المواطن

رئيس مجلسي
الإدارة والتحرير
مسعد شاهين

المرأة المصرية ومهنة الجزارة.. نساء يهددن عرش الجزارين في مصر

الجمعة 16/نوفمبر/2018 - 01:00 م
شيماء اليوسف- تصوير/ أيمن مرسي
طباعة
لم نعتاد على أن تسن السكاكين والسواطير امرأة، رغم أن المرأة المصرية كسرت هذه القاعدة وظهرت بعباءتها الكادحة بين السلخانات تبتاع اللحوم وتشتري الأبقار تعرضها للزبائن لا تخجل ولا يقف في وجهها أي شيء فهي تتاجر في أغلى سلعة بالسوق، ولكن ليس بمقدور أي امرأة أن تعمل في مهنة الجزارة، فكيف انخرطت المرأة المصرية داخل مغارات هذه المهنة الصعبة، ما الذي جعل المرأة المصرية تصر على المغامرة؟ 
كيف دخلت المرأة المصرية المدبح؟ 
المرأة المصرية ومهنة
المرأة المصرية ومهنة الجزارة
ورثت المرأة المصرية مهنة الجزارة عن أجدادها الذين عملوا في هذه المهنة مسبقا كما يورث الآباء لأبنائهم أي مهنة أخرى، فعكفت على أن تجعل اسم والدها أو جدها خفاقا في السوق ليظل باقيا وكما ورثت المرأة المصرية مهنة الجزارة كمهنة ورثت أيضا سبل إدارة هذه المهنة وكيفية إجراء عمليات البيع والشراء والتعامل مع التجار والزبائن ومعرفة اللحوم السليمة من الفاسدة. 

تعرف المرأة المصرية العاملة في مهنة الجزارة كيفية تقطيع اللحوم وتوزيعها، وفي الغالب تكون العائلة كلها تعمل في مهنة الجزارة حيث يمتهن جميع أفراد العائلة بالمهنة الأم التي يعمل فيها جميع الأفراد، ولكن لا تقتصر مهنة الجزارة على العائلة التي تعمل جميعها في هذه المهنة، ففي إحدى القرى بمركز ديرمواس بمحافظة المنيا، تعمل سيدة في مهنة الجزارة كان زوجها جزارا فلما كبر وانحنى ظهره عملت بدلا عنه في هذه المهنة. 

المرأة المصرية ومهنة
المرأة المصرية ومهنة الجزارة
يعد عمل المرأة المصرية في مهنة الجزارة تحدي كبير باعتبار أن المهنة أكثر سهولة بالنسبة للرجل مقارنة بالمرأة حيث تحتاج إلى قوة بنيان قادرة على رفع أفخاذ اللحوم والتعامل الحازم مع التجار والبائعين، غير أن بعض النساء تعودن على العمل في مهنة الجزارة وشعرن بأنها أكثر راحة بالنسبة لهم، واستطعن الوقوف على كل أعباء هذه المهنة وتخطيها بكل قوة ممكنة. 


نجحت المرأة المصرية العاملة في مهنة الجزارة على صناعة علاقات كبيرة مرتبطة بهذه المهنة من خلال الاختلاط الدائم بين الجزارين وتجار اللحوم وتجار الماشية، ومعرفة الأبقار الصالحة للذبح والأبقار الغير صالحة المصابة بمرض يمنع أن تذبح وتباع، بحسب ما قالته إحدى الجزارات من النساء اللواتي يعملن بهذه المهنة. 



يتعامل بعض الزبائن مع المرأة المصرية التي تعمل في مهنة الجزارة بشيء من الاستغراب والدهشة، فيساءلون: كيف لنساء مثل هن يقمن بتقطع اللحوم بهذه الطريقة ومسك السواطير بهذه المتانة والدقة غير أنهن لازلن يحافظن على أنوثتهن؟ ولكن الجزارات يحاولن إقناع الزبائن بأنهن أحبين المهنة وتعلقن بها إلى جانب ورثهن الجزارة من أهلهن. 

المرأة المصرية ومهنة
المرأة المصرية ومهنة الجزارة
أصبحت المرأة المصرية العاملة في مهنة الجزارة بالنسبة للزبائن شيء عادي مقارنة بالانطباع الأول الذي أخذ عن الجزارات من النساء فالأمر في بدايته لم يكن مقبولا لكنها مهنة مثل أي مهنة من الممكن للمرأة أن تتقلد منصبها منها، وليس هناك مهن للرجال وأخريات للنساء فكل مهنة من الممكن للرجل والمرأة أن يعملا بها وأن يتحملا كافة مسئولياتها. 



وبحسب بعض الجزارات فإن الرجل المصري لم يقف في وجه زوجته ولم يمنعها من مزاولة مهنة الجزارة، باعتبار أن هذه المهنة خطيرة إلى حد ماء على أن تزاولها امرأة تستخدم فيها السكاكين والسواطير، لكن الأمر أصبح سهلا أن يتقبل الرجل أن تعمل زوجته في مهنة الجزارة. 



وقد استطاعت المرأة المصرية العاملة في مهنة الجزارة أن تحصل على لقب "المعلمة" بلغة السوق الدرجة لقدرتها على إدارة المهنة بحنكة الرجال، لاسيما الذهب الكثير الذي تتزين به المرأة الجزارة وعباءتها السوداء التي تداوم على ارتدائها وهي إن دلت على شيء لا تخرج عن إطار الوقار والاحترام، لكن هل هناك فارق في تعامل الزبائن من النساء مع الجزارات مقارنة بتعاملهن مع الرجال؟  

هل تتوقع تألق إمام عاشور مع الأهلي هذا الموسم....؟

هل تتوقع تألق إمام عاشور مع الأهلي هذا الموسم....؟
ads
ads
ads
ads
ads