المواطن

رئيس مجلسي
الإدارة والتحرير
مسعد شاهين

أكثر القصص المأساوية في تاريخ المونديال!

الإثنين 14/نوفمبر/2022 - 11:32 م
المواطن
طباعة
بجانب كونها رياضة بدنية جماعية رائعة، ترتبط كرة القدم بالكثير من الأمور الأخرى فهي مجال خصب للسينما ومؤلفات السيرة الذاتية والمراهنات الرياضية والموسيقى والاحتفالات والنوادر وحتى مقاطع الفيديو المُسلية التي يستمتع عشاق الساحرة المستديرة بمشاهدتها قبل النوم. مثل كل عشاق كرة القدم، فإننا نحب – من وقت إلى آخر - أن نتذكر قصص كرة القدم الغريبة والتي عادةً ما تكون مرحة ومُمتعة، ومع ذلك فإن قصة اليوم ليست مرحة ولا ممتعة على الإطلاق والتي دارت أحداثها في صيف 1994 المُلتهب والذي شهد مقتل لاعب كرة القدم الكولومبي الشاب أندريس إسكوبار في بلده عقابًا على إزعاج تجار المخدرات.

يصادف يوم الخميس الذكرى السنوية الـ 21 للوفاة المأساوية والمفاجئة لأندريس إسكوبار، المدافع الكولومبي الذي سجل هدف المرمى الذاتي في مباراة منتخبه الوطني ضد منتخب الولايات المتحدة في كأس العالم 1994.

لقد كانت بلا شك واحدة من أحلك اللحظات في تاريخ كأس العالم، ليس بسبب الهدف نفسه، ولكن بسبب الأحداث التي تبعت البطولة. فقبل بداية بطولة كأس العالم، كان المنتخب الكولومبي مفضلاً بشدة للفوز بالكأس حيث هزم الفرق الدولية بشكل سليم قبل البطولة وأبرزها الفوز على الأرجنتين بنتيجة 5-0.

كولومبيا كانت مُرشحة للفوز باللقب

كان أداء كولومبيا في اللعب الجماعي وإحساسها بالمباراة الجميلة مذهلاً لدرجة أن الجماهير الأرجنتينية في الملعب أشادت بأداء لوس كافيتيروس في نهاية المباراة. كان إسكوبار، المعروف على نطاق واسع باسم "جنتلمان الملعب"، شخصية رئيسية في فريقه، حيث كان بمثابة نصير دفاعي منح زملائه الثقة للعب بحرية في الفوز باللقب الأول في تاريخ بلدهم.

كانت كولومبيا أحد أبرز المُرشحين للفوز بطولة كأس العالم 94، وذلك نظرًا لأنها كانت تمتلك فريقًا رائعًا حيث أنها فازت على الأرجنتين في التصفيات بنتيجة مقنعة 5-0. كان لدى الكولومبيين لاعبين على مستوى عالي مثل أوسكار كوردوبا، فاوستينو أسبريلا، فريدي رينكون.

إذن ما الخطأ الذي حدث؟

في ذلك الوقت، كانت كولومبيا غارقة في حروب المخدرات المحلية، وكان بابلو إسكوبار الشخصية المركزية هناك. من الموثق، والاعتقاد السائد، أن الارتفاع السريع والمدهش في جودة كرة القدم الكولومبية كان مرتبطًا بشكل مباشر بصعود قوة وتأثير عصابات المخدرات الكولومبية، وقد وصل العنف في النهاية إلى نقطة الذروة في عام 1994.

خلال مباراة المجموعة الثانية لكولومبيا، وهي مباراة ضد الولايات المتحدة لا تقل عن ذلك، حول أندريس إسكوبار الكرة في مرمى حارس مرمى فريقه ليسجل الهدف الافتتاحي في المباراة التي انتخت بالخسارة بنتيجة 2-1 ضد الولايات المتحدة وهي النتيجة التي ستقصي كولومبيا من البطولة.

ما الذي آثار غضب العصابات الكولومبية؟

ما الذي آثار غضب

كانت كولومبيا واحدة من الدول المختارة للذهاب بعيدًا في بطولة كأس العالم. لكن مع ذلك، فإن مشاركتهم كانت مُخيبة جدًا للآمال. شاركت كولومبيا في المجموعة الأولى إلى جانب المضيف الولايات المتحدة ورومانيا وسويسرا، وخسروا في أول لقاءين مما أدى إلى إقصائهم. بالتحديد، بعد خسارتهم 3-1 أمام الرومانيين في اللقاء الأول، تلقى مدرب ماتورانا مكالمة تتضمن تهديدات بالقتل من جانب العصابات الكولومبيا؛ كان الضغط هائلا! مما أجبر المدرب المدرب على تغيير تشكيلته قبل دقائق من مباراة الولايات المتحدة في روز بول في باسادينا.

يقال إن تجار المخدرات خسروا ملايين الدولارات في الرهانات على الفريق الكولومبي، ويقال أيضًا أن مجموعة واحدة من المراهنين خسرت 10 ملايين دولار بسبب خسارة كولومبيا المفاجئة أمام الولايات المتحدة ودعت مجموعة مجهولة الهوية محطة تلفزيونية الأسبوع الماضي للتهديد بالانتقام.

خسر الكولومبيون رهاناتهم على منتخبهم الوطني بسبب "خطأ" أندريس إسكوبار حيث أنهم كانوا يعتقدون أنهم "لم يُهزموا بشرف" وكان لديهم غضب على إسكوبار تحديدًا وكل أعضاء المنتخب الكولومبي بشكلٍ عام.

لذلك، قررت الغالبية العظمى من لاعبي كرة القدم الكولومبيين البقاء في إجازة في الولايات المتحدة لأن مناخ التوتر والجريمة لم يكن مثاليًا في بلدهم. ومع ذلك، قرر أندريس إسكوبار العودة للاستمتاع بقضاء أجازته مع أسرته وأصدقائه والتجهيز لعُرسه قبل السفر إلى ميلان للتوقيع مع المنتخب الإيطالي ومواصلة مسيرته في كرة القدم الأوروبية.

بعد عودة إسكوبار بيومين فقط إلى بلده، وتحديدًا في ليلة 2 يوليو 1994 وقعت الحادثة؛ حيث وبخه بعض الأشخاص في ملهى ليلي بعبارات مثل: "هدف رائع ولكن في مرمانا!". كانت حدّة النقاش ترتفع في في موقف السيارات حيث نصحه أصدقاء لاعب كرة القدم بالعودة إلى المنزل، ومع ذلك طلب إسكوبار من الإخوة جالون احترامه والتوقف عن إهانته وعندها خرج أومبرتو مونيوز كاسترو من سيارته وأطلق 6 طلقات على إسكوبار والذي سقط قتيلًا في الحال.

ما بعد الحادثة

قال الرئيس الكولومبي سيزار جافيريا في بث وطني "هذه خسارة تغرق كولومبيا في حداد وتملأنا بالألم".

أعلنت السلطات عن مكافأة قدرها 60 ألف دولار مقابل معلومات تؤدي إلى القبض على القتلة. تم تعيين حراس شخصيين إضافيين لكل عضو في الفريق الكولومبي.

تم القبض على اثنين من المشتبه بهم، بمن فيهم السائق المزعوم لإحدى سيارات الهروب، في وقت لاحق اليوم التالي للحادثة.

تم وضع جثة إسكوبار أمس في مدرج ميديلين الرياضي، على بعد 240 كيلومترًا شمال شرق بوغوتا. للمفارقة، فإن يوم الجنازة كان من المقرر أن يكون عُرس إسكوبار.

احتشد المئات من المعزين في الملعب بينما أقامت الشرطة المتاريس في محاولة للقبض على قتلة إسكوبار.

وقال ماتورانا مدرب كرة القدم: "كرة القدم هي مجرد لعبة، وليس هناك أي مبرر لقتل أندريس لارتكابه هدفًا ذاتيًا".

حُكم على قاتل إسكوبار بالسجن 43 سنة، ولكنه قضى منها 11 سنة فقط لحسن السلوك. الأخوان جالون فقط بضعة أشهر من الإقامة الجبرية وغرامة سخيفة تبلغ حوالي 600 يورو.

في الوقت الحاضر، يحظى أندريس بالاحترام على نطاق واسع في بلده باعتباره ضحية للأوقات المضطربة التي مرت بها كولومبيا.

أخبار تهمك

هل تتوقع تألق إمام عاشور مع الأهلي هذا الموسم....؟

هل تتوقع تألق إمام عاشور مع الأهلي هذا الموسم....؟
ads
ads
ads
ads
ads