية هو الاختيار بين أخف الضررين. 


إذا ما سقطت قنبلة زمنية على أحد الممرات الخاصة بالطائرات من مطاراتنا العسكرية فإن الإقلاع والهبوط يستمران في المطارات ما دام ذلك لا يعوقها عمليا بينما يقوم المهندسون بإبطال مفعول القنبلة، ومن القائد الأخرى التي قام بها الجيش المصري في معركته الملحمية خلال حرب أكتوبر 1973م، هو العبور على الكباري نهارا، حيث كانت العقيدة القتالية آنذاك تقتضي بألا يتم العبور على الكباري إلا أثناء الليل وقبل بزوغ الفجر تكون القوات المسلحة المصرية قد قامت بفك الكباري وإخفائها ويستمر الحال على ذلك طوال النهار. 

خطط الجيش المصري لمواجهة القنابل الزمنية 
حرب أكتوبر 1973
حرب أكتوبر 1973
وبعد أن يبدأ الليل إسدال ستائره المسائية، تقوم القوات المسلحة المصرية يتم تركيب الكباري وتحديدا عند العشاء ليتم العمل بها ليلا، كان الهدف الأساسي من هذا الإجراء هو تلاقي القصف الجوي المعادي، عندما بدأ إجراء  الحسابات التفصيلية للعبور اتضح أن الأسلوب والخطة التي جرى تنفيذها لا تسمح بالعبور، إلا على مدى ثلاث أيام متتالية. 
حرب أكتوبر 1973
حرب أكتوبر 1973
إن مسألة العبور بهذه الطريقة لا تضمن النجاح  لكن في منتصف 1972م، تغيرت الخطة ليأخذ العبور مسارا أخر على أن يستمر عبور القوات المسلحة المصرية نهارا حتى تتمكن كافة القوات المصرية جميعا من العبور، إلى جانب الإقلال من تأثير القصف الجوي المعادي سلبيا على طريقة استخدام الدخان والكباري الهيكلية، وايجابيا عن طريق تقوية الدفاع الجوي عن الكباري. 
حرب أكتوبر 1973
حرب أكتوبر 1973
خصصت لكل فرقة عسكرية عدد 2 من الكباري من فرق النسق الأول حيث كان من أهم القرارات التي تم اتخاذها خلال فترة التخطيط والتحضير للعمليات، وقد كانت خطط الجيش المصري خلال حرب أكتوبر التي خططت في 1972م، هي تخصيص كوبريا واحد لكل فرقة من فرق النسق الأول ومما لاشك فيه أن استخدام عشرة كباري في اليوم الأول من الحرب بينما كل ما كان يملكه الجيش المصري هو 12 فقط كان يعتبر نوعا من المخاطرة ولكنها كانت مخاطرة محسوبة .  

موضوعات متعلقة

أخبار تهمك

هل تتوقع تألق إمام عاشور مع الأهلي هذا الموسم....؟

هل تتوقع تألق إمام عاشور مع الأهلي هذا الموسم....؟
ads
ads
ads
ads
ads