"بوابة المواطن" تكشف حقيقة السلطة الرابعة في الصحافة المصرية
الأربعاء 21/نوفمبر/2018 - 02:31 م
شيماء اليوسف
طباعة
مكثت سنوات طويلة من حياتي أحلم بالتربع على عرش السلطة الرابعة الأمر الذي دفعني إلى المحاولة رغم الفشل، فإن كان علماء الاجتماع يصفون الرواية بأنها مرآة المجتمع فإن ذلك الوصف ينطبق بصورة أدق على الصحافة وهذا ما جعلني اضرب الأرض وأدوس الحصى المتعجرف من أجلها.
السلطة الرابعة بين وبانوراما المجتمع
السلطة الرابعة
ينقل الروائي بانوراما المجتمع لا ينقل الواقع كما هو غير أنه يخلط الواقع بالخيال لتتحقق المعادلة الفنية لكن السلطة الرابعة كما وصفت الصحافة بيدها آليات نقل الواقع المجتمع بحذافيره.
يلعب الصحفي براعة في نقل الواقع عند تصويره الأحداث كما تجري ومثلما وقعت بالصوت والصورة الوقائع كما حدثت في صورتها الحقيقية والنقل عن المصادر كما تقول بالفعل، أما إذا أضاف من وحي خياله كما يفعل المؤلف في كتابة روايته أو اخترع ما لم يحدث من الأساس أو ما لم يقل فهو يسيء إلى أمانة المهنة وغالبا ما يكشفه الجمهور وينصرف عنه ويبحثون عن الصحفي والصحيفة ذات المصداقية، ولهذا كان لنا الحق أن نصفها ب " السلطة الرابعة ".
صحفيون السلطة الرابعة
إذا الصحافة هي مرآة المجتمع صدقها بقدر أمانتها في التصوير والنقل والتعبير وقد أطلقت على الصحافة العديد من التسميات مثل " مهنة البحث عن المتاعب" وتعبيرا عن مكانتها المتميزة التي تنفرد بها أطلقوا عليها اسم "صاحبة الجلالة" أما من ناحية تسميتها ب" السلطة الرابعة " يعني أنها تأتي بعد السلطات التنفيذية والتشريعية والقضائية، وبشكل عام فإن الصحافة عبرت عن كل تلك المسميات.
صحفيون السلطة الرابعة
يدرك الصحفي مسئوليته في وجوب تقديم المعلومة الصحيحة والرأي الذي يستند إلى وثائق وبيانات فينتقل إلى مواقع الأحداث يسأل ويناقش ويتحرى الحقيقة ويواجه الأخطار لتخلص له الصورة الأمنية الدقيقة في النهاية فهي السلطة الرابعة التي لها وضعها ومكانتها.
صحفيون السلطة الرابعة
عندما ينشر الصحفي ما توصل إليه من معلومة أو قناعة في الرأي فإنه ينبه الرأي العام في بلاده وربما في خارجها أيضا، إلى أسرار قد يفلح أصحابها في كتمها طويلا لأسباب خاصة أو عامة وإن كان واجب الصحفي أن يكشف تلك الأسرار ليعرف الرأي العام كل شيء وتحدث مفارقات ومآس وطرائف ومصادرة وعمليات اغتيال في مواجهة المحاولات الدائبة والمستمرة لعشرات الصحفيين في كل أنحاء العالم يسعون إلى كشف الحقيقة وتقديمها إلى القارئ، وهذا بحكم كونها السلطة الرابعة.
صحفيون السلطة الرابعة
تؤكد الإحصائيات أن الصحفيين من بين كل المشتغلين بالمهن الحرة هم أقصرهم أعمارا وعدد القتلى أثناء مهامهم من بين الصحفيين يحتل نسبة المقدمة من بين كل العاملين في المهن الأخرى لا يفوقهم في ذلك سوى ضباط الجيش أو الشرطة وذلك لاعتبارات وظيفتهم بالطبعة بالرغم من كون الصحافة " السلطة الرابعة ".
صحفيون السلطة الرابعة
يعد عالم السلطة الرابعة عالم ملبخ بالغيوم فهو محاولة للدخول إلى عالم المغامرات المثير المسمى عالم الصحافة حرص ولازال يحرص ملايين الصحفيين حول العالم من أجل الحصول على المعلومة الأمر الذي كلفهم المتاعب والمواجهات مع السلطات الحاكمة باختلاف أزمنتها أو منظمات الجريمة أو حتى الشخصيات ذات النفوذ.
صحفيون السلطة الرابعة
كانت السلطة الرابعة هي سبيل الزعيم المصري مصطفى كامل لتعريف الرأي العام بالقضية المصرية وشرح أبعادها وقد تحول كامل في أعقاب حادثة دنشواي من زعيم سياسي إلى صحفي أثار الرأي العام العالمي بمقالات توضح وتفضح وتدين ممارسات سلطات الاحتلال في بلاده وأصبحت مأساة دنشواي مأساة عالمية غضب لها الرأي العام في كل مكان.
صحفيون السلطة الرابعة
كان نجاح الصحفي مصطفى كامل في توضيح مأساة دنشواي للرأي العام العالمي هو السبيل لتأكيد نجاح الزعيم السياسي مصطفى كامل في قيادة الحركة الوطنية المصرية واختار الإعلام الخارجي فذهب إلى لندن واجتمع بكبار الساسة الإنجليز وكبار المثقفين والمفكرين وكتب في الصحف الإنجليزية وأكد أن الحادثة قضت على مزاعم المعتمد البريطاني اللورد كرومر بأن الفلاحين المصريين يحبون الاحتلال.
حادثة دنشواي
استطاع مصطفى كامل أن يلعب على أوتار السلطة الرابعة لإنجاح قضيته وقد أثمرت الحملة الصحفية عن استقالة اللورد كرومر وقد اهتمت الصحف العالمية بقضية الاحتلال في مصر وقد سعت الحكومة البريطانية لتغيير سياستها في مصر وتأسس الحزب الوطني برئاسة مصطفى كامل والذي جعل من زوال الاحتلال البريطاني قضيته الأساسية وتبعه قيام أحزاب سياسية أخرى التي مثلت بداية لحياة سياسة واسعة نشأت بفضل الصحافة.
